الطريقة الرفاعية

الطريقة الرفاعية
  • الطريقة الرفاعية

  • Views 5

  • Downloads 2

  • File size 340KB
  • Author/Uploader: Sefadin Selimovski

‫الطريقة الرفاعية‬ ‫تأليف السيد محمد أبي الهدى الصيادي الرفاعي‬ ‫رضي ال عنه‬

‫المحتويات‪:‬‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫مقدمة الناشر‬ ‫نسبه‬ ‫الكتاب‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫مقدمة الناشر‬

‫الحمد ل رب العالمين وأفضل الصل ة وأتم السل م على سيدنا محمد المبعوث بالحق هاديا وأمين‬ ‫وعلى آله وصحبه الطيبين والتابعين لهم بإحسان إلى يو م الدين‪.‬‬ ‫أما بعد ‪ -:‬نحمده تعالى على عونه لمواصلة إصدار هذه السلسة القيمة ‪ ،‬وإبراز وعدنا لوخواننا‬ ‫المؤمنين بمتابعة إوخراجها ونشرها‪ ،‬وقد تم والحمد ل إوخراج ةثلةثة كتب تعتبر من أنفس الكتب‬ ‫وأنفعها في موضوعها وإصدار هذه السلسلة لم يكن لكسب وجمع مال بل الهدف منها إحياء التراث‬ ‫الصوفي عامة وكتب الطريقة الرفاعية وخاصة‪ ،‬وما هذا التراث القيم إل جزء من تراةثنا العربي‬ ‫سنة ‪ ،‬إن‬ ‫السلمي العظيم‪ ،‬ومن ةثم المساهمة في بث الوعي الديني الصحيح النابع من الكتاب وال نُ‬ ‫سطور هذه الكتب تعطى طلب الحقيقة الصور ة الصادقة والخطوط المستقيمة لهذا النهج السلمي‬ ‫في الحيا ة النسانية ‪.‬‬ ‫إن التصوف السلمي بمفهومة السليم الصادق‪ ،‬والذي إعتقده الحسن البصري والجنيد البغدادي‬ ‫والما م الغزالي والشيخ عبد القادر الجيلنى والسيد الرفاعي والسيد البدوي والسيد الدسوقي‬ ‫وغيرهم من كبار شيوخ التصوف رضوان ال عليهم‪ ،‬إنه كتاب وسنة‪ ،‬دعاء ودعو ة‪ ،‬زهد وكسب‬ ‫سيف وقلم ‪ ،‬علم وعقل ‪ ،‬هداية وإرشاد ‪ ،‬جهاد بنفس وتضحية بنفيس ‪ ،‬وخلو ة في الليل وغزو ة في‬ ‫النهار ‪ ،‬حلقة ذكر وإبداع فكر ‪ ،‬ل فلسفة عمياء وطقوس هوجاء‪ ،‬واصطلحات سيمياء بهذه‬ ‫المفاهيم السلمية الرفيعة عقدوا لواء دعوتهم ونشروها في صفوف مجتمعاتهم في مختلف الزمنة‬ ‫والمكنة‪ ،‬واستطاعوا بها‬ ‫جذب قلوب الخاصة والعامة إليهم‪.‬‬ ‫إن التصوف منذ نشأته إلى يومنا هذا ما حاد عن جاد ة السل م أبد‪ً.‬ا‪ .‬إل أن شأنه شأن المذاهب‬ ‫س ووضع على بعض رجاله في كتبهم وأقوالهم ما ينافي جوهره وعرضه‬ ‫السلمية الوخرى ‪ ،‬نُد َّ‬ ‫س ووضع من عبارات وأقوال مخالفة للشرع السلمي في كتب قسم من‬ ‫وأصوله وفروعه ‪ ،‬وما نُد َّ‬ ‫أعل م شيووخه ل تعتبر الحجة القاطعة على مخالفة التصوف للشرع القويم‪ ،‬إذا الدس والوضع‬ ‫والكذب وقع في عهد السل م الول وعلى لسان الرسول )ص( وأصحابه الكرا م وآل بيته الطهار‬ ‫والتابعين رضوان ال عليهم ‪ ،‬من كل هؤلء لم ينج منه‪ ،‬وجاء هذا كله من أتباع الملل والنحل غير‬ ‫السلمية ‪ ،‬كاليهود والمجوس والنصارى وغيرهم وذلك ليقاع الفرقة بين المسلمين وتشويه‬ ‫معتقداتهم وإظهار السل م بأن يجمع المتناقضات في أحكامه ‪ .‬بالضافة إلى وضع ودس هؤلء‪،‬‬ ‫أوخذت الفرق الضالة التي انشقت عن السل م والمسلمين تضع الحاديث النبوية الشريفة والتفاسير‬ ‫القرآنية بحسب معتقداتهم وأهوائهم لتعزيز أرائهم وترجيح حججهم الباطلة ‪ ،‬وإظهار علماء السل م‬ ‫وصلحائهم بمظهر المخالف لما جاء به القرآن الكريم والرسول العظم ‪ . ‬وكل هذا لم ينطل‬ ‫على علماء السل م‪ ،‬فألفوا الكتب المعتبر ة والرسائل الجليلة لتبيان دسهم ووضعهم على لسان‬ ‫الرسول الطاهر ‪ ‬وتنقيح تفسير القرآن الكريم من السرائيليات الكاذبة ‪ .‬ونزهوا الصحابة وأل‬ ‫ي )علم الجرح والتعديل( أو‬ ‫سم َ‬ ‫البيت الكرا م من القوال والفعال المنكر ة‪ ،‬ونشأ عند المسلمين علم نُ‬ ‫) علم الرجال( ‪ ،‬بواسطته نقحوا السنة النبوية من شوائب الموضوعات والمتناقضات‪ ،‬ولو لم يكن‬ ‫للمسلمين إل هذا العلم لكفاهم فخر‪ً.‬ا على أمم الرض ‪.‬‬ ‫ومن هذا نرى أن أكثر ما سطر في كتب الصوفية من عبارات وأقوال‬ ‫مخالفة للكتاب الكريم والسنة المطهر ة ما جاء إلى نتيجة الوضع والفتراء عليهم‪ ،‬لتشويه سمعتهم‬

‫وطن معتقداتهم ‪ ،‬وإذا ما علمنا إن أكثرهم امتازوا بالعلم الفياض والمعرفة الكاملة‪ ،‬بشتى العلو م‬ ‫العقلية والنقلية ‪ .‬وإن لم تكن تلك العبارات جاءت نتيجة الوضع والدس فإنها كانت بسبب وخطأ ناسخ‬ ‫وناقل أو هفو ة لسان وسبحان المنزه عن الخطأ والنسيان ‪.‬‬ ‫إن ما يصدر من أقوال وأفعال مخالفة للكتاب والسنة عن بعض الجهلة المدعين التصوف‬ ‫والمنسوبين إليه ظلم‪ً.‬ا وعدون‪ً.‬ا ل يعتبر الحجة القاطعة والبينة الشرعية على أن التصوف جميعه‬ ‫مخالف للشريعة السلمية‪ ،‬إذا ل يؤوخذ بعمل وقول من جهل أصول معتقده‪ ،‬وأن هؤلء بعيدون كل‬ ‫النُبعد عن التصوف وأهله ‪.‬‬ ‫ظهر في الوقت الحاضر كثير من الكتاب المنصفين الذين ل يشك بتقواهم وعلمهم ووخلوص نيتهم‬ ‫جزاهم ال حق الجزاء‪ ،‬تولى هؤلء دراسة التصوف ورجاله بروح الوخلص وقلم الناقد الباحث‬ ‫الذي يريد إظهار الحقيقية وجني ةثمارها ‪ .‬قاموا بتأليف الكتب النفيسة ونشروا المقالت البارعة‬ ‫لشرح التصوف وفوائده في تربية النفس البشرية على الداب الرفيعة والروحية الصافية ‪ ،‬وبينوا أن‬ ‫التصوف ةثمر ة من ةثمرات السل م ‪ .‬وأن رجاله وشيووخه ما هم إل دعا ة إصلح وفكر ودعو ة‬ ‫يسيرون بهدى الكتاب والسنة ولهم فضل عميم في بناء المجتمع السلمي الفاضل وذادوا عن‬ ‫ب ألفوه ولفظ نطقوه ‪ ،‬وهم أحد العناصر المهمة في نشر السل م‬ ‫السل م وأحكامه في كل كتا ٍ‬ ‫ودعوته في ربوع العالم ‪ .‬إن كتب هؤلء الكتاب الفاضل أحق أن تقتنى من قبل كل مسلم يود أن‬ ‫يدرس تأريخ التصوف وأصوله ورجاله )‪.(1‬‬ ‫إن كتابنا )الطريقة الرفاعية( تأليف السيد محمد أبى الهدى الصيادي رحمه ال‪ ،‬كتاب جليل وسفر‬ ‫نافع لما حوى بين دفتيه من جمان أصول الطريقة الرفاعية وشذور فروعها ‪ ،‬استقاها واستنبطها‬ ‫من كتابات وأقوال السيد الرفاعي )رض( المسطر ة في كتبه وكتب تلميذه وأحفاده ‪ ،‬وهي أصول‬ ‫نابعة من أصول الدين الربع )القرآن والسنة والقياس والجماع(‪.‬‬ ‫أن مؤلف الكتاب الذي عرفنا للقارئ الكريم بعد هذه المقدمة أشهر من نار على علم بتقواه وعلمه‬ ‫وكرمه‪ ،‬ويعد من كبار أعل م السل م ‪ ،‬ورئيس نقباء الساد ة الرفاعية في وقته وأحد مجددي هذه‬ ‫الطريقة وناشر أعلمها في ربوع العالم السلمي ‪.‬‬ ‫ولخلو هذا الكتاب من ترجمه حيا ة هذا السيد النبيل ‪ ،‬قمت بوضع ترجمه مقتضبة تغني القارئ‬ ‫الكريم لمعرفة منزلته السامية ومآةثره الرفيعة ‪ .‬وفي الختا م ‪ :‬نسأله تعالى أن يقيل عثراتنا وأن يأوخذ‬ ‫بأيدنا وأيدي المسلمين بما فيه صلح ديننا ودنيانا وأن يعفو عنا وعن أوخواننا الذين سبقونا في‬ ‫اليمان أنه سميع مجيب ‪.‬‬ ‫)السيد محمود السامرائي الرفاعي(‬ ‫)‪ (1‬رجال الفكر والدعو ة في السل م للعلمة الحجة والمجاهد الكبير أبى الحسن الندوي‪.‬‬ ‫)‪ (2‬بين التصوف والحيا ة للستاذ عبد الباري الندوى‪.‬‬ ‫)‪ (3‬مؤلفات المرحو م الشيخ يوسف إسماعيل النبهاني‪.‬‬ ‫)‪ (4‬مؤلفات الدكتور عبد الحليم محمود في موضوع التصوف‪.‬‬ ‫)‪ (5‬مؤلفات الستاذ طه عبد الباقي سرور‪.‬‬ ‫)‪ (6‬مؤلفات الدكتور زكى مبارك‪.‬‬

‫الرجوع الى فهرس المحتويات ‪Ý‬‬ ‫نسبه‬

‫السيد محمد أبو الهدى بن السيد أبى البركات حسن وادي بن السيد علي بن السيد وخزا م بن السيد‬ ‫علي بن السيد حسين برهان الدين البصري بن السيد عبد العل م بن السيد عبدال شهاب الدين بن‬ ‫السيد محمود الصوفي بن السيد محمد برهان بن السيد حسن أبى محمد الغواص دفين دمشق بن‬ ‫السيد الحاج محمد شاه بن السيد محمد وخزا م بن السيد نور الدين بن السيد عبد الواحد بن السيد‬ ‫محمود السمر ابن السيد حسين العراقي بن السيد إبراهيم العربي بن السيد محمود بن السيد عبد‬ ‫الرحمن بن السيد شمس الدين بن السيد عبدال قاسم نجم الدين بن السيد محمد وخزا م السليم بن‬ ‫السيد شمس الدين عبد الكريم بن السيد صالح عبد الرازق بن السيد شمس الدين محمد بن السيد‬ ‫صدر الدين علي بن الشيخ القطب السيد عز الدين أحمد الصياد الرفاعي بن السيد سبط الرفاعي‬ ‫ممهد الدولة عبدالرحيم بن سيف الدين عثمان بن السيد حسن بن السيد محمد عسلة بن السيد‬ ‫الحاز م على بن السيد أحمد ابن السيد بن السيد رفاعة الحسن بن السيد المهدي بن السيد أبى‬ ‫القاسم محمد بن السيد الحسن بن السيد الحسين بن السيد أحمد بن السيد موسى الثاني بن السيد‬ ‫إبراهيم المرتضى بن الما م موسى الكاظم بن الما م جعفر الصادق بن الما م محمد الباقر بن‬ ‫الما م زين العابدين بن الما م الحسين السبط شهيد كربلء بن الما م علي بن أبى طالب أمير‬ ‫المؤمنين ‪.‬‬ ‫ذكر هذا السيد أبو الهدى في كتابه هذا صفحة )‪ (88‬في ذكر نسبه من جهة أمه كذلك ‪.‬‬ ‫ولدته‬ ‫ولد رحمه ال سنة ) ‪ 1266‬هـ ‪ 1849 -‬م ( لثلةثة أيا م وخلت من رمضان المبارك بخان‬ ‫شيخون من أعمال معر ة النعمان بسورية ‪ ،‬وسماه والده محمد وكاّناه أبا الهدى ‪ ،‬ونفخ في فيه‬ ‫ل لسنة رسول ال ‪. ‬‬ ‫امتثا ‪ً.‬‬ ‫نشأته وحياته‬ ‫ي بماء المكرمات حتى بلغ ستة أعوا م ‪،‬‬ ‫سق َ‬ ‫تربى بحجر الدلل ‪ ،‬ورضع ةثدي التقوى والكمال ‪ ،‬و نُ‬ ‫قرأ القرآن وحفظة بثلةثة أشهر ‪ ،‬وفي السنة السابعة أتقن التجويد والقرآن بأصولهما على شيخ‬ ‫قراء تلك الديار محمود بن الحاج طه ‪ ،‬وقرأ الغاية والتقريب في الفقة الشافعي على الشيخ‬ ‫المذكور ‪ ،‬ولز م غيره من المشايخ العل م فقرأ علم العربية والفقه على مذهب الما م أبى حنيفة‬ ‫النعمان رحمه ال‪ ،‬وأكثر من قراء ة علو م الدب واللغة والحديث والتفسير وأصولهما ‪ ،‬وتبحر‬ ‫في علو م البلغة والتأريخ والنسب والتصوف ‪ ،‬ومال إلى دراسة التصوف برغبة وفرحة‪ ،‬فحل‬ ‫بدقيق تصرفه غوامض معانيه وأوضح مضمرات وخوافيه ‪ ،‬وبلغ ما حفظ من منظومات في شتى‬ ‫العلو م وأصناف الدب ما يزيد عن مائة ألف بيت ‪.‬‬ ‫رحل إلى حلب الشهباء واجتمع بالعلماء والفضلء ‪ ،‬واشتهر اسمه وعل نجمه بين علماء حلب‬ ‫‪ ،‬وتشاّرف بنهل العلو م على يد كبار علمائها وحصل على إجازات بعضهم في تدريس العلو م‬ ‫العقلية والنقلية ورجع إلى مسقط رأسه فرح‪ً.‬ا مستبشر‪ً.‬ا بما حصل عليه في حلب الشهباء ‪.‬‬ ‫أجازه والده بطريقة أسلفهم الفاضل ‪ ،‬وبعد برهة أوخذ إجاز ة الطريقة الرفاعية من ابن عمه‬ ‫المرحو م السيد علي بن السيد وخيرال الصيادي الرفاعي‪ ،‬وفي‬ ‫سنه ) ‪ 1281‬هـ ‪ 1864 -‬م ( توجه إلى دار الخلفة في اسطنبول ‪ ،‬وأحيلت لعهدته نقابة‬ ‫أشراف جسر الشغور وعاد إلى شيخون وراية النقابة ترفرف بين يديه ‪ ،‬وبعده أوخذ يتنقل بين‬

‫جسر الشغور وحلب ‪ ،‬وكثرت في تلك الطراف مريديه وأتباعه‪ ،‬وأنشأ له زاوية في كفر دبين‬ ‫من أعمال جسر الشغور ‪.‬‬ ‫وفي سنه )‪ 1282‬هـ ‪ 1865 -‬م ( شرف بغداد بقصد زيار ة أجداده المجاد آل الرفاعي رضي‬ ‫ال عنهم‪ ،‬ووصل بغداد فاستأجر بها دار‪ً.‬ا في محلة الميدان‪ ،‬وأقا م بها مد ة من الزمن وأوخذ البيعة‬ ‫عن قطب زمانه السيد محمد بهاءالدين الرواس الرفاعي ‪ ،‬وتعرف على الساد ة والمشايخ‬ ‫الرفاعية وغيرهم من مشايخ الطرق ‪ ،‬وجالس العلماء الفاضل واستقى منهم العلم ‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫رجع إلى حلب ونشر فيها أعل م الطريقة الرفاعية ‪ ،‬وقا م بتأليف الكتب المعتبر ة والرسائل‬ ‫الغراء التي أوضح بها أسرار الشريعة المطهر ة والطريقة الرفاعية المعتبر ة ‪ ،‬وبقي مقيم‪ً.‬ا في‬ ‫حلب حتى ارتحل منها إلى اسطنبول عاصمة الخلفة السلمية سنه ) ‪1294‬هـ‪ 1877 -‬م (‬ ‫وأقا م بها ‪ ،‬بعد أن بلغ مسامع السلطان عبدالحميد رحمه ال صلحه وتقواه وعلمه ‪ .‬فأوخذ‬ ‫بمجالسة الخليفة ويبدى له النصح والرشاد ويحثه للعمل على الهتما م بمصالح رعيته من‬ ‫المسلمين وغيرهم ‪ .‬أدرك الخليفة حسن سرير ة الشيخ أبى الهدى وفضله ‪ ،‬قلده مشيخة المشايخ‬ ‫في دار الخلفة ‪ ،‬وألحقه رتبة قضاء العسكر التي هي منتهى المراتب العلمية ‪ ،‬وقلده وسا م‬ ‫الحكومة التركية ‪ ،‬الذي يعتبر أعلى وسا م في الدولة آنذاك ‪ .‬وبقي في هذا المقا م والمنزلة‬ ‫الرفيعة والحترا م المبجل عند الخليفة إلى أن وافاه أجله وارتحل إلى دار الوخر ة رحمة ال ‪.‬‬ ‫كان رحمه ال ل يبخل بجاهه عند الخليفة والحكومة ‪ ،‬ل يرد من قصده وورده ويقضى حوائج‬ ‫ل ‪ ،‬وكانت داره كخلية النحل تعج بالزائرين وأرباب‬ ‫من كانت له حاجة ما استطاع إلى ذلك سبي ‪ً.‬‬ ‫الحوائج لدى الحكومة والول ة ‪.‬‬ ‫يصرف المال بسخاء لكرا م ضيوفه وزواره ‪ ،‬ويمنح الهدايا المالية للذين يستحقونها من‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وبهذا نال شرف التقدير والحترا م عند المسلمين جميع‪ً.‬ا قاصيهم ودانيهم ‪ ،‬رحمه ال‬ ‫وأرضاه وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب ‪.‬‬ ‫أوخذه الطريقة‬ ‫بعد أن بلغ حد الفطا م ‪ ،‬وأصبح أهل للبيعة ‪ ،‬أجازه والده بطريقة أسلفه ‪ ،‬وكانت طريقة والده‬ ‫الطريقة الرفاعية المباركة ‪ ،‬وبعد هذا البيعة الشريفة ‪ ،‬سلك على يد ابن عمه السيد علي ابن‬ ‫السيد وخيرال الصيادي الرفاعي بحلب ‪ ،‬وذلك بإشار ة من والده ‪ ،‬وعند مجيئه إلى بغداد أوخذ‬ ‫الطريقة على يد قطب زمانه السيد بهاء الدين محمد مهدى الرواس الصيادي الرفاعي )رضي‬ ‫ال عنه(‪.‬‬ ‫تداّرجه في المراتب‬ ‫نال السيد أبو الهدى مد ة حياته عد ة رتب وأوسمة من الخليفة ‪ ،‬وذلك تقدير‪ً.‬ا له على ما قا م به من‬ ‫أعمال دينية ودنيوية صالحة ‪ ،‬ورتبه التي نالها هي ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬تولى النظر على مدينة وخان شيخون ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تولى نقابة الشراف بجسر الشغور ‪ ،‬ةثم النيابة الشرعية بها‪.‬‬ ‫‪ -3‬بعد أن سافر إلى اسطنبول لجل مصالح وقف المقا م الصيادي ‪ ،‬وجهت له نقابة أشراف‬ ‫حلب وله من العمر )‪ (23‬سنه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تولى قضاء العسكرية في الجيش العثماني ‪ ،‬وأحسن له بالوسامات الجليلة ونال أعلى وسا م‬ ‫في الدولة وهو وسا م المتياز‪.‬‬ ‫أعماله‬ ‫قا م السيد أبو الهدى رحمه ال مد ة حياته الكريمة بأعمال جليلة نافعة ومآةثر حميد ة طيبة‪ ،‬ستبقى‬ ‫شافعة له عند ربه يو م اللقاء ‪ ،‬وأعماله كان منصبة على تعمير الضرحة الطاهر ة لل البيت‬ ‫الكرا م ‪ ،‬والمساجد الطاهر ة والتكايا الشريفة والمكتبات العامر ة ‪ ،‬وكل هذه الماكن تعتبر‬

‫مصدر‪ً.‬ا مهم‪ً.‬ا للتربية الصالحة ‪ ،‬ومعين‪ً.‬ا ل ينضب للتوجيه الديني والشعاع الفكري الوضاء ‪ ،‬أن‬ ‫مصاريف القسم الكبر من هذه العمال ‪ ،‬كانت من ماله الخاص حسبة ل بدافع الوخلص‬ ‫والصدقة ‪ ،‬راجي‪ً.‬ا بها نشر هذا الدين القيم وعلومه الشريفة ‪ ،‬ولمكانته المرموقة وجاهه العريض‬ ‫لدى الخليفة ‪ ،‬ساعد على لفت نظر الخليفة العثماني عبدالحميد رحمه ال ‪ ،‬وكان يحثه على‬ ‫القيا م بمثل هذه العمال وصرف المبالغ اللزمة لها ‪ ،‬وذلك لفائد ة المسلمين ونشر الوعي الديني‬ ‫بينهم ‪.‬‬ ‫ونوجز أعمال السيد الكريم بما يأتي ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬عاّمر زاوية )تكية( في وخان شيخون بسوريا ‪ ،‬ليقو م بها الوعظ والرشاد ‪ ،‬والذكار‬ ‫والصلوات في سائر اليا م ‪.‬‬ ‫‪ -2‬عاّمر جامع‪ً.‬ا و زاوية وحجرات في كفر دبين من أعمال جسر الشغور بسوريا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬عاّمر زاوية في معر ة النعمان ووقفها على السيد محمد آل المحلول الحراكى الحسينى ‪.‬‬ ‫‪ -4‬عاّمر زاوية في أريحا من أعمال حلب ‪.‬‬ ‫‪ -5‬عاّمر زاوية آل الصياد في طرابلس الشا م ‪.‬‬ ‫‪ -6‬عاّمر زاوية في سبتين التابعة لطرابلس ‪.‬‬ ‫‪ -7‬عاّمر زاوية حيش عند مقا م جده السيد علي وخزا م ‪.‬‬ ‫‪ -8‬عاّمر زاوية السيد رجب في كفر منجا قرب معر ة النعمان ‪.‬‬ ‫‪ -9‬عاّمر زاوية في فدان ‪.‬‬ ‫‪ -10‬عاّمر زاوية في حلب وجعلها باسم الشيخ محمد افندي الزيتاوي ‪.‬‬ ‫‪ -11‬عاّمر زاوية الشيخ حسيب افندي في اسطنبول ‪ ،‬ووضع فيها مكتبة عامر ة بالكتب بشتى‬ ‫العلو م والفنون ‪.‬‬ ‫‪ -12‬جاّدد تعمير زاويتهم في حلب ‪.‬‬ ‫‪ -13‬عاّمر في الشهرامينى باسطنبول تكية تشتمل على جامع وحجرات جعلها باسم السيد محمد‬ ‫افندى السكوتى‪.‬‬ ‫‪ -14‬أنشأ في محلة اقسراي باسطنبول تكية وجعلها باسم أبى الخير افندي ‪.‬‬ ‫‪ -15‬عاّمر في بغداد مقا م السيد الراّواس ‪ ،‬وألحق به مسجد‪ً.‬ا ومدرسة دينية ‪.‬‬ ‫‪ -16‬قا م بتعمير جامع السيد سلطان علي الرفاعي ‪ ،‬وألحق به مدرسة دينية ‪.‬‬ ‫‪ -17‬قا م بالسعاية عند السلطان عبد الحميد لتعمير مرقد السيد أحمد الرفاعي )رضي ال عنه(‬ ‫فاستجاب له السلطان وعاّمر المرقد أحسن تعمير ‪ ،‬وكانت مصاريف العمل من ماله الخاص ‪.‬‬ ‫‪ -18‬أفرز من داره باسطنبول مسجد وحجرات للزوار والضيوف لقرائهم ‪.‬‬ ‫‪ -19‬جاّدد في متكين عمار ة مقا م السيد أحمد عزالدين الصياد ‪.‬‬ ‫‪ -20‬أنشأ زاوية في كركوك وجعل مشيختها للسيد نجيب من آل السيد حمز ة بن الما م موسى‬ ‫الكاظم عليه السل م ‪.‬‬ ‫‪ -21‬عاّمر زاوية شيخه وابن عمه الستاذ السيد علي افندى وخيرال ‪.‬‬ ‫بالضافة إلى هذه العمال فإنه قا م بالسعي لدى السطان ببناء كثير من المدارسة الدينية في شتى‬ ‫بقاع المملكة ‪ ،‬واستطاع الحصول على العفو العا م من‬ ‫الخدمة العسكرية لكثير من الساد ة الشراف في القطار السلمية ‪ ،‬ومن ضمنهم الساد ة‬ ‫الرفاعية ‪ ،‬وبهذا كفاية من ذكر فضائل ومناقب هذا السيد النبيل والكريم البار‪.‬‬ ‫وفاته‬ ‫ض أل َّم به ‪ ،‬وتركه طريح الفراش لمد ة من الزمن‬ ‫أصيب السيد أبو الهدى في آوخر أيامه بمر ٍ‬ ‫وقضى مرضه هذا بالصبر والرضى والحمد والشكر لربه الرحيم الرؤوف بعباده ‪ ،‬وكان مد ة‬

‫مرضه ل ينفك عن ترتيل القرآن الكريم ول يفوته فرض ول نافلة وأوخذ ينشد آوخر مرضه هذين‬ ‫البيتين ‪:‬‬ ‫ل تكن للهمو م ضِّيق الصد ِر إنما يغلب الليالي الصبونُر‬ ‫ض عن ربك الكريم منيب‪ً.‬ا إنه عنده العسينُر يسينُر‬ ‫وار َ‬ ‫لم يؤةثر عليه مرضه بل زاد وجهه تبُّلج‪ً.‬ا ونور‪ً.‬ا ‪ ،‬وقلبه فرح‪ً.‬ا وسرور‪ً.‬ا‪ .‬وعندما جاءه الوعد‬ ‫الحق ‪ ،‬فاضت روحه الشريفة الطاهر ة إلى وخالقها راضية مطمئنة ‪ ،‬بعد تلفظ الشهادتين بالجهر‬ ‫والسرار وهذا أعز ما يتمناه المسلم في حياته ‪.‬‬ ‫كانت وفا ة السيد أبوالهدى لست ليالي وخلون من ربيع الول سنة ‪1327‬هـ المصادف ‪ 1909‬م‬ ‫وحملت جنازته على الرؤوس بحفل مهيب حضر ة أكابر العلماء والسادات ‪ ،‬ودفن رحمه ال في‬ ‫زاويته بأعلى بشكطاش في اسطنبول بالحجر ة الملصقة لمحل الصل ة والذكار ‪ ،‬والتي جعلها‬ ‫في حياته مكتبة ملها بما أوقفه على تلك التكية من الكتب الثمينة ‪.‬‬ ‫بعد أن انتشر وخبر وفاته في ربوع العالم السلمي حزن عليه كل َمن كان جالسه وسمع به ‪،‬‬ ‫وأقيمت مجالس الفواتح في العراق وسورية ومصر والردن‬ ‫وغيرها من البلد السلمية ‪ ،‬وكتب يرةثيه العلماء والكتاب ‪ ،‬ونظم لرةثائه الشعراء القصائد‬ ‫العصماء ‪ ،‬وممن رةثاه الشيخ عبد الحميد الرافعي ومطلع القصيد ة ‪-:‬‬ ‫ن مصينُرها ولو شاّيدت بين النجو ِ م قصورها‬ ‫س للمنو ِ‬ ‫أل كل نف ٍ‬ ‫وكذلك رةثاه الشيخ إبراهيم الراوي بعد ة قصائد غاّراء منها ‪:‬‬ ‫ب صبر‪ً.‬ا جميل‬ ‫ع يا قل نُ‬ ‫ن عض َبنُه المسلول فتداّر ي ْ‬ ‫ َف َق َد الدي نُ‬ ‫ونُأوخرى مطلعها ‪:‬‬ ‫تعالوا بنا نذري الدموع الجواريا وننشد في هذا النُمصاب المراةثيا‬ ‫أاّرخ الشيخ إبراهيم الراوي وفاته بهذه البيات ‪:‬‬ ‫لي سيد‪ً.‬ا قـــد سعـدا وللمعالي صعــدا‬ ‫أبو الهدى ومـن يكـن مـن بعـده أبا الهـدى‬ ‫لمـا أتانا نعيـه وفي الحشا قد عربـدا‬ ‫بكـى الهنـى فقـدانه وبمـراةثيـه حــدا‬ ‫أروختـــه أبو الهـدى نحـو جنان قـد غـدا‬ ‫سنه ‪1327‬هـ‬ ‫• وأاّروخه الفاضل السيد محمد رشيد افندي بقوله ‪-:‬‬ ‫إن الهدى ذا أبوه أ م مولنُه تمزقت لعظيم الخطب أحشانُه‬ ‫ف يبكى عليه أس‪ً.‬ا والعلنُم يندبه والجونُد ينعانُه‬ ‫ن من أس ٍ‬ ‫والدي نُ‬ ‫ل زال أسرته بالصبر عصمتهم أروخته وجنان الخلد مثـواه‬ ‫سنه ‪1327‬هـ‬ ‫ل الصدى في ترجمة السيد أبى الهدى( ‪.‬‬ ‫أاّلف الشيخ إبراهيم الراوي كتاب‪ً.‬ا يشرح حياته سماه ) ب اّ‬ ‫أعقب السيد أبو الهدى ذكور‪ً.‬ا وإناةثا فمن الذكور أبقى ال له السيد حسن وخالد وأحمد سراج الدين‬ ‫‪.‬‬ ‫مؤلفاته‬ ‫أاّلف وصنف السيد أبوالهدى رحمه ال ‪ ،‬الكتب المعتبر ة والمصنفات القيمة الموةثوقة ‪ ،‬طرق بها‬ ‫شتى العلو م والفنون ‪ ،‬دينية ودنيوية ‪ ،‬فتراه ألف في التفسير والحديث والفقه والعقائد والتصوف‬ ‫واللغة والدب والتأريخ والفلسفة ‪ ،‬وغير ذلك من العلو م ‪ ،‬نال بهذا قصب السبق على أقرانه من‬ ‫لء ‪ ،‬وأصبحت كتبه من الكتب المهمة والمصادر الموةثوقة الصحيحة في‬ ‫علماء عصره الج اّ‬ ‫موضوع اوختصاصها ‪ ،‬وبكثر ة مؤلفاته وخال إن الجوزي والسيوطى وغيرهما من كبار المؤلفين‬ ‫والمصنفين ‪ ،‬وسوف يجد القارئ الكريم هذا بثبت مؤلفاته ومصنفاته التالي وجل هذه الكتب‬

‫طبعت في زمانه والقسم الباقي منها طبع بعد وفاته أو ما زالت مخطوطة تنتظر من يجود‬ ‫بطبعها وكتبه هي ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬أسرار السماء الحسنى‬ ‫‪ -2‬آداب المسلمين المأوخوذ ة عن سيد المرسلين‬ ‫‪ -3‬الجوبة المسكته‬ ‫‪ -4‬أشرف السير في وخلصة سيد البشر‬ ‫‪ -5‬أوخبار المصافحة ‪ -6‬أسرار الوجود النسانى‬ ‫‪ -7‬آيات العرفان في مولد سيد ولد عدنان ‪ -8‬أسرار الرواح‬ ‫‪ -9‬أسرار القرآن ‪ -10‬أسانيد القو م‬ ‫‪ -11‬أسرار سياسة الشريعة‬ ‫‪ -12‬أنساب النبياء عليهم الصل ة والسل م‬ ‫‪ -13‬أحاديث أكابر واسط وأسانيد الواسطيين‬ ‫‪ -14‬أحكا م السماء الخمسة‬ ‫‪ -15‬آية ال العظمى في نشأ المصطفي صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪ -16‬أسرار الملحم ‪ -17‬آداب القـو م‬ ‫‪ -18‬الرشاد العا م في علو دين السل م ‪ -19‬أسرار فاتحة الكتاب‬ ‫‪ -20‬الوخـلق المحمدية ‪ -21‬أحكـا م الغرسـة‬ ‫‪ -22‬أشرف القواعد في الصول والرقائق الرواسية‬ ‫‪ -23‬أزهـار الحديقة ‪ -24‬البحاث الرائقة‬ ‫‪ -25‬أوخلق المسلمين ‪ -26‬أحكـا م التقليـد‬ ‫‪ -27‬أسرار سور ة الوخلص ‪ -28‬أحكا م السياحـة‬ ‫‪ -29‬أحكـا م المدينـة‬ ‫‪ -30‬أسرار حزب الجوهر ة للما م أحمد عزالدين الصياد رضي ال عنه‬ ‫‪ -31‬أســرار القيـافة‬ ‫‪ -32‬بغية أولي الفها م في الفرق بين الحال والمقا م‬ ‫‪ -33‬بهجة الزمان في مآةثر وخليفة سيد ولد عدنان‬ ‫‪ -34‬بركة الصل ة على النبي ‪‬‬ ‫‪ -35‬بارقة العرفان في ذكر آل سيد ولد عدنان‬ ‫‪ -36‬بلوغ المرا م في أوخبار آل السيد وخزا م‬ ‫‪ -37‬بهجة الحضرتين في آل الما م أبى العلمين‬ ‫‪ -38‬بــرهـان الرحمـن‬ ‫‪ -39‬بطون الل الكرا م ومشاهير أولياء ديار الشا م‬ ‫‪ -40‬التحفة الهدائية في السنن النبوية‬ ‫‪ -41‬تنوير البصار في طبقات الساد ة الرفاعية الوخيار‬ ‫‪ -42‬تطبيق حكم الطريقة العلية على أحكا م الشريعة النبوية‬ ‫‪ -43‬تأريخ الخلفاء وراةثى النبي المصطفى‬ ‫‪ -44‬التأريخ الوحد للغوث الرفاعي المجـد‬ ‫‪ -45‬تعطير المشا م في أوخبار مولنا السيد علي بن وخزا م‬ ‫‪ -46‬تعطير المحاضر في أوخبار القطاب الربعة الكابر‬ ‫‪ -47‬تراجم أعيان أتباع الما م الرفاعي‬

‫‪ -48‬تسلية البال في منافذ الخيال ‪ -49‬تراجم الئمة‬ ‫‪ -50‬تحقيق مسألة الجهلة‬ ‫‪ -51‬تعظيم إما م المسلمين لنصر ة الدين‬ ‫‪ -52‬التحفة الجامعة في أحزاب سيدنا الما م الرفاعي‬ ‫‪ -53‬الثبت الجامـع ‪ -54‬الثبت الخاص‬ ‫‪ -55‬الجوهر الشفاف في طبقات الساد ة الشراف‬ ‫‪ -56‬جواهر العرفان‬ ‫‪ -57‬حضر ة الطلق في مكار م الوخلق‬ ‫طاحين والشطح‬ ‫‪ -58‬حديقة الفتح في ذكر الش اّ‬ ‫‪ -59‬الحقيقة المحمدية في شأن سيد البرية‬ ‫‪ -60‬الحق المبين في إبهات الحاسدين‬ ‫‪ -61‬حديقة المعاني في حقيقة الرحم النساني ‪ -62‬حديقة النس‬ ‫‪ -63‬الحقيقة الباهر ة في أسرار الشريعة الطاهر ة ‪ -64‬الحكم المهدوية‬ ‫‪ -65‬حال دمشـق ‪ -66‬حكمة التصاّوف‬ ‫‪ -67‬حكمة اوختلف المذاهب ‪ -68‬حفظ آداب الدين‬ ‫‪ -69‬حكم الفلسفة‬ ‫‪ -70‬حكم الصالحين وغنيمة الصادقين في طريقة الصالحين‬ ‫‪ -71‬حفظ آداب الدين ‪ -72‬حكم التساوي الشرعي‬ ‫‪ -73‬حال ساداتنا الخلفاء الربعة ‪ -74‬حكم التوحـيد‬ ‫‪ -75‬حكم الحب الصادق ‪ -76‬حال البـادية‬ ‫‪ -77‬حل مشكلت الوخبار‬ ‫‪ -78‬وخلصة البيان في حكم نوع النسان‬ ‫‪ -79‬وخواص ذكــر ال ‪ -80‬وخلوه متكين‬ ‫جاد مولنا السيد عزالدين أحمد الصياد )رضي ال عنه(‬ ‫‪-81‬وخزانة المداد في مناقب الس اّ‬ ‫‪ -82‬ديوان فائد ة الهمم من مائد ة الكـر م‬ ‫‪ -83‬ديوان الدر المنتظم ومختصر براهين الحكم‬ ‫‪ -84‬ديوان الفيض المحمدي والمدد الحمدي‬ ‫‪ -85‬ديوان الجامع لشتات درر المعاني ‪ -86‬ديوان الروض البسيم‬ ‫‪ -87‬ديوان التبيان الجامع بين الحكمة والبيان ‪ -88‬ديوان براهين الحكم‬ ‫‪ -89‬ديوان قر ة العين في مدائح أبى العلمين‬ ‫‪ -90‬ديوان روضه العرفان‬ ‫‪ -91‬ديوان مرآ ة الشهود في مدح سلطان الوجود‬ ‫‪ -92‬ديوان بلبل الفراح ‪ -93‬ديوان بلغة قريش‬ ‫‪ -94‬ديوان غاية المطلوب‬ ‫‪ -95‬ديوان تشطير البرد ة للما م البوصيري‬ ‫‪ -96‬الديانة المحمدية ‪-97‬الدر النضيد في التوحيد‬ ‫‪ -98‬ذوخير ة المعاد في ذكر الساد ة بنى الصياد‬ ‫‪ -99‬ذكـر الحبيـب ‪ -100‬رغبة الصادقين في طريقة الصالحين‬ ‫‪ -101‬روح الحكمة فيما يجب من الوخلق على هذه المة‬ ‫‪ -102‬الروض البسا م في أشهر البطون القرشية في الشا م‬ ‫‪ -103‬الرواتب السبوعية‬

‫‪ -104‬رياض السماع في أحكا م الذكر والسماع‬ ‫‪ -105‬راحة الرواح ‪ -106‬راتب الطريقة‬ ‫‪ -107‬رونق حلب‬ ‫‪ -108‬رد السيف الرباني على وجوه الحزب الشيطاني‬ ‫‪ -109‬الرحلة البغدادية ‪ -110‬رسالة في التواتر‬ ‫‪ -111‬رسالة في جواب من قال لم تكن الحاديث كلها متواتر ة‬ ‫‪ -112‬الرقائق الرواسية ‪ -113‬السير ة الحمدية‬ ‫‪ -114‬سلسلة السعاد في تأريخ بنى الصياد‬ ‫‪-115‬سياحة القلم في الحكم والمواعظ في حقيقة المسلم المتأدب‬ ‫‪ -116‬السهم الصائب لكبد من آذى أبو طالب‬ ‫‪ -117‬سلسلة النجــاح‬ ‫‪ -118‬سلسل رجال الخرقة ‪ -119‬سر كلمة التوحيد‬ ‫‪ -120‬السير ة الرفاعية‬ ‫‪ -121‬الشرف الباذخ في ترجيح المشايخ‬ ‫‪ -122‬شفاء صدور المؤمنين في هد م قواعد المبتدعين‬ ‫‪ -123‬شفاء الصدور في الفرق بين مرتبتي الخفا والحضور‬ ‫‪ -124‬شفاء القلوب بكل م النبي المحبوب ‪ -125‬شوارد الدب‬ ‫‪ -126‬الشمس اللاّماعة في مفاوخر آل رفاعـة‬ ‫‪ -127‬الصراط المستقيم في تفسير بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫‪ -128‬صوت الهزار وزيق العذار ‪ -129‬الصباح المنير‬ ‫‪ -130‬صـوت العندليـب‬ ‫‪ -131‬ضوء الشمس في قوله ‪ ‬بنى السل م على وخمس‬ ‫‪ -132‬طريق الصواب في الصل ة على النبي الواب‬ ‫‪ -133‬طريق السل م‬ ‫‪ -134‬الطريقة الرفاعية ‪ -135‬عقائد الساد ة الحنفية‬ ‫‪ -136‬العقد النضيد في آداب المريد‬ ‫‪ -137‬العناية الربانية في ملخص الطريقة الرفاعية‬ ‫‪ -138‬عقود الجواهر في النسب الصيادي الطاهر‬ ‫‪ -139‬عقود اللماس في المشرب الحمدي الذي كان عليه الرواس‬ ‫‪ -140‬علم حال في المذهب الحنفي‬ ‫‪ -141‬علم حال في المذهب الشافعي‬ ‫‪ -142‬عجـائب الزمان ‪ -143‬غاية المدارك في إدار ة الممالك‬ ‫‪ -144‬غنيمة الصادقين في طريقة الصالحين‬ ‫‪ -145‬غنيمة الطالبين في سلوك المشايخ العارفين‬ ‫‪ -146‬الغر ة اللهية في النتصار للساد ة الرفاعية‬ ‫‪ -147‬الفيض المحمدي والمدد الحمدي‬ ‫‪-148‬فصول الحكم في التراجم‬ ‫‪ -149‬فـرقان المعاني ‪ -150‬فرقان القلوب‬ ‫‪ -151‬الفرقان الدامغ بالحق أباطيل البهتان‬ ‫‪ -152‬الفجر المنير فيما ورد على لسان الغوث الرفاعي الكبير‬ ‫‪ -153‬فرحة الحباب في أوخبار الربعة القطاب‬ ‫‪ -154‬الفرائد في العقائد‬

‫‪ -155‬الفتح الرباني في مناقب الشيخ حسن القطنانى‬ ‫‪-156‬فصاحة العـرب ‪ -157‬فضائل العلماء ووجود تقديم العلماء‬ ‫‪ -158‬فضيلة الحكماء ‪ -159‬فلسفة التأريخ الحمدي‬ ‫‪ -160‬فضيلة الصداقة وعاقبة الخائنين ‪ -161‬فصول الحكماء‬ ‫‪ -162‬القواعد المرعية في أصول الطريقة الرفاعية‬ ‫‪ -163‬قلئد الزبرجد على حكم الغوث أحمد‬ ‫‪ -164‬قلد ة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الكابر‬ ‫‪ -165‬القلد ة العسجدية ‪ -166‬قلد ة النحر في شرح حزب البحر‬ ‫‪ -167‬قواعد النظر الموافقة للخبر ‪ -168‬قواعد النسابة‬ ‫‪ -169‬الكنز المطلسم في مد يد النبي ‪ ‬لولده الغوث العظم‬ ‫‪ -170‬الكوكب الزاهر في مناقب الغوث عبد القادر‬ ‫‪ -171‬كشف نقاب الشكال عن زعمة الجهال في كلمة الخلخال‬ ‫‪ -172‬الكوكب الدري في شرح بيتى القطب السيد محمد برهان آل وخزا م الصيادي الرفاعي‬ ‫البصري‬ ‫‪ -173‬الكليات الهدائية ‪ -174‬الكليات الحمدية‬ ‫‪ -175‬كشف الغطاء عن أسرار أهل الصفاء‬ ‫‪ -176‬لمعة النصر في لزو م الصبر ‪ -177‬لهجة العرب في الدب‬ ‫‪ -178‬لوعة يعقـوب ‪ -179‬لزو م محبة المصطفي ‪‬‬ ‫‪ -180‬لطـائف الدباء‬ ‫‪ -181‬المجد المخلد في أسرار اسم محمد ‪‬‬ ‫‪ -182‬المصباح المنير في ِورد شيخ الولياء السيد أحمد الرفاعي الكبير‬ ‫‪ -183‬المدد النبوي في بيان حكم العهد العلوي‬ ‫‪ -184‬منظومة النسب النبوي الشريف‬ ‫‪ -185‬المدينة السلمية في الحكم الشرعية‬ ‫‪ -186‬المشجر النور في آل النبي الطهر‬ ‫‪ -187‬مطالع البدور في جوامع كلم الغوث الرفاعي الغيور‬ ‫‪ -188‬محجة السالكين ‪ -189‬المقا م المنع في المشايخ الحمدية الربع‬ ‫‪ -190‬مفاوخر البيت العثماني العالي ووجوب طاعة السلطان‬ ‫‪ -191‬معنى الشـرع ‪ -192‬معرفة الشعوب‬ ‫‪ -193‬معنى حب الوطن من اليمان ‪ -194‬معنـى المحبة‬ ‫‪ -195‬المشجر الكبـر ‪ -196‬النصيحة القدسية‬ ‫‪ -197‬النور الجلي في أوخبار والد سيدنا الما م الرفاعي السيد سلطان علي‬ ‫‪ -198‬نفحات المداد على نونية سيدنا الصياد‬ ‫‪ -199‬نفحة الرحمن في تفسير القرآن‬ ‫‪ -200‬نور النصاف في كشف ظلمة الخلف‬ ‫‪ -201‬النفحات المحمدية في الحاديث الربعين الحمدية‬ ‫‪ -202‬النخبة في أحكا م النسبة ‪ -203‬نـور السل م‬ ‫‪ -204‬نسـب النبي ‪ -205‬نفثة مصدور في النسب‬ ‫‪ -206‬نوابغ الحكم‬ ‫‪ -207‬الواعظ المعاّرب في حقيقة المسلم المتأدب‬ ‫‪ -208‬وسيلة العارفين في أوخبار سيدنا القطب الجامع بهاء الدين‬

‫‪ -209‬وسيلة المتوسلين بحضر ة سيد المرسلين‬ ‫‪ -210‬الوسيلة في ترجمة والـده‬ ‫‪ -211‬واجبــات السـلوك‬ ‫‪ -212‬هداية الساعي في سلوك طريقة الغوث الرفاعي‬ ‫الناشر‬ ‫السيد محمود السيد فاضل الحاج عويد‬ ‫السامرائي الرفاعـي‬

‫الرجوع الى فهرس المحتويات ‪Ý‬‬ ‫في التستغاثة‬

‫•‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫الحمد ل الذي أفاض على قلوب من اوختارهم من عباده فيوض العرفان وأقامهم في النوع‬ ‫الدمي أئمة يهدون بأمره إلى حقائق اليمان والسل م والحسان ‪ .‬واوختارهم أبواب‪ً.‬ا لمعرفته فهم‬ ‫أقمار كل آن وزمان ‪ .‬والصل ة والسل م على المرشد العظم ‪ .‬معلم الخير الكر م ‪ ،‬روح‬ ‫الرواح ‪ .‬وكنز النجاح ‪ .‬باب ال الذي يصل به المنقطع ‪ .‬ووسيلة الوسائل الذي يستشفع به‬ ‫المنحط والمرتفع ‪ .‬سيد المخلوقين‪ .‬الصادق الوعد المين )سيدنا وسندنا ونبينا ورسولنا ومولنا‬ ‫محمد صلى ال عليه وعلى آله الطاهرين وأصحابه المكرمين والتابعين وتابعيهم أجمعين(‬ ‫) أما بعد ( فيقول العبد الضعيف اللئذ بأعتاب الجناب النبوي الشريف أحقر الورى ) محمد‬ ‫أبوالهدى ابن السيد أبي البركات حسن وادي آل وخزا م الصيادي الرفاعي ( أغاةثه ال بمدده التم‬ ‫في جميع الدواعي ووالديه والمسلمين أجمعين إنه البر المعين ‪.‬‬ ‫لء من الوخوان أصلح ال لي ولهم الشأن أن أكتب كتاب‪ً.‬ا مختصر‪ً.‬ا جامع‪ً.‬ا‬ ‫قد سألني بعض الج اّ‬ ‫ل على جميع المقاصد المرعية التي تذكر مشرب الساد ة الرفاعية وأحكا م‬ ‫للفوائد الكلية مشتم ‪ً.‬‬ ‫طريقتهم العلية المرضية‬

‫فأجبت السائل وخدمة للوخوان ونصيحة لهل اليمان وقد قال صلى ال عليه وسلم ) الدين‬ ‫النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة ( الحديث‪.‬‬ ‫وقد كتبت هذا الكتاب المستطاب المشتمل من أحكا م الطريقة العلية الرفاعية على أشرف‬

‫الصول وأحسن الداب وسميته ) الطريقة الرفاعية ( فإن شوهد من بعض من ينتمي لهذه‬ ‫الطريقة التي هي أقو م طرق أهل الحقيقة على الحقيقة ‪ ،‬ما يباين ما نص في هذا الكتاب من‬ ‫ل في الطريقة وما هو من أهلها وإن ال لمع المتقين ‪.‬‬ ‫حال أو قال ‪ ،‬فيكون ذلك المنتمي دوخي ‪ً.‬‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫قد علم علماء الحقيقة من فرسان ميادين الطريقة ‪ ،‬أن أصول الطريقة العلية الرفاعية مبنية على‬ ‫ساّنة الساّنية‬ ‫أساسين عظيمين ‪ ،‬ل تنفك عنهما بحال من الحوال ‪ .‬وهما الكتاب العزيز وال نُ‬ ‫المحمدية ‪ ،‬وقد قا م بناء تلك الصول على دعائم المعقول كلها حكم عقلية وحقائق نقلية ‪ ،‬ل‬ ‫تتجاوز الوسع العقلي ‪ ،‬ول تتعدى النص النقلي ‪ ،‬وإن وجد في بعض أعمالها المباحة عمل ‪،‬‬ ‫فذلك من ترويح القلوب ‪ ،‬الذي نص عليه النبي المحبوب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وبه يقضي‬ ‫العقل الصالح ‪ ،‬كيل يسأ م الرجل في عمله فينقلب صالح عمله سيئا ‪ .‬وعن البراء بن عازب) (‬ ‫رضي ال عنه قال سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول) جد الملئكة واجتهدوا في‬ ‫طاعة ال بالعقل ‪ ،‬وجد المؤمنون من بني آد م واجتهدوا في طاعة ال بقدر عقولهم ‪ ،‬فأعلمهم‬ ‫بطاعة ال أوفرهم عقل( وعن المير الكرار سيدنا علي كر م ال وجهه ورضي عنه قال ‪ :‬قال‬ ‫لي رسول ال صلى ال عليه وسلم ( )إذا تقرب الناس إلى وخالقهم بأنواع البر‪ ،‬فتقرب أنت إلى‬ ‫ال عز وجل بأنواع العقل تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس في الدنيا‬ ‫وعند ال تعالى في الوخر ة ( وعن جابر بن عبد ال النصاري) ( رضي ال عنه أن النبي صلى‬ ‫ال عليه وسلم قال ) قوا م المرء عقله‪ ،‬ول دين لمن ل قوا م له ( وقال صلى ال عليه وسلم ) ل‬ ‫تحدةثوا أمتي إل بما تحتمل عقولهم ( وعن ابن عباس) ( رضي ال عنه أنه قال ) أسس الدين‬ ‫عبد ال إل‬ ‫على العقل ‪ ،‬وفرضت الفرائض على العقل ‪ ،‬وحرمت المحار م على العقل ‪ ،‬وما نُ‬ ‫بالعقل ( ‪ .‬وقال شيخنا الما م الرفاعي الكبر رضي ال عنه ) العقل مشتمل على أصلين ‪،‬‬ ‫التقرب إلى ال بالطاعة ‪ ،‬والتودد إلى وخلق ال بالبر‪ ،‬والخلق الحسن ( وقال أيضا رضي ال‬ ‫عنه ) الدنيا والوخر ة بين كلمتين ‪ :‬عقل ودين (‪.‬‬ ‫وقد أوخذ شيخنا وسيدنا الما م الرفاعي رضي ال عنه بطريقه العالي أةثر النبي صلى ال عليه‬ ‫لء‬ ‫وسلم ‪ ،‬وحذا حذوه الكريم القد م على القد م ‪ ،‬وقد امتن ال عليه بما لم ينله أحد من أقرانه الج اّ‬ ‫‪ ،‬وإوخوانه كبار الولياء ‪ ،‬فأكرمه بحسن الخلق ‪ ،‬وقهر النفس ‪ ،‬والتمكين الكامل ‪ ،‬فلم تزلقه‬ ‫الدعوى ولم يزلزل متين قدمه الشطح ‪ ،‬ولم يخامر لسانه المبارك الغلق ‪ ،‬ولو بكلمة تأتي‬ ‫باللتباس الذي يفهم منه القول بوحد ة الوجود المطلقة ‪ ،‬أو‬ ‫الحلول والعياذ بال ‪ ،‬أو إسناد القطع والوصل والتأةثير بالقول والفعل للمخلوق ‪ ،‬هذا مع إعظا م‬ ‫شأن القرآن ‪ ،‬وصيانة شرف التوحيد والجلل التم لجناب النبي صلى ال عليه وسلم ‪ .‬والوله‬ ‫بمحبته ومحبة إوخوانه النبياء صف كتيبته ‪ ،‬والعلء بكل طور وحال لشامخ مرتبته ومحبة آله‬ ‫الكرا م وأصحابه العل م ‪ ،‬وتعظيم التابعين وتابعي التابعين ‪ ،‬والولياء الصالحين المتقدمين‬ ‫منهم والمتأوخرين ‪ ،‬والحث على نفع المسلمين وإراد ة الخير لجميع الدميين ‪ ،‬والبر بكل‬ ‫المخلوقين والمحافظة في جميع عقبات الطريق حالة السير فيه على السنة النبوية والتباعد عن‬ ‫المنهيات عمل بقوله تعالى ‪ ) ( ):‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( وقد استجمع‬ ‫طريقه المبارك أسرار الحكم النظرية ‪ ،‬والحقائق المعنوية والبراهين الباهر ة ‪ ،‬والةثار الطاهر ة‬ ‫الظاهر ة ‪ ،‬وقد أوضح الطريقة المحمدية ‪ ،‬والمحجة النبوية ونصر السنة ‪ ،‬وقمع البدعة ‪ .‬ولم‬ ‫ل فعول‪ ً.‬ينصر أوامر ال وينتصر بكله ل ‪،‬‬ ‫ل بل كان قؤ ‪ً.‬‬ ‫ل ول قوا ‪ً.‬‬ ‫يكن فظ‪ً.‬ا ول غليظ‪ً.‬ا ول بطا ‪ً.‬‬

‫ولشريعة رسول ال عليه أفضل صلوات ال ‪ .‬وقد كان رضي ال عنه معمور الوقات ‪.‬‬ ‫مرضي الشأن في الحركات والسكنات ‪ .‬أحواله مرعية وأقواله شرعية ومقاماته علاّية وأطواره‬ ‫سنية وكراماته جلية ونجاباته فاطمية وأوخلقه‬ ‫محمدية وطينته علوية وعلومه بديعة ومنزلته رفيعة وبراهينة ل تستقصى وأتباعه ل تحصى ‪.‬‬ ‫وله اليد البيضاء التي سارت بذكرها الركبان واشتهرت اشتهار الشمس في عالم المكان ‪ .‬فهو‬ ‫الحايز على أجل مراتب القرب حين أنشد ‪:‬‬ ‫في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الرض عني وهي نائبتي‬ ‫وهذه دولة الشباح قد حضـرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي‬ ‫فلما أنشد هذين البيتين المعمورين وشيد هذين الركنين الرفيعين‪.‬‬ ‫تجاه الحجر ة الطاهر ة المحمدية ‪ :‬مد له جده صلى ال عليه وسلم يده الشريفة من قبره فقبلها‬ ‫والناس ينظرون ‪ .‬ورد عليه جده السل م والناس يسمعون كان ذلك سنة وخمس ووخمسين‬ ‫ووخمسمائة والقصة متواتر ة لم يرتب فيها مؤمن ناّور ال قلبه وبصيرته وطاّهر من دنس الزيغ‬ ‫سريرته ‪.‬‬ ‫وقال) ( السيوطي والصفوي ) ( والعز الفاروةثي ) ( والسيد محمد) ( الوتري وجمع من أئمة‬ ‫الدين المعتبرين ‪ :‬يخشى على منكر هذه القضية السعيد ة سوء الخاتمة والعياذ بال تعالى ‪ .‬وقد‬ ‫قال الما م عبد القادر) ( الطبري طاب ةثراه وعمته رحمه ال بعد ذكر هذه القصة ما نصه ‪.‬‬ ‫هذه رتبة رقاها الرفاعي لم ينلها من الرجال سواه‬ ‫هو في الولياء قطب رحاهم قدس ال سره وحبــاه‬ ‫وقال شيخ السل م السيد سراج الدين الرفاعي ةثم المخزومي) ( رضي ال عنه ‪:‬‬ ‫لقد مدح الغوث الرفاعي أمة وماذا عسى من بعد أن قبل اليدا‬ ‫ومن شرف الرث الصريح لذاته متى ذكروه يذكـرون محـمدا‬ ‫وقد انتمى لهذا الما م الجليل أمم من أكابر المة الذين نُتجلى بهم المهمة ويستغاث بهم في الملاّمة‬ ‫‪ .‬وبالجملة فهو النائب النبوي والوارث المحمدي وشيخ الدوار والجيال في العقد والحل ‪ .‬بل‬ ‫وإما م الكل في الكل ‪ .‬فالطريقة العلية الرفاعية تنسب إليه ‪ .‬ويعول بها بعد ال رسوله صلى ال‬ ‫عليه وسلم عليه وهو المؤسس لبنيانها والمشيد لركانها والوخذ إرةث‪ً.‬ا عن سلفه الطاهر العالي‬ ‫بعنانها والمؤيد بإذن ال لبرهانها وكلمه فيها دستور العمل ومنهاجه المبارك منتهى المل ‪.‬‬ ‫وسننص عليه ونوضح إن شاء ال في طريقي الشريعة والحقيقة أسلوبه ‪ .‬وحسبنا ال ونعم‬ ‫الوكيل ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( إحكا م جانب التوحيد والتحقيق بمعانيه كإفراد القد م عن الحدوث وذلك‬ ‫بتنزيه ال سبحانه في ذاته وصفاته عن سمات‬

‫الحدوث‪ .‬وقد سئل الما م الكبر مولنا السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي ال عنه عن التوحيد‬ ‫فقال ) وجدان تعظيم في القلب يمنع عن التعطيل والتشبيه ‪ .‬ومن هذا المقا م تقديس صفاته‬ ‫سبحانه عن الترتيب ‪ .‬فإن ذلك يقتضي التعاقب ‪ .‬وفي ذلك مزلقة القول ببداية للصفات وما طرأ‬ ‫عليه البداية ل بد وأن تطرأ عليه النهاية ‪ .‬وكل ذلك من سمات الحدوث وال سبحانه منزه عن‬ ‫كل ذلك في ذاته وصفاته بل هو القديم الزلي البدي السرمدي ‪ .‬قامت به صفاته فل هي عينه‬ ‫ول هي غيره وكل بارز عن سلطان صفة من صفاته فهو حادث والترتيب يجري عليه ‪.‬‬

‫والصفة المقدسة في مرتبة القد م ومنصة التقديس والحمد ل رب العالمين (‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( تعظيم كتاب ال تعالى بالوخذ بأحكامه الكريمة وامتثال أوامره العظيمة ‪.‬‬ ‫ل بقول المفسر العظم صلى ال عليه وسلم ل أوخذ‪ً.‬ا بالرأي ول اتباع‪ً.‬ا يفهمه من الكتاب‬ ‫عم ‪ً.‬‬ ‫الكريم العقل فمثل ذلك مزلقة تدفع إلى النار وبئس القرار ‪.‬‬ ‫س ومرتبة عٍّز ل يمسه من حيث معناه التم إل المطهرون الذين‬ ‫وإن القرآن لفي منصة نُقد ٍ‬ ‫طهرت سرائرهم واستنارت بنور العلم المحمدي بصائرهم ‪ .‬وله بطون وحد ومطلع ‪ .‬فإذا را م‬ ‫الوخذ بها المتأول بزعمه المغرور بفهمه ووخالف الحكم المقصود ولم يقتف أةثر المفسر العظم‬ ‫صلى ال عليه وسلم‬ ‫هنالك يكون ضل وزل والعياذ بال تعالى ‪ .‬ومن اتبع المصطفى عليه الصل ة والسل م فقد فاز‬ ‫فوز‪ً.‬ا عظيما وفي ) قل إن كنتم تحبون ال فاتبعوني يحببكم ال ( ) ( بلغ لقو م يؤمنون ‪.‬‬ ‫وقال سيدنا الما م الرفاعي رضي ال عنه ) يا مبارك اقتد بالقرآن المجيد واعمل به تسعد ‪.‬‬ ‫وإياك والوخذ برأيك في كتاب ال تعالى ‪ ،‬بل انتفع بعلم نبيك وتفسيره وعمله ففي الخبر الطاهر‬ ‫) صاّلوا كما رأيتموني أصلي ( ول تتكل على رأيك وعلمك وتفسيرك فتنزلق )‪ .‬وقد قال الما م‬ ‫جعفر الصادق رضوان ال تعالى عليه في تفسير قوله تعالى ) وفوق كل ذي عل ٍم عليم ( ) (‬ ‫العليم الذي هو فوق كل ذي علم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فإن ال سماه عليما ‪ .‬لنه‬ ‫أفرغ في قلبه الكريم سر العلم وأيده به ‪ ،‬فيجب على كل ذي علم ‪ :‬أن يقف مقا م العلم تحت أمر‬ ‫النبي صلى ال عليه وسلم فهو معلم الخير وعالم حضرات القدس وشيخ منبر الدللة على ال ‪،‬‬ ‫وكما سماه ال تعالى عليما ‪ ،‬فقد سماه روؤفا رحيما ‪ ،‬فاقتد به واهتد بهديه ‪ ،‬واستنر بالسير إلى‬ ‫ال منه ووخذ زاد القدو م على ال عنه وأنت حينئذ من المفلحين ‪ .‬انتهى كلمه العالي رضي ال‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( اليمان بكل ما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم إقرار‪ً.‬ا باللسان‬ ‫ل بالركان وإتصاف‪ً.‬ا بالحسان وهو أعني الحسان ) أن تعبد ال كأنك‬ ‫وتصديق‪ً.‬ا بالجنان وعم ‪ً.‬‬ ‫تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك( ومن تم له هذا المقا م فقد اتصف بالعبدية الحقة التي تلحق‬ ‫صاحبها بأهل السلمة إن شاء ال ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( دوا م حضور القلب واستعمال اللسان بذكر ال سبحانه وتعالى بغير عدد‬ ‫مع ترادف النفاس ‪ ،‬فإن العدد قيد وقد قال تعالى ) اذكروني أذكركم ( وقال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ) اذكروا ال حتى يقولوا مجنون ( ‪ .‬وفي كل م سيدنا الما م الرفاعي رضي ال عنه‬ ‫) اجعل لقلبك بذكرك ربك حضر ة ‪ .‬ل يتلجلج فيها غير ذكره فإنه غيور )‪.‬‬ ‫وليكن دائم‪ً.‬ا لسانك رطب‪ً.‬ا بذكر ال وإذا ذكرت ال فأذب له أنانيتك وغرضك وعوائق نفسك‬ ‫وتجرد له تجرد أهل الحق الذين يذكرون إسمه ول تهف وخواطرهم إلى غيره وهنالك تليق‬ ‫للمجالسة ‪ .‬ففي الحديث القدسي ) أنا جليس من ذكرني ( وهذا الذكر الكامل الذي يلز م الذاكر‬ ‫المخلص بصدق القلب واللسان وصحة التمسك بسنة الحبيب العظيم عليه الصل ة والسل م ‪ ،‬فهو‬ ‫الذي علمنا الذكر ودلنا على اذكار المذكور تقدس اسمه ‪ ،‬تعالى شأنه (‪.‬‬

‫وقد قال سيدنا الما م السيد أحمد الرفاعي رضي ال عنه وعنا به ) من تحقق بذكر ال تحقق‬

‫بمتابعة رسول ال صلى ال عليه وسلم فإن تلز م هذين الحكمين كتلز م الشهادتين ‪.‬‬ ‫) قلت ( وفي كثر ة الذكر دليل واضح على محبة العبد ل فقد روى أبو نعيم) ( وغيره عن‬ ‫السيد ة عائشة الصديقة رضي ال عنها وعن أبيها أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪ ” :‬من‬ ‫أحب شيئا أكثر ذكره ” وفي الحديث الشريف” بشرى للذاكرين بأن ال تعالى يحبهم ” أيضا‬ ‫بدليل قوله تعالى ” فاذكروني أذكركم ” ) ( وفي الحديث القدسي ” من ذكرني في مل ذكرته في‬ ‫مل وخير منه ” ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( المحبة كل المحبة للنبي صلى ال عليه وسلم والوله به ‪ ،‬وكثر ة الصل ة‬ ‫والسل م عليه ‪ ،‬مع الدب الخالص وحضور القلب عند ذكره والخشوع لجليل شأنه صلى ال‬ ‫عليه وسلم ‪ .‬والتمسك بسنته والغير ة له ولشريعته وصدق الموال ة لذريته الطاهر ة وعترته‬ ‫والجلل لمن شرفهم ال بصحبته والعزاز لكل متبع له متمسك بآةثاره ناصر لنصاره ‪،‬‬ ‫والمحبة للنصار ولخدا م شريعته وللعرب لجله ولجيرانه‬ ‫ووخدامه وشد ة المبالغة بإحياء سنته ورد البدع التي تطرأ في أمته والوقوف عند أوامره الكريمة‬ ‫المقدسة والحب لمن أحبه والبغض لمن أبغضه والعظا م لةثاره الشريفة والنظر للديار الحجازية‬ ‫ل له عليه الصل ة والسل م ‪ .‬وكثر ة قراء ة القرآن الذي أنزل عليه مع‬ ‫بعين الحرمة والتعظيم إجل ‪ً.‬‬ ‫التدبر حب‪ً.‬ا به عليه الصل ة والسل م ‪ .‬العم وذكر آله وأصحابه بخير بنية التعظيم له ‪ ،‬شاّرف ال‬ ‫عزيز مكانته وجليل مقامه ‪ .‬والسعي بصالح أمته وعلمائهم والكرا م لهل النجد ة والسابقة منهم‬ ‫وكف الذى عنهم والنتصار لمظلوميهم وضعفائهم ‪ .‬والنصيحة بصدق الجنان واللسان لمراء‬ ‫لهم ال أمر المسلمين بنية جمع كلمة المة وصيانتها من التفرقة التي تؤدي‬ ‫المؤمنين الذين و اّ‬ ‫والعياذ بال إلى الفشل والخذل وعلى الخصوص التحقق بالنصيحة للما م القائم في منصة‬ ‫الخلفة المحمدية في كل وقت بجمع القلوب عليه والسعي بما ينفعه ويدفع عنه المضر ة التي‬ ‫تؤذيه في نفسه وملكه وماله وحاله كل ذلك ‪ :‬حب‪ً.‬ا برسول ال صلى ال عليه وسلم لتقو م حفلة‬ ‫دينه المحمدي بالقو ة والشوكة ‪.‬‬ ‫ومن أجل مراتب المحبة له عليه الصل ة والسل م ‪ :‬التخلق بأوخلقه الشريفة والتحلي بأحواله‬ ‫والعمل بأعماله قدر المكان ‪ .‬فإن الحاطة بذلك ما هي من شأن الصديقين فضل عمن دونهم ‪.‬‬ ‫وقد سئلت السيد عائشــة‬ ‫) رضي ال عنها ( عن وخلقه عليه الصل ة والسل م فقالت ‪ ” :‬وخلقه القرآن ” ‪.‬‬ ‫وقد قال شيخنا وسيدنا الما م السيد أحمد الرفاعي ) رضي ال عنه ( ” قرب العبد من ال وقدره‬ ‫عند ال بقدر محبته لرسول ال ) صلى ال عليه وسلم ( وقدره عنده”‪.‬‬ ‫وقال أيضا ” كثر ة الصل ة والسل م على رسول ال )صلى ال عليه وسلم( تجيز الرجل بكمال‬ ‫السرعة على الصراط بإذن ال ‪ .‬وفيها الموافقة ل تعالى ولملئكته قال تعالى ” إن ال وملئكته‬ ‫يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” ) (‬ ‫ولتعلم أية المحب أن من عمل المصطفى )صلى ال عليه وسلم ( ما هو وخاص بذاته الكريمة‬ ‫الطيبة الطاهر ة فهو من معاملته مع ربه وهذا ل يطيق العمل به أحد ‪.‬‬ ‫ومن عمله عليه الصل ة والسل م ما هو تشريعي فهو لتعليم المة ليعامل كل من المة ربه بمثله‬ ‫‪ .‬وهذا هو المأمور به كل منا وهو ما بين مفروض ومسنون ‪ ،‬فالمفروض ل بد منه والمسنون‬ ‫يعمل منه ما يستطاع وقد قال النبي )صلى ال عليه وسلم ( لصحابه ” إنكم في زمان من ترك‬ ‫منكم عشر ما أمر به هلك ةثم يأتي زمان من عمل بعشر ما أمر به نجا ” ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( الوخذ بعقيد ة السلف والدب مع الخلف ‪.‬‬

‫والمعنى المقصود من الوخذ بعقيد ة السلف نص عليه سيدنا الما م السيد أحمد الرفاعي ) رضي‬ ‫ال عنه ( في البرهان المؤيد ولفظه ‪.‬‬ ‫” أي ساد ة نزهوا ال عن سمات المحدةثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدهم من تفسير معنى‬ ‫الستواء في حقه تعالى بالستقراء ‪ ،‬كاستواء الجسا م على الجسا م المستلز م للحلول ‪ .‬تعالى ال‬ ‫عن ذلك ‪ .‬وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالتيان‬ ‫والنتقال ‪ ،‬فإن كل ما جاء بالكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء في الكتاب‬ ‫والسنة مثله مما يؤيد المقصود فما بقى إل ما قاله صلحاء السلف وهو اليمان بظاهر كل ذلك‬ ‫ورد علم المراد إلى ال ورسوله مع تنزيه الباري تعالى عن الكيف وسمات الحدوث وعلى ذلك‬ ‫درج الئمة ‪ .‬وكل ما وصف ال به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لحد أن‬ ‫يفسره إل ال تعالى ورسوله ‪ ،‬ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لنه أصل الكتاب‬ ‫والمتشابه ل يعارض المحكم ” انتهى كلمه العالي بحروفه “‪.‬‬ ‫فهذه الكلمات الشريفة الحمدية أفصحت عن اعتقاد السلف في الذات والصفات وفيما جاء بالسنة‬ ‫والكتاب من المتشابهات ‪ ،‬وقولنا أن الطريقة الرفاعية الدب مع الخلف ‪ .‬أعني من العلماء‬ ‫العاملين ‪ ،‬وأكابر‬ ‫الدين الذين عدلوا إلى التأويل الحسن الذي يوافق أصل المحكم ولهم محامل صحيحة مأوخوذ ة‬ ‫أيض‪ً.‬ا من لغة العرب واصطلحاتهم ومطلق عباراتهم ‪ ،‬غير أن الوةثق والسلم ما كان عليه‬ ‫السلف كما ذكر ذلك سيدنا الما م الرفاعي ) رضي ال عنه ( وهذا الذي كان عليه والحمد ل‬ ‫رب العالمين ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( محبة آل النبي ) صلى ال عليه وسلم ( وذراريه الطاهرين محبة إجلل‬ ‫ل بقوله تعالى ) قل ل أسألكم عليه أجر‪ً.‬ا إل المود ة في‬ ‫وإعظا م وإسعاف وصدق مود ة عم ‪ً.‬‬ ‫القربى( ) ( هذا مع عد م الغلو الذي يدفع بالمحب إلى المزالق كبغض أحد الصحابة الكرا م‬ ‫)رضي ال عنهم( أجمعين ‪ ،‬أو كالشتغال بما شجر بينهم مع الوقوف عند حكم قوله تعالى “‬ ‫تلك أمة قد وخلت” ) ( الية وإن الحب للل الكرا م يقضي بالحسان إليهم والعطف عليهم‬ ‫والجلل لهم والنظر إلى كبارهم وصغارهم بنظر الحرمة والرعاية والصيانة والوقاية حب‪ً.‬ا‬ ‫لرسول ال )صلى ال عليه وسلم( وحرمة له ‪ .‬أرواحنا لجنابه العالي الفداء وفي الحديث ” أهل‬ ‫بيتي أمان لهل الرض كما أن الشهب أمان لهل السماء ” وقد كان الصديق الكبر )رضي ال‬ ‫عنه ( يحب قرابة رسول ال )صلى ال عليه وسلم( أكثر من قرابته ويحسن إليهم أكثر من‬ ‫إحسانه إلى قرابته تودد‪ً.‬ا وتعظيم‪ً.‬ا لجناب المصطفى عليه الصل ة والسل م ‪ ،‬ول بدع‬

‫فالمخذول من ابلُتلي بالحنحراف عن مودة الل ووجد لنفسه عذر ًا بالمحال واستعان على ذلك بالقيل‬ ‫والقال ‪ .‬وقد قلت من قصيدة ‪:‬‬ ‫حنجوم الهدى آل النبي فكلهــم بسمك اللُعلى السمى بدور كوامل‬ ‫يطاولهم في ذروة الفخر حاس ٌد فيقصر عنهم عزمه المتطــاول‬ ‫اولئك قوم شرف ال قدرهــم وما لهم بين البرايا مماثـــل‬ ‫لئن حسدتهم أم ٌة ضل رأيهــا فكم حسد النحرير للفضل جاهـل‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( إعظام مقادير أصحاب النبي ) صلى ال عليه وسلم ( وحفظ حرماتهم والثناء الحسن عليهم‬ ‫والكف عما شجر بينهم وهذا طريق المام الكبر الرفاعي )رضي ال عنه ( ‪ .‬كيف ل وفي الخبر ” أصحابي‬ ‫كالنجوم بأيهم اقتديم اهتديتم ” وفي الكتاب العزيز ” ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الحنجيل كزرع أخرج شطأه‬ ‫فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار” ) ( ومن هذا النص تعلم منزلتهم ومكاحنتهم‬

‫ولزوم الكف عن أذيتهم والهتمام بحفظ حرمتهم والتحقق بمحبتهم رضي ال عنهم أجمعين‪.‬‬ ‫)الطريقة الرفاعية ( توقير جميع الولياء والصالحين ‪ ،‬وأن يعرف الرجل لشيخه حق التقدم على الكل من رجال‬ ‫الوقت ‪ ،‬ولمام طريقته‬ ‫علو المنزلة على جميع أئمة الطرق‪ .‬هذا وأن ينظر إلى الكل بعين الحرمة والرعاية ويراهم لمامه إخواحنا ‪ ،‬غير‬ ‫أن المقدم عليهم إمامه وأن قواعد طريق إمامه أصح قواعد طرق القوم وأحنه أقربهم من الحضرة المقدسة اللهية‬ ‫وأحبهم لدى الحضرة المعظمة المحمدية وكلهم مقربون محبوبون وعلى هدى من ربهم رضي ال عنهم وحنفعنا‬ ‫بهم ‪.‬‬ ‫وهذه هي القاعدة العامة السليمة التي جمع ال بها قلوب المة ودفع بها كلمة الخلف وهي سارية في المذاهب‬ ‫المتبعة الربعة ‪ .‬فكل مقتد بإمام يرى صحة المذهب والقول والكمال في المقام لمامه وأحنه الفاضل ‪ ،‬وسواه من‬ ‫ل بالنسبة لمامه ويرى مذهبه صواب ًا يحتمل الخطأ ومذهب غيره خطأ‬ ‫الئمة إخواحنه المجتهدين الكرام يراه مفضو ً‬ ‫يحتمل الصواب ‪ ،‬وكلهم فضلهم جزيل وقدرهم جليل وبهذه القاعدة المقررة اطمأحنت القلوب وارتاحت الخواطر‬ ‫وتم الوفاق وزال الشقاق والحمد ل رب العالمين ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( رد القول بالوحدة المطلقة والحلول ‪ ،‬بل ور ّد الشطحات والدعاوى العريضة التي ل يقول‬ ‫بها الشرع ول يرتضيها العقل قال صلى ال عليه وسلم ) إحنا معشر الحنبياء أمرحنا أن حنكلم الناس على قدر‬ ‫عقولهم ( إن أردت أن ل يكذب ال ورسوله فكلم الناس على قدر عقولهم وقال ابن مسعود رضي ال عنه ) ل‬ ‫تحدثوا الناس بما ل يفهمون فلُيفتنون (‬ ‫وحيث أن القول بالوحدة المطلقة والحلول يؤدي إلى الكفر والعياذ بال تعالى ‪ ،‬والشطحات والدعاوى العريضة‬ ‫تؤدي إلى الفتنة وتزلق بقدم الرجل إلى النار فاجتنابها واجب وتركها ضربة لزب ‪ .‬وكل ذلك من طريق شيخنا‬ ‫المام السيد الرفاعي الحسيني رضي ال عنه وعنا به وبهذا أمر اتباعه وأشياعه وحث على ذلك أصحابه‬ ‫وأحزابه ‪ .‬وقد أوضح كل ذلك في كتابه البرهان المؤيد ‪ .‬وفي الكثير من مجالسه الشريفة ومقولته المنيفة وتناقلها‬ ‫ل بعد جيل ‪ .‬وسنأتي بذكر شيء من كلمه العالي في هذا الباب تذكرة‬ ‫عنه أتباعه وأتباعهم بطن ًا بعد بطن وجي ً‬ ‫لولى اللباب ‪.‬‬ ‫قال رضي ال عنه كما في البرهان المؤيد) ( ما حنصه) صموا أسماعكم عن علم الوحدة وعلم الفلسفة وما شاكلهما‬ ‫‪ ،‬فإن هذه العلوم مزالق القدام إلى النار حماحنا ال وإياكم الظاهر الظاهر اللهم إيماحن ًا كإيمان العجائز ‪ .‬قل ال ثم‬ ‫ذرهم في خوضهم يلعبون (‪.‬‬ ‫وقال رضي ال عنه في محل آخر من البرهان المؤيد ما حنصه ‪ :‬حالة أهل الحب تأخذ القلب فيطيش العقل فيتكلم‬ ‫اللسان ‪ .‬كلم من جن أو خمر أو غل دمه أو أغشي عليه فدعوا الرجل وربه وهذا يكفيه منكم وتمسكوا بالحبل‬ ‫المتين الذي من تمسك به لن يضل أبد ًا‪ .‬هذه الكلمات ومثلها من‬ ‫الشطحات التي تتجاوز حد التحدث بالنعمة مثل صاحبها كمثل رجل حنام في بيت الخل فرأى في منامه أحنه جلس‬ ‫على سرير سلطنة فلما استيقظ خجل وعرت مكاحنته ال ال بالوقوف عند الحدود عضوا على سنة السيد العظيم‬ ‫بالنواجذ ‪.‬‬ ‫مالي وألفاظ زيد ووهم عمرو وبكر‬ ‫وجه الشريعة أهدى من سر ذاك وسري‬ ‫احنتهى كلمه الشريف ‪.‬‬ ‫وليعلم أن مشرب السادة الرفاعية لما كان رد القول بالوحدة المطلقة والحلول ‪ ،‬بل ورد الشطحات الزائدة‬ ‫والدعاوى العريضة ‪ ،‬فمشربهم أيض ًا تبرئة من حنسب إليهم مثل هذه القوال من الكبار ويجزمون بأحنها مدسوسة‬ ‫عليهم ومنسوبة زور ًا إليهم ‪ ،‬والولياء الكمل والصالحون من أهل الحق مبرؤون من مثل هذه الكلمات والقول بها‬ ‫‪ .‬وقد حنص العارف الشعراحني رحمه ال تعالى وحنفعنا به على أن يهودي ًا دس أشياء كثيرة في كتب الشيخ العارف‬ ‫محيي الدين بن عربي قدس سره ‪ .‬وكذلك حنص الحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر العسقلحني والحافظ بن رجب‬ ‫الحنبلي أن الشنطوفي مؤلف بهجة السرار في مناقب الغوث الجليل ‪ ،‬ذي الباع الطويل القطب الكبير الرباحني أبي‬ ‫محمد السيد الشيخ عبد القادر الكيـلحني‬ ‫رضي ال عنه ‪ ،‬قد كتب في البهجة المذكورة ما ل يصح إسناده لحضرة الغوث المشار إليه رضوان ال عليه‬ ‫وراج عليه حكايات وكلمات كثيرة مكذوبة ‪ .‬وقد حنقل عن جمع من الكابر الكثير من القوال العجيبة‪.‬‬ ‫وحتى أن أهل الجرأة والعياذ بال وضعوا الحاديث الكثيرة المكذوبة وأسندوها لحضرة المصطفى العظم صلى‬ ‫ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫فعلى هذا تجل الكابر عن كل ما يسند إليهم ويحمل ظلم ًا وعدواحن ًا عليهم ‪ .‬وهم أهل الحق وأرباب الغيرة على‬

‫الحق بالصدق ‪ ،‬وربما ل يروق مثل قولنا هذا لعين الجاهل أو خسيس الهمة المتجاهل الذي يريد غش العوام الذي‬ ‫يرى الكثير منهم لجهلهم كالحنعام ليسلب منهم دريهم ًا يبتلعها وبغيه يصل إليها مضمخة بالدجل والحيلة وبئس تلك‬ ‫الوسيلة من وسيلة ولذا يريد إسناد الشطحات والدعاوى الكاذبات ‪ ،‬للقوم الكابر أهل الباطن العامر والظاهر‬ ‫الطاهر ‪ ،‬كل ذلك لغرض غايته العرض وحقيقته مرض‪.‬‬ ‫وقد حنرى في زماحننا الرجل الذي ل تعرف له قبيلة ‪ ،‬بل ولم تشهر له قط بالحوال العالية فصيلة ‪ ،‬يكتسى بمرط‬ ‫من ديباج ويطيل الشعر ويلبس التاج ويدعي القطبية والغوثية ‪ ،‬ويرفع حنفسه من حضيض أوساخه الدحنية إلى مقام‬ ‫النيابة المقدسة المحمدية ‪ ،‬ولم يخف من سوء الخاتمة ‪ ،‬بل ولم يخش‬ ‫قهارية السلطنة المصفطوية الدائمة ‪ ،‬ويتدرج فيدعي النسب النبوي الطاهر ويندمج بواهمة زوره وبهتاحنه في الل‬ ‫اولي المفاخر‪ ،‬وربما يطعن بنسب قوم من بطون الل أحبهم الرسول ‪ ،‬وعظمت مراتبهم في ذؤابات آل‬ ‫المرتضى والبتول ‪ ،‬ويعطي للمدعيين بخياله الشرف الوضاح ويبيح لهم المجد المحمدي الذي لم يكن بمباح‬ ‫ويقرب بيد بهتاحنه من البيت المحمدي من لم يكن منه ‪ ،‬ويبعد بصادمة شيطاحنه أفلذه الطاهرة عنه ‪.‬‬ ‫وربما كان سبب القطع عنده هو عند الشرع والعقل من أجل الدلئل على صحة التصال وسبب الوصل من أعظم‬ ‫البراهين على الحنفصال ‪ ،‬مثل رؤية الفقر قاطعا للرجل عن النسب والغني ملحقا له بذلك الحسب ‪ .‬والحال أن سيد‬ ‫الحنام عليه الصلة والسلم قال )الدحنيا ل تنبغي لمحمد ول لل محمد ( وقال عليه الصلة والسلم ) اللهم اجعل‬ ‫رزق آل محمد كفافا اللهم اجعل رزق آل محمد قوت يومهم( إلى غير ذلك من الدعية النبوية المستجابة وقد قلت‬ ‫في هذا المعنى بيتين وهما ‪:‬‬ ‫قيل بعد العلي وحنيل الماحني حنلت عيش الكفاف ل بالرخاء‬ ‫قلت هذا دعاء خير البرايا وأبو الل مستجاب الدعــاء‬ ‫ودعوى النسب الطاهر بل حكم شرعي هو احنتماء لغير موالي المدعي ومثله ملعون بنص ما جاء في الخبر ) من‬ ‫احنتسب لغير مواليه فهو ملعون (‬

‫وفي رواية أخرى ) ملعون من احنتمى لغير مواليه ( ‪.‬‬ ‫ومعلوم بالبداهة عند أرباب الفهوم والنباهة ‪ ،‬أن النسب الطاهر ل مزية له في الدحنيا سوى البركة ومزيته العظمى‬ ‫حا ْقمُهَنا ْمِبْمِها ْم لُذيِّرَتَّيمُهَتلُها ْم الية ‪ .‬فإذا لم يكن ذلك‬ ‫ن مُهَأا ْل مُهَ‬ ‫ن آمُهَملُنوا مُهَواَتَّتمُهَبمُهَعا ْتلُها ْم لُذيِّرَتَّيلُتلُهم ْمِبْمِإيمُهَما ٍ‬ ‫في الخرة أخذ ًا من قوله تعالى ) ({ مُهَواَتَّلْمِذي مُهَ‬ ‫اللحاق صحيح ًا عند ال فمن أين تحصل منه الفائدة فليتدبر‪.‬‬ ‫والدعاوى العريضة من حيث هي سواء دعوى النسب أو دعوى الولية والمقامات المعنوية العالية ‪ .‬وإن احنتجت‬ ‫في أمر الدحنيا شيئ ًا تطمع به حنفوس أهل الغواية فهي سم قاتل وويل حاصل وبلء عاجل وآجل ومع كل ذلك‬ ‫يستعذب قول القائل ‪:‬‬ ‫كل من يدعي بما ليس فيه كذبته شواهد المتحان‬ ‫ومثل ذلك بل أهم منه بفراسخ التجري على الطعن بالل الكرام ذرية المصطفى عليه الصلة والسلم والتهجم‬ ‫عليهم وإسناد المعائب إليهم وخدش أحنسابهم ولمز أحسابهم ‪ ،‬واليذاء لهل الحق من عصابة القوم المبرئين من‬ ‫اللوم ‪ ،‬فكل ذلك إيذاء لرسول ال صلى ال عليه وسلم ومحاربة ل جل وعل ‪ .‬وقد ذل وخسر من آذى رسول‬ ‫ال ‪ ،‬وصغر وأهين من حارب‬ ‫ال ول حول ول قوة إل بال ‪.‬‬ ‫والعاقل يفهم من حكم الطريقة الرفاعية التي هي عين الشريعة الطاهرة المحمدية فضيلة التباعد عن الدعوى ‪،‬‬ ‫ويعلم حق العلم أن الدعوى فيها وإن صغرت بعين المدعي أكبر البلوى‪.‬‬ ‫وقد أورد شيخنا وملذحنا القطب الغوث الجامع العلمة الوحد السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي‬ ‫الرفاعي الحسيني الشهير بالرواس رضي ال عنه في رسالة له إسمها) ( ” واردات الغيب ” قصيدة تجمع أحكام‬ ‫هذه المعاحني المنصوصة وها أحنا أذكرها برمتها تبرك ًا بكلمه العالي قال رضي ال عنه ‪:‬‬ ‫ق حنـولُر‬ ‫هذا طريق الشرع يا مغــرولُر خل الهـوى فالكل ح ٌ‬ ‫ل تنبسط للشطح واعرف حكمه وافطن فزعم الشاطحين غرولُر‬ ‫ل فنصلها مكسولُر‬ ‫واهجر دعاوى التحاد ومثلهـا دعوى الحلو ْمِ‬ ‫ت ربك إحنــه فر ٌد شديلُد الحنتقام صبـولُر‬ ‫ق ّدس بس ّرك ذا ْمِ‬ ‫ألُيغرك المهال منه أل احنتبـه فإليه عاقبلُة الموْمِر تصيـلُر‬ ‫ئ مأمـولُر‬ ‫س حقائقها ففـي تقديسها كل امر ٍ‬ ‫وصفاته قيِّد ا ْ‬

‫فصفاته ل عينه أو غيــره قامت به ومع الوروْمِد صدولُر‬

‫ب بل ضمني ٌة تنشق عنها في الكيان ستولُر‬ ‫ل تقبل الترتي مُهَ‬ ‫فالشق يحدث والصفات قديم ٌة مضموحنها في علمه موقورلُ‬ ‫وبنسبة الحداث يحدث كلما يبدو وللمعنى الخفي ظهولُر‬ ‫ل حقيق ٍة وإذا احنجلت فنسيجها منظولُر‬ ‫والعلم ترسم فيه ك َتَّ‬ ‫ي وحادث حنسجها منشولُر‬ ‫سلُم المعاحني في قديْمِم العلْمِم مطـ و ٌ‬ ‫ر ا ْ‬ ‫ومن الغيوب لكل شي ٍء بار ٍز معنى عليه من الجلل ستولُر‬ ‫ح كتابها مسطولُر‬ ‫ل ومُهَلا ْو لُ‬ ‫ولقد توفى كل حنفس أبرزت أج ً‬ ‫ث مقهولُر‬ ‫طها تبدو وكل لحاد ٍ‬ ‫فعن الكرام الكاتبين خطو لُ‬ ‫فالقائلون بوحد ٍة إطلقها حنزغات زي ٍغ كلهم ممكولُر‬ ‫راموا القصور بوهمهم فرمى بهم من قرب شاهقْمِة القصوْمِر قصولُر‬ ‫فلبعضهم حد السيوف وبعضهم لكماله في حاله معذولُر‬ ‫ج القويْمِم فتولُر‬ ‫ص ظاه ٌر وبه عن النه ْمِ‬ ‫وكلمه في الشطح حنق ٌ‬ ‫ي فقيلُر‬ ‫ل وليس لُيكتب بل ول لُيرضي وزاعمه الغن لُ‬ ‫ل لُيقا لُ‬ ‫قو ٌ‬ ‫ن لُيعزى إليه فرُّدها مشهولُر‬ ‫وكذاك دعوى الفعل باستبداد مُهَم ا ْ‬ ‫ق زولُر‬ ‫ق وإل فهي ح ٌ‬ ‫إن كان عن خلق الله فإحنها ح ٌ‬ ‫ق في أفعالْمِه التأثيلُر‬ ‫فبحكم حنص الشرع لم يسند إلى الـ مخلو ْمِ‬ ‫ل هو المؤثلُر والذي للغيْمِر لُيسمُهَنلُد قاله المخمولُر‬ ‫ال ج َتَّ‬ ‫ل صبولُر‬ ‫ب والجهو لُ‬ ‫س أسقطوا التقليمُهَد في هذي المذاه ْمِ‬ ‫وأتى لُأحنا ٌ‬ ‫حكم ًا تضيء وقولُلهم منصـولُر‬ ‫ب حن ّقحوا أحكامُهَمها ْمِ‬ ‫أهل المذاه ْمِ‬ ‫عْمِه وسمُهَعوا بعز ْمِم الصادقين فسعيهم مشكــولُر‬ ‫خدموا النبي بشر ْمِ‬ ‫ق ول تقصـــيلُر‬ ‫ولقد أحاطوا بالنصوص وحنهجها قالولُه ل سمُهَب ٌ‬ ‫ل الئمْمِة والمالُم بصيـلُر‬ ‫قد قلدوا المعصومُهَم لكن وافقوا قو مُهَ‬ ‫ل هو المبــروْمِر‬ ‫حاز اللُعلى بالجتهاد فكل ما أبداه من عم ٍ‬ ‫فالزم طريقتهم وخل من احنتحى بزعومه إن اللمُهَه غيـــولُر‬ ‫غ فال للبيِّر التقي حنصـــيلُر‬ ‫ث النبي ول تـز ا ْ‬ ‫ج بميرا ْمِ‬ ‫وابه ا ْ‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( موافقة إمام من الئمة الربعة الكرام أصحاب المذاهب المتبعة في السلم ‪ .‬والخذ بما كان‬ ‫عليه من دون تلفيق ول تخليط جزم ًا بأن المام العظم أبا حنيفة أو المام الجل الشافعي أو المام المكرم مالك ًا‬ ‫أو المام المبجل أحمد بن حنبل رضي ال عنهم أعلم من ذلك المقتدى به إقتداء تعلم وتتلمذ ل اتباع ًا في ذات‬ ‫الحكم والتقليد فيه إحنما هو اتباع وتقليد للمعصوم صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ومثلوا ذلك بقوم رأوا الهلل وآخرون لم‬ ‫يروه فدلوهم عليه بإشارات وعلمات فرأوه فالدللة ممن علم موقع الهلل ‪ ،‬وأما الرؤية بعد فهي بباصرة الرأيين‬ ‫دون شبهة ‪.‬‬

‫وكذلك المام اللُمقتدى به دل الناس على سنة النبي صلى ال عليه وسلم وعلمه وعمله فلما عرفوا الحكم قلدوا‬ ‫المعصوم ل غير ‪ .‬هذا قول شيخنا المام العلمة السيد بهاء الدين محمد مهدي الصيادي الرفاعي رضي ال عنه ‪.‬‬ ‫وقد قال بعد هذا الكلم النفيس ومن حمل المسلمين على غير هذا فقد جازف فإن أجهل الجاهلين من العامة ‪ ،‬يعلم‬ ‫أن اللُمطاع أممُهَر النبي صلى ال عليه وسلم المر بأمر ال ل الملقن والمعلم من الناس كائنا من كان ‪.‬‬

‫) قلت ( ولهذا فل يؤتمن على أوامر النبي إل الكمل كالئمة المجتهدين وورثة علومهم الذين وقفوا مع الجماع‬ ‫وابتعدوا عن الزلل والبتداع ‪.‬‬ ‫ورضي ال تعالى عن شيخنا المام السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه فإحنه‬ ‫قال كما في ” البوارق” ) ( وفي فصل الخطاب ما حنصه ‪.‬‬ ‫ول يلتفت إلى قول من أسقط التقليد في الحكام اكتفاء بالكتاب والسنة ‪ .‬فإن ذلك الرجل جهل أحنه قلد بتلقي السنة‬ ‫والكتاب وأراد بعد كل هذا أن ينزع طوق التقليد الشريف من عنقه طيش ًا على أحنه لو أحنكر عليه المنكر الحديث‬ ‫الذي يرويه ويستدل به لحتاج إلى إسناد الحديث ومتى أسنده فقد قلد راويه ‪ ،‬أعني بأخذ الحديث على أحنه لم يكن‬ ‫يعلم‬ ‫ذلك الحديث قبل أخذه عمن أسنده إليه ‪.‬‬ ‫والتقليد الذي كثر في القال والقيل ينتهي عند علماء الكلم إلى وجهين ‪ .‬الوجه الول قولهم بعدم صحة التقليد في‬ ‫العقائد الدينية ‪ .‬فإن كان المقلد قادر ًا على النظر والستدلل وق ّلد فهو مؤمن عاص ‪ ،‬وإن لم يكن قادر ًا على النظر‬ ‫والستدلل فل يكون عاصي ًا ‪ ،‬ومنهم من ح ّرم النظر ومنهم من أوجبه وقال تركه معصية وأطال الجماعة في‬ ‫طرق هذا الوجه ‪ .‬والوجه الثاحني تكفير المقلد عند قوم وجعله عاصي ًا عند آخرين والقول بإيماحنه عند طائفة البتة ‪.‬‬ ‫وملخص الصواب أن التكفير مردود لشموله العوام الذين هم غالب المة والقول بالمعصية فيه ما فيه ‪ .‬لن من‬ ‫تلقى علم العقائد من شيخ ل يلزم من تلقيه عنه أن يكون مقلد له حتى يجري الخلف في صحة إيماحنه أو جعله‬ ‫ل عن الهلل فدله عليه بتعريفات وإشارات واراءة منزله ثم اهلُتدي إليه‬ ‫عاصي ًا وإحنما هو بمنزلة من سأل رج ً‬ ‫فأمعن النظر وتحققه فصار يخبر برؤيته عن يقين ‪.‬‬ ‫وعلى هذا طبقات المة بل شبهة فإحنهم يؤمنون بما أحنزل ال على رسوله صلى ال عليه وسلم إيماحنا باّتا محض ًا ل‬ ‫تمسه شوائب الشبهات إيقاحن ًا وإذعاحن ًا بعصمته وأخذ ًا عنه صلى ال عليه وسلم واحنقياد ًا لوامر ال تعالى‬ ‫وإيماحنا به سبحاحنه ‪ ،‬وإل فل يقلدون غير المعصوم اعتماد ًا على قوله ول يعملون بالهوى بل يتبعون النص القرآحني‬ ‫والحكم الرباحني الذي أحنزله على عبده المصطفى الذي ل ينطق عن الهوى ‪ .‬احنتهي كلم شيخنا قدس ال تعالى‬ ‫روحه المباركة وحنفعنا به وفيه الكفاية وإليه الغاية ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( عدم القول بتصرف الرواح وسريان الهمم استبداد ًا ل للحياء ول للموات ول يثبتون‬ ‫إغاثة ول إعاحنة لمخلوق بالستبداد منه بل يقولون أن الرحيم الكريم جلت قدرته وتعالت عظمته يفيض القدرة‬ ‫والغاثة والعاحنة إلى أرواح الحنبياء عليهم الصلة والسلم ‪ ،‬والى أرواح الولياء والصالحين ‪ .‬وهم يفيضون‬ ‫الغاثة والعاحنة بإفاضة ال سبحاحنه للمستمدين والنادبين وال المعين ‪ .‬قال شيخ مشايخ السلم المام الهمام سيدحنا‬ ‫السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي ال عنه وعنا به في البرهان المؤيد ما حنصه ‪.‬‬ ‫) شر الهوى رؤية الغيار والشتغال عن الخالق بالمخلوق ‪ .‬ما الذي يراه العاقل من الشتغال بغيره القول بتأثير‬ ‫غيره في كل أثر ما قليل أو كثير كلي أو جزئي شرك‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعبد ال ابن عباس‬ ‫رضي ال عنهما ‪ :‬يا غلم إحني أعلمك كلمات احفظ ال يحفظك احفظ ال تجده تجاهك ‪ ،‬إذا سألت فاسأل ال ‪ ،‬وإذا‬ ‫استعنت فاستعن‬ ‫بال ‪ ،‬واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوحنك بشيء لم ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك وإن اجتمعوا على‬ ‫أن يضروك بشيء لم يضروك إل بشيء قد كتبه ال عليك رفعت القلم وجفت الصحف (‪.‬‬ ‫وقال المام الرفاعي رضي ال عنه في محل آخر من البرهان ما لفظه أي سادة إذا استعنتم بعباد ال وأوليائه فل‬ ‫تشهدوا المعوحنة والغاثة منهم فإن ذلك شرك ‪ ،‬ولكن اطلبوا الحوائج بمحبته لهم ) رب أشعث أغبر ذي طمرين‬ ‫مدفوع في البواب لو أقسم على ال لبره ( صرفهم ال في الكوان ‪ ،‬وقلب لهم العيان ‪ .‬وجعلهم يقولون بإذحنه‬ ‫للشئ كن فيكون ‪ .‬عيسى عليه السلم خلق طير ًا من الطين بإذن ال ‪ ،‬أحيى الموتى بإذن ال ‪ .‬حنبينا وحبيبنا سيد‬ ‫سادات الحنبياء محمد عليه أفضل الصلة والسلم حن الجذع إليه وسلمت الجمادات عليه وجمع ال به ما تفرق في‬ ‫الحنبياء والمرسلين من المعجزات ‪ ،‬وجرت أسرار معجزاته في أولياء أمته فهي للولياء كرامات تمر‪ .‬وله عليه‬ ‫الصلة والسلم معجزة تستمر‪ ،‬أي ولدي أي أخي إذا قلت اللهم إحني أسألك برحمتك فكأحنك قلت أسألك بولية‬ ‫عبدك الشيخ منصور وغيره من الولياء لن الولية اختصاص يختص برحمته من يشاء‪.‬‬ ‫فإذ ًا إياك وإعطاء قدرة الراحم إلى المرحوم ‪ ،‬فإن الفعل والقوة والحول‬ ‫له سبحاحنه والوسيلة رحمته التي اختص بها عبده الولي فتقرب برحمته ومحبته وعنايته التي اختص بها خواص‬ ‫عباده إليه عند حاجتك ووحده في كل فعل فهو غيور ‪ .‬احنتهى كلمه الشريف‪.‬‬ ‫ومنه تفهم أن مشرب السادة الرفاعية عدم إهمال الثار ولكنهم يردون قدرة الثار إلى واهبها المؤثر الحقيقي‪،‬‬

‫وبهذا يستكملون الدب مع الحنبياء والولياء والصديقين والصالحين ‪ ،‬ويعرفون حتى استيداع السرار الكلية‬ ‫والجزئية في الذرات الكياحنية أدب ًا مع المودع المقبض الحق الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وركب الحنسان في‬ ‫أي صورة ما شاء وبإعطائه الشياء خلقها أقام فيها ساّرا هداها إليه يفهم ذلك من قوله صلى ال عليه وسلم‬ ‫ل ميسر لما خلق له (‪.‬‬ ‫) اعملوا فك ٌ‬ ‫والعبد بين فعل لُيجرى عليه اضطراري وفعل يجري منه اختياري‪ .‬فما اختاره بإرادته الجزئية يسأل عنه وما لم‬ ‫يختره من الفعال الضطرارية كالنوم والغشاء وما يحدث فيهما من قول وعمل وأشباه ذلك فإحنه ل يسأل عنه‬ ‫ومثله الحب وعكسه والخطرات ‪.‬‬ ‫وفي حنص قوله عليه الصلة والسلم ) اللهم إن هذا ما أملك بلغ ( ففي هذا إقامة الحجة الباهرة على المرين‬ ‫الختيار والضطرار ‪ ،‬وقد‬ ‫قام في الجسم سلطان للنفس وفيها قال تعالى ) ( ) وما أبرئ حنفسي إن النفس لمارة بالسوء ( وقام تجاهه سلطان‬ ‫للروح وهي تجذب القالب على المطالب الشريفة قال تعالى ) ( ) ويسألوحنك عن الروح قل الروح من أمر ربي (‬ ‫ولما كاحنت منشقة من المر ل تكون مخالفة له البتة ‪.‬‬ ‫والحاكم بين النفس والروح والعقل فإن شملته الهداية وحفته عصمة الحفظ برحمته تعالى من الزلل بمضمون قوله‬ ‫تعالى ) ( ) إل ما رحم ربي ( قاد صاحبه إلى الخير والبر وإن ترك والعياذ بال ترك سخط ‪ ،‬ووكل الرجل إلى‬ ‫حنفسه زل بحكم عقله فاحنطبق مع النفس وصار لها آلة للسوء والقبح ‪.‬‬ ‫ومن هذه الجمل يعرف اللبيب أن العبد مختار في ما يمكن له فعله ويصح له إجراؤه ‪ ،‬وقد يرى كل منا قدرة في‬ ‫حنفسه على القيام والقعود والكلم والضحك ورفع اليد ووضعها واستعمال النفس في غاياتها ومنعها ‪ ،‬ويعلم العاقل‬ ‫أيض ًا أن العبد مجبور في ما ل يمكن له فعله ول تبلغه قوته فهو في كل فعل اختياري مثاب أو معاقب أو معاتب ‪،‬‬ ‫وفي كل فعل اضطراري غير مسؤول وبهذا قامت الدلة النقلية والعقلية‪.‬‬ ‫ولهذا بعث الرسل والحنبياء الكرام عليهم الصلة والسلم وقام عنهم حنوابهم الماجد الصديقون والعارفون والعلماء‬ ‫العاملون‪ .‬وقد صح في الحديث الشريف ) إن ال يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه المة أمر دينها (‬ ‫وقال عليه الصلة والسلم ) بعثت لتمم مكارم الخلق ( وقال تعالى) ( ) فمن يعمل مثقال ذرة خير ًا يره ومن‬ ‫يعمل مثقال ذرة شر ًا يره ( فهل البعثة كاحنت إل لتكميل مكارم الخلق التي يمكن للنبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫إتمامها ويمكن للمة العمل بها ؟ وهل ذلك إل الختيار ‪ ،‬وهل المجدد إل القائم بالنيابة عن النبي في المة بما جاء‬ ‫به ؟ فهل يكلف للتجديد إل بعد تحقق المكان وهو إضافة العمل للعامل إل القول باختياره ؟ ولكن هو اختيار‬ ‫محدود بالرادة الجزئية مقصورة القدرة بالرادة الكلية ‪ ،‬يؤيد ذلك قوله صلى ال عليه وسلم ) اعملوا فكل ميسر‬ ‫لما خلق له ( فقوله اعملوا بما هو في بحبوحة اختياركم وفوق ذلك الختيار ما يسرتم له ‪ .‬ويوضح سر ذلك قوله‬ ‫سبحاحنه وتعالى) ( ) إياك حنعبد ( أي بإرادتنا الجزئية ) ( ” وإياك حنستعين” أي على العمل بإرادتك الكلية وذلك لن‬ ‫ال سبحاحنه وتعالى قال ) ( “واعلموا أن ال‬ ‫يحول بين المرء وقلبه ( فالقلب لكوحنه مهبط شروق العقل يبرز منه التدبير وينصرف بكله إلى فعل شيء ‪،‬‬ ‫فيعارضه فيه سلطان اللوهية فيحول بين المرء والقلب فل ينقاد المرء لما برز من خزاحنة القلب يشارقة العقل من‬ ‫التدبير وتنحط عزيمته عن العمل ومعارضة سلطان اللوهية للتدبيرات العقلية‪.‬‬ ‫والعزائم القلبية ل تكون إل عن حكمة منصوصة في مبرمة مخصوصة فحينئذ يبرز من ركن العلم بارز الرادة‬ ‫فيتنزل إلى حظيرة المر من معنى قوله تعالى ) وإذا أردحنا أن حنهلك قرية أمرحنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها‬ ‫القول فدمرحناها تدمير ًا ( ) ( فيقضي المبرم والحكم ل وفي مقام البرام فل كلم فإن هناك كلمة الجبار قائمة‬ ‫وفي المقام الثاحني فقوله تعالى ) والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا( ) ( فقد أطلق لفظ المجاهدة بل قيد وفوضه‬ ‫لرادة العبد فليتدبر‪.‬‬ ‫قال شيخنا المام السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه وعنا به ) العالم‬ ‫العارف ل يرى حنفسه مجبور ًا ول مستبد ًا ‪ ،‬ل شهود الجبر يقعده عن المقاصد ول شهود الستبداد يقيمه‬ ‫إلى التجري على المفاسد ( فمن تدبر ما طواه شيخنا رضي ال عنه في هذه الجملة من رقيق الحقائق وقف عندها‬ ‫فأمن بإذن ال من المزالق ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( اليمان بالقدر خيره وشره من ال تعالى ‪ ،‬غير أن السادة الرفاعية أرباب المعارف الوفيرة‬ ‫والهمم العلية ‪ ،‬قدس ال أسرارهم وأرواحهم ‪ ،‬بينوا في هذا المقام طريق ًا تقطر الحكمة منه ول يعدل المتشرع‬ ‫العاقل عنه‪ .‬قال شيخنا المام السيد بهاء الدين مهدي آل خزام الرفاعي الشهير بالرواس رضي ال عنه وعنا به ‪:‬‬ ‫القدلُر س ٌر من أسرار القديم ل يصل إلى كنهه عقل الحادث ولذلك زلق بعض المتفلسفة فأحنكروا القدر وقال‬

‫شاعرهم ‪:‬‬ ‫ع لفرصته حتى إذا فات أم ٌر عاتب القمُهَدرا‬ ‫وعاجلُز الرأي ْمِمضيا ٌ‬ ‫والحال أن الحكمة الحقة والمعرفة الصحيحة تقضي طبع ًا باليمان بالقدر كل اليمان ‪ ،‬واليمان ل يتضمن ضياع‬ ‫الفرصة كما فهم قائلهم بل اليمان بالقدر يلزم بإغتنام الفرصة كل الغتنام ‪ ،‬لعل سر القدر يسعف وتأتي الفرصة‬ ‫بالمطلوب مع اعتقاد الفعل في الكل للقدير القاهر الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ‪ ،‬وكم من فرصة أحنتجت‬ ‫أعظم غصة والحكيم المحمدي العاقل العالم العارف يقف بين القدر والعقل ل يهمل القدر فيضل ول يهمل العقل‬ ‫فيزل يأخذ بالتدبير ويستكشف به سر التقدير فإن‬ ‫ل التدبيمُهَر كل العمال واستعمله في رقائق العمال وان ظهر له ذلك‬ ‫احنبلج له حنور ذلك السر مشرق ًا معين ًا ‪ ،‬أعمُهَم مُهَ‬ ‫السر من سجف القدر معارضا لما هو يتطلبه فيكون مع القدر فإن معارضة القدار من جواذب الكدار وأقول ‪:‬‬ ‫عرى القداْمِر بالقداْمِر‬ ‫ت لُ‬ ‫ح ّل ا ْ‬ ‫وإذا المور تقاربت لواحنها لُ‬ ‫ومن هذا تفهم أيها الولد الصالح والوارث الفالح إن شاء ال ‪ ،‬أن أسرار القدر ل ّما كاحنت فوق مدارك العقل فل‬ ‫صر ل يزعم القدرة في‬ ‫يبسط الحكيم المحمدي يديه ويمد رجليه ويزعم التسليم بإهمال التدبير وإذا د ّبر وط ّول وق ّ‬ ‫النتيجة بل يسعي ويرد الفعل للفعال المطلق الذي له الخلق والمر وهو بعد السعي والتدبير على كل شيء قدير‬ ‫واليه المصير ‪.‬‬ ‫وقد قرأ المير الكرار كرم ال وجهه ) وأن ليس للحنسان إل ما سعى ( ) ( و (ل ) اللوهية وقرأها أيض ًا كما‬ ‫قرأها الجمهور بلفظ إل وقال بالحكمين وأوضح السرين والمرين ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪ .‬احنتهى‬ ‫كلم شيخنا رضي ال عنه ‪.‬‬ ‫) قلت ( وهذا معنى قول النبي صلى ال عليه وسلم للعرابي الذي أراد أن يفلت حناقته ويتوكل ما حنصه ” إعقلها‬ ‫وتوكل” ‪.‬‬ ‫وقد قال شيخنا الكبر المام السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي ال عنه وعنا به في النظام الخاص) ( ” ل تقل‬ ‫قدره أوقفني عن السير إليه ‪ ،‬هذا من بطالتك من كسل عزمك وفتور عزيمتك ‪ ،‬اجعل القضاء والقدر صف ًا وابعث‬ ‫معهما قلبك ويقينك واعتقادك ‪ ،‬واجعل العقل والتدبير صف ًا وابعث معهما رأيك وحزمك وأملك بربك واعتمادك ‪،‬‬ ‫وأقم بين الصفين حرب العمل وكن أحنت في صف العقل والتدبير المؤيد بحسن الظن بال وبصدق العتماد عليه‬ ‫سبحاحنه فإذا احنكشف غبار تلك الحرب عن غلبة لك في أمرك فقد أثمر غصن أملك بربك وحسن ظنك به وصدق‬ ‫اعتمادك عليه ففزت بمطلوبك وإن احنكشف الغبار عن المغلوبية لك في شأحنك ‪ ،‬فقد احنكشف لك غطاء القدر واحنت‬ ‫حيئنذ معذور وسعيك مشكور ‪ ،‬وعملك عند ال تعالى وخاصة عباده مبرور ” احنتهى كلمه العالي رضوان ال‬ ‫عليه وهو لباب الشرع ومفاد النصوص وسر الحكمة الباهرة التي ل محيد للمؤمن عنها ول بد للعاقل منها‬ ‫والسلم ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( التفكر في مصنوعات ال تعالى وآلئه سبحاحنه والكف عن التفكر في الذات والخوض في‬ ‫الصفات فذلك مزلقة‬

‫والعياذ بال ‪ .‬وقد لُأمرحنا بنص الكتاب أن حنتفكر في خلق السموات والرض والجبال والبل وأحنفسنا وغير ذلك‬ ‫ليتجلى للفكر سر عظمة الصاحنع وقد تكلم المام الكبر والغوث العظم الشهر مقبل يد جده النبي الزهر الطهر‬ ‫أعني سيدحنا وإمامنا السيد أحمد الكبير الحسيني الرفاعي رضي ال عنه وعنا به في مجالسه الشريفة على أسرار‬ ‫المصنوعات ليلزم السالك والواصل والمفضول والفاضل بالتفكر في آلء ال وقد أتى بالعجب العجاب في هذا‬ ‫الباب ومن ذلك قوله دام منهمر ًا فضله ‪.‬‬ ‫معاشر الخوان أول ما يلزم لرياضة عقولكم أن تفكروا بآلئه تعالت قدرته كيف لف هذه الرض وبسطها‬ ‫فأحسنها تصوير ًا وأدار عليها شراع السماء فق ّدرها تقدير ًا ‪ ،‬وك ّور ضمنها كوكب الشمس فأشبعها تكوير ًا ‪ ،‬وحنشر‬ ‫في مطوي العالم العلى هذه الكواكب طبقة محلقة وغير محلقة ‪ ،‬بعض تلك الكواكب من دحنياكم أكبر وبعضها من‬ ‫بعضها أزيد عظما وأحنوار ذوائبها ملتفة الشعة منعقدة على حبال الصطدام الثابت وأدوارها ملفوفة على مقاعد‬ ‫أبراجها فبعضها معلق وبعضها ثابت وراء حجاب كل واحد منها حجب قائمة برفارف الغيوب قصرت عن‬ ‫الوصول لغايتها البصار فأحنكرتها العقول ودون كل جسم منها أجسام استصغرها الطرف وهي أعظم من الدحنيا‬ ‫بالعرض والطول ‪.‬‬ ‫قامت بالعمد على فلك الريح الساكن ووقفت مع احنجذاباتها الطبيعية فكاحنت لنفسها كالماكن خيام مبنية على‬

‫كواكب ضوئية تسبح في أفلكها يسير ل يقطع الطريق سقوط ًا وتقوم في مدارجها فل ترفع شراع الطي هبوط ًا‬ ‫ولها عوالم لها ملزمة وبها قائمة لو اطلعتم عليها لوليتم منهم فرار ًا وللُملئتم منهم رعبا ‪.‬‬ ‫قلت وقد أطال المام الرفاعي رضي ال عنه في هذه المقالة وأوضح وأفصح وأتى بما يداوي العليل ويشفى‬ ‫الغليل وقد كشف غوامض أسرار وحقائق آثار لم يكشف شراعها غيره من أولياء المة المستغاث بهم في‬ ‫المهمة ‪ ،‬وهذا مما يدل كل لبيب على علو منزلته ورفيع مرتبته وسعة علمه وعرفاحنه وتقدمه في هذه المقامات‬ ‫الشامخة على أكفائه وأقراحنه ‪ .‬وقد أخرج ابن جرير وابن منذر عن ابن مسعود وجماعة من الصحابة رضي ال‬ ‫عنهم أجمعين قالوا ” إن ال تعالى خلق في كل سماء خلقها من الملئكة والخلق الذي فيها من البحار والجبال‬ ‫والبرد مال يعلم ثم زين سماء الدحنيا بكواكب فجعلها زينة وحفظها من الشياطين ” ) ( وعن ابن عمر رضي ال‬ ‫عنهما قال ) جبال السماء أكثر من جبال الرض ( وأخرج الجلل السيوطي في كتاب الهيئة على طريق السنة‬ ‫عن ابن أبي حاتم عن‬ ‫جبير بن مطعم أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪ ” :‬إن سموات ال على أرضه هكذا وقال بأصبعه مثل القبة (‬ ‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله تعالى ” والسماء وما بناها ” ) ( قال بناء السماء على الرض كهيئة‬ ‫القبة وأخرج أبو الشيخ عن إياس ) قال السماء مقبية على الرض مثل القبة ) وقال المام الدارمي في تفسير قوله‬ ‫تعالى “رفع السموات ” ) ( روى حماد بن سلمة عن إياس ) قال السماء مقبية على الرض مثل القبة ( احنتهى ما‬ ‫حنقله الدارمي ‪.‬‬ ‫وقال المام السمرقندي في تفسير قوله تعالى ) والسماء وما بناها ( أي سقف ًا قال ابن عباس رضي ال عنهما في‬ ‫رواية الكلبي )كل سماء مطبقة على الخرى مثل القبة وسماء الدحنيا ملتزقة على الرض أطرافها ( ‪.‬‬ ‫وقلت وهذا دليل على التصاق العالمين ببعضهما ‪ .‬وهذا قول سيدحنا المام الرفاعي رضي ال عنه وعنا به فإحنه‬ ‫صرح بالتصاق العالمين ويكون العالم العلوي كالقبة غير أن تعريفه العالي يفيد أن القبة السماوية كروية والرض‬ ‫بيضوية الشكل أخذا من قوله تعالى ” والرض بعد ذلك دحاها ” ) ( واسم البيضة دحية فليتدبر ‪.‬‬ ‫وقد قال رضي ال عنه تدور الرض وحركتها بحركة العالم العلى ‪ ،‬واستدل لذلك بآيات كريمة صريحة المفاد‬ ‫ل كل ما لُأمر‬ ‫وكل ذلك دليل على عظم قدرة الصاحنع ‪ ،‬فإذا تم التفكر للسالك وقف مع الدب الشامل خاشع ًا ل ممتث ً‬ ‫به بواسطة رسوله العظم صلى ال عليه وس ّلم وخاف مقامه سبحاحنه وصار حينئ ٍذ مظهر ًا لقوله تعالى ” وأما من‬ ‫خاف مقام ربه وحنهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى” ) ( وقد قال شيخنا غوث المة خلف الئمة سلطان‬ ‫الولياء السيد أحمد الرفاعي الحسيني رضي ال عنه ‪.‬‬ ‫) أي سادة الفكر أول أعمال النبي صلى ال عليه وسلم كان قبل فرضية المفروضات عبادته التفكر في آلء ال‬ ‫ومصنوعاته حتى كلف ما كلف عليه صلوات ال وسلمه فعليكم بالتفكر في آلء ال وأخذ العبرة من الفكرة فإن‬ ‫الفكرة إذا خلت من العبرة بقيت وسواس ًا وخيال وإذا احنتجت العبرة بقيت واعظ ًا وحكمة ‪ ،‬احكموا العمال ل‬ ‫بالتفكر على أصل صحيح واحكموا الخلق بعد العمال على طريق مليح وزينوا كل ذلك بالنية ( احنتهى كلمه‬ ‫العالي ‪.‬‬ ‫ومنه لُيفهم السر بالمقصود من التفكر ‪ ،‬وقال شيخنا القطب الغوث‬

‫الجامع السيد محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه‪ .‬ل يفيدك النظر بل عبرة ول العبرة بل علم‬ ‫ول العلم بل عقل ول العقل بل توفيق‪ .‬والتوفيق رفيق الدب والدب صاحب الذعان حنتيجة التواضع والتواضع‬ ‫أخو المروءة والمروءة من اليمان ‪.‬‬ ‫وفي بعض مكتوباته الشريفة رضي ال عنه ما حنصه ‪ :‬ل تفهم من معنى التوفيق ملءمة الدحنيا وكثرة طقطقة‬ ‫النعال حولك فإن ملءمة أمر الدحنيا يشترك فيه البر والفاجر والمؤمن والكافر والصادق والكاذب‪ ،‬والممكور‬ ‫والمقبول ‪ ،‬وكم طيرت طقطقة النعال خلف الرجال من رأي وكم أذهبت من دين وإحنما التوفيق ملءمتك ومن‬ ‫اتبعك ‪ .‬وقال بقولك للحق والصدق في القوال والفعال مع الزهد والوقوف عند الحد وذر الدموع ل على الخد ‪.‬‬ ‫وإن لم يكن المر إل دريهمات تكسب وأغراض تنهب ولقيمات تؤكل ومآرب تتحصل ‪ ،‬فما ذلك إل استدراج‬ ‫وقطيعة وصدمة من صدمات القدار ‪ ،‬وخط صريح مكتوب على جبهة رب تلك الخلل بأحنه من المندفعين إلى‬ ‫النار ‪ ،‬فليقم بذله قبل زلوق حنعله ‪ ،‬وليبك على حاله وليجتهد بإصلح أقواله وأفعاله ‪ ،‬معرض ًا عن ماله ومناله‬ ‫وعمه وخاله ‪ ،‬وهنالك لُيرجى له بالصلح النجاح وهذا طريق حي على الفلح وال ولي المتقين ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( ذكر ال سبحاحنه وتعالى مع الخوان بالجهر التام وحسن الحنتظام والدب الكامل حالة القعود‬

‫والقيام وقبض البصيرة والبصر عن النظر إلى الثار وقوف ًا مع جللة المذكور العظيم الرحمن الرحيم ‪ .‬والذكر‬ ‫منفرد ًا خفية بحيث ل يطلع على سر العبد السالك الذاكر غير ربه أحد ‪ ،‬وهذا هو تعليم النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫لصحابه المتأدبين بآدابه ‪.‬‬ ‫وعلى هذا فقد أحكم الطريقة الرفاعية شيخها إمام الولياء وسلطاحنهم وقائد أزمة العارفين وبرهاحنهم مولحنا السيد‬ ‫أحمد الرفاعي رضي ال عنه وعنا به وقد زل جماعة من المتفقهة الذين يزعمون العلم وهم على طائفة من الجهل‬ ‫فخاضوا بالقوم أهل الذكر فحرموا بواهمة زورهم أذكارهم وخدشوا بغيهم مقدارهم حسد ًا من عند أحنفسهم ورمُهَووا‬ ‫الحاديث الموضوعة والخبار المكذوبة يريدون بذلك شفاء غيظهم وتبردة حنار حقدهم وتسكين ثورة جهلهم‬ ‫والحق وراء كل بهتاحنهم وبعد غاية بعد دجلهم وخدائع شيطاحنهم وسنذكر ما فيه بلغ إن شاء ال إرشاد ًا للمحبين‬ ‫وتذكرة للمؤمنين وإيقاظ ًا للغافلين وردع ًا للمجترئين من الكاذبين ‪ ،‬وأن ال ل يهدي كيد الخائنين ول يصلح عمل‬ ‫المفسدين وهو الذي حنزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ‪.‬‬ ‫قال في التنبيه ) ( ” اعلم أن ذكر ال تعالى أفضل العبادات ” لن ال تعالى جعل لسائر العبادات مقدار ًا وأوقات ًا‬ ‫أي كالصلوات الخمس وعدد الركعات وكالزكاة والصوم وقال تعالى ” واذكروا ال ذكر ًا كثير ًا ” ) ( يعني اذكروا‬ ‫ال في جميع الحوال وقال تعالى ” ولذكر ال أكبر ” ) ( وفيه خمس خصال محمودة ‪ :‬أولها أن فيه رضاء ال ‪.‬‬ ‫والثاحني أن فيه حرز ًا من الشيطان ‪ .‬والثالث أن فيه رقة القلب ‪ ،‬والرابع أحنه يزيد الحرص على الطاعة ‪ .‬والخامس‬ ‫أحنه يمنع من المعاصي ‪.‬‬ ‫وقال في تفسير الكاشاحني قال الفضيل بن عياض ” الذاكر حناعم وغاحنم وسالم حناعم بالذكر وغاحنم بالجر وسالم من‬ ‫الوزر ” وقال المام السيوطي رحمه ال وحنفع به في رسالته حنتيجة الفكر في الجهر بالذكر الرسالة التي أفتى فيها‬ ‫بجواز الجهر بالذكر والتحلق له ما حنصه ‪ :‬ذكر الحاديث الدالة على استحباب الجهر بالذكر تصريح ًا أو التزام ًا ‪.‬‬ ‫الحديث الول أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ” يقول ال‬ ‫تعالى أحنا عند ظن عبدي بي وأحنا معه إذا ذكرحني ‪ ،‬فإن ذكرحني في حنفسه‬ ‫ذكرته في حنفسي وإن ذكرحني في مل ذكرته في مل خير منه “‪ .‬والذكر في المل ل يكون إل عن جهر ) قلت (‬ ‫وذكر الجلل السيوطي للستدلل خمسا وعشرين حديث ًا كلها تفيد حسن الجهر بالذكر إما تصريح ًا أو التزام ًا‬ ‫وتدل على استحبابه منها ما ذكره عن المامين مسلم والترمذي أن النبي صلى ال عليه وسلم خرج على حلقة من‬ ‫أصحابه فقال ” ما يجلسكم قالوا جلسنا حنذكر ال وحنحمده فقال إحنما أتاحني جبريل فأخبرحني أن ال يباهي بكم الملئكة‬ ‫” ومنها ما رواه عن البيهقي أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ” أكثروا ذكر ال حتى يقول المنافقون أحنكم مراؤن‬ ‫” ) قلت ( والحديث مرسل وأراد بإيراده والذي قبله بيان أن ذلك ل لُيقال إل عند الجهر ل في السر ‪ ،‬ومن‬ ‫الحاديث المذكورة الشريفة المباركة ما أخرجه البيهقي عن زيد بن أسلم قال ‪ :‬قال ابن الذرع احنطلقت مع النبي‬ ‫صلى ال عليه وسلم ليلة ‪ ،‬فمر برجل في المسجد يرفع صوته بالذكر قلت يا رسول ال عسى أن يكون هذا مرائي ًا‬ ‫ل كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل لو أن هذا‬ ‫قال ‪ :‬ل ولكنه أ ّواه ” وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد ال أن رج ً‬ ‫خفض من صوته فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ” دعه فإحنه أ ّواه ” وأخرج المروزي في كتاب العيدين عن‬ ‫عبيد بن عمير قال ‪ ” :‬كان عمر رضي ال عنه يكبر في قبته فيكبر أهل‬ ‫المسجد فيكبر أهل السوق حتى ترتج مني تكبير ًا ” ثم قال السيوطي ومعارضه مجموع هذه الحاديث بحديث “‬ ‫خير الذكر الخفي” فهو حنظير معارضة أحاديث الجهر بالقرآن فإن قلت قد قال تعالى ” واذكر ربك في حنفسك‬ ‫تضرع ًا وخيفة ودون الجهر من القول”) ( ) قلت ( الجواب عن هذه الية من ثلثة أوجه ) الول ( أحنها مكية كآية‬ ‫السراء” ول تجهر بصلتك ول تخافت بها ” ) ( وقد حنزلت حين كان النبي صلى ال عليه وسلم يجهر بالقرآن‬ ‫فيسمعه المشركون فيسبون القرآن ومن أحنزله فأمر بالترك سد ًا للذريعة أشار إلى ذلك ابن كثير في تفسيره ) الثاحني‬ ‫( أن جماعة من المفسرين منهم عبدالرحمن بن زيد بن أسلم شيخ مالك وابن جرير حملوا الية على الذاكر حال‬ ‫قراءة القرآن وأحنه أمر له بالذكر على هذه الصفة تعظيم ًا للقرآن أن ترفع عنده الصوات ) والثالث ( ما ذكره‬ ‫السادة الصوفية أن المر في الية خاص بالنبي الكامل المكمل وأما غيره ممن هو محل الوساوس والخواطر‬ ‫الردية فمأمور بالجهر لحنه أشد تأثير ًا في دفعها ) قلت ( وأحسن ما يقال في هذه الحاديث واليات المتعارضة ما‬ ‫أمر به القطب العظم شيخنا المام السيد أحمد‬ ‫الرفاعي رضي ال عنه لتباعه وخدام طريقته ‪ ،‬وهو الجهار مع الجمع بالذكر والسرار به حين يكون الرجل‬ ‫منفرد ًا ‪ ،‬وقد كان الناس في عهد الفاروق العظم سيدحنا عمر رضي ال عنه يذكرون ال عند غروب الشمس‬ ‫ويرفعون أصواتهم بالذكر ‪ ،‬فإذا خفيت أرسل إليهم عمر رضي ال عنه أن ثوروا الذكر وفي رواية حنوروا الذكر‬ ‫أي ارفعوا أصواتكم ‪.‬‬

‫وقد قال المام النووي طاب ثراه ” إن الذاكرين إذا كاحنوا مجتمعين على الذكر فالولى في حقهم رفع الصوت‬ ‫بالذكر والقوة وأما إذا كان الذاكر وحده فإن كان من الخواص فالخفاء في حقه أولى وإن كان من العوام فالجهر‬ ‫في حقه أفضل ” وقال المام السيوطي ” الجهر أفضل من غيره لن العمل فيه أكثر ‪ ،‬ولن فائدته تتعدى إلى‬ ‫السامعين ‪ ،‬ولحنه يوقظ قلب السامع ويجمع همة الفكر ويصرف سمع السامعين إليه ‪ ،‬ويطرد النوم ويزيد في‬ ‫النشاط ” قال شيخنا المام السيد محمد مهدي رضي ال عنه ” وأما من قال بأن رفع الصوت بالذكر بدعة فقد‬ ‫أخطأ ولم يصب ففي الصحيح من حديث ابن مسعود وغيره أن رفع الصوت كان على عهد رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم حين ينصرف الناس من المكتوبة ” وهذا ظاهر في مشروعية الجهر بالذكر في المسجد العظم المعد‬ ‫لقامة الصلة وقد سئل شيخ السلم المام الهمام الشيخ سراج الدين عمر البلقيني‬ ‫قدس ال روحه عن جماعة صوفية يجتمعون في مجلس الذكر والتذكير ثم إن بعضهم يقوم ذاكر ًا هائم ًا لوارد‬ ‫يحصل له ‪ ،‬فهل يلم على ذلك مختار ًا كان أو غير مختار أو ينكر عليه أم يذم أم ل أفيدوا الجواب ؟ أثبتم الجنة‬ ‫فأجاب الشيخ قائل ” ل إحنكار عليه في ذلك وليس لماحنع أن يمنعه ويلزم المتعدي بذلك التعزير وال أعلم ” وأفتى‬ ‫بمثل ذلك العلمة صاحب السيرة الشامية والمام برهان الدين الحلبي الحمدي صاحب السيرة الحلبية والشيخ‬ ‫الجليل حسين بن علي الطوري الحنفي والشيخ الفاضل العالم العامل عثمان الفتوحي الحنبلي والشيخ الكبير ولي‬ ‫ال النبتيتي الحنفي والعلمة الفهامة الشيخ إبراهيم بن أبي شريف الشافعي وسبقهم جمع من الكابر وحناهيك منهم‬ ‫بسلطان العلماء العز بن عبد السلم قدس ال سره وروحه فإحنه أفتى بذلك وحضر بنفسه مجالس الذكر ورقص‬ ‫فيها متواجد ًا وقال بذلك أئمة المة وللمام الحافظ ابن حجر العسقلحني طاب ثراه فتوى طويلة جمعت حنصوص ًا‬ ‫جليلة أفادت اللزم بهذا الباب ‪ ،‬وأتت من الجواب بفصل الخطاب ‪ ،‬وحنصت على جواز الذكر بالجهر واستحبابه‬ ‫قيام ًا وقعود ًا ‪ .‬وعلى كل حال كان ذلك مؤيد ًا باليات وتفسيرها والحاديث وتقريرها وحنصوص السلف وإجماع‬ ‫الخلف ‪ ،‬ول يقول بالمخالفة إل المكابر أو الذي لم لُيحسب في صف الكابر‬ ‫أهل الباطن والظاهر ‪ .‬وقد أفتى بتعزير المنكر على القوم أذكارهم وتحلقهم وتواجدهم أمة من أكابر الحنفية‬ ‫والشافعية والمالكية والحنابلة وكلهم أقوالهم راجحة وأدلتهم واضحة ‪ ،‬ولشيخنا السيد بهاء الدين محمد مهدي آل‬ ‫خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه بهذا المقصد الشريف في كتابه ” طي السجل ” ) ( ما يثلج قلوب المحبين‬ ‫ويشفي صدور قو ٍم مؤمنين وقد أفردت هذا البحث بكتاب لي سميته ) رياضة السماع في أحكام الذكر والسماع (‬ ‫وهو في اليدي مطبوع متداول فليطالع والعون بال وخلصة ما يقصد من البحث أن الذكر بالجهر مع الجماعة‬ ‫أفضل من السرار ‪ ،‬وعلى الحنفراد الخفاء أفضل من الجهار عند الجمهور وكذا كان تعليم المصطفى صلى ال‬ ‫عليه وسلم لصحابه وآله ‪ ،‬وعلى هذا درجوا رضوان ال عليهم أجمعين ورحم ال القائل ‪:‬‬ ‫ج ول التمايل أن أخلصت من با ْمِ‬ ‫س‬ ‫ما في التواجد إن حققت من حر ٍ‬ ‫ل وحق لمن دعاه موله أن يسعى على الراسْمِ‬ ‫قد قمت تسعى على ْمِرج ٍ‬ ‫وقد أخرج الصبهاحني في الترغيب عن أبي رزين العقيلي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ) أل أدلك على‬ ‫ملك المر الذي تصيب به خير الدحنيا والخرة قال بلى قال عليك بمجالس الذكر وإذا خلوت فحرك‬ ‫لساحنك بذكر ال( ) قلت ( وهذه هي الطريقة العلية الرفاعية التي سنها شيخ الرجال أبو العلمين رضي ال عنه‬ ‫وعنا به والحمد ل رب العالمين ‪.‬‬ ‫ل بقول‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( عدم التلبس بثوب شهرة ولبس كل ما أباحه الشرع من دون تقيد بزي مخصوص عم ً‬ ‫النبي صلى ال عليه وسلم ) إن ال يحب كل مبتذل ل يبالي ما لبس ( ولم يقيد صاحب الطريقة سيدحنا المام‬ ‫الرفاعي رضي ال عنه أتباعه بزي سوى بالعمامة السوداء وهي خرقته الشريفة تحقق ًا بسنة جده صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ ،‬ولم يثبت خرقة لولي كثبوت العلمة السوداء للمام الرفاعي أعني ثبوتها في السنة فقد جاء في الخبار‬ ‫الراجحة والحاديث الصحيحة ) أن النبي صلى ال عليه وسلم اعتم بالعمامة السوداء وكان كثير ًا ما يعتم بها (‬ ‫وعمم بها سيدحنا علي ًا بن أبي طالب كرم ال وجهه وغيره من الصحابة الكرام ‪ .‬وقال صلى ال عليه وسلم ) هكذا‬ ‫فاعتموا ( ودخل مكة يوم الفتح وقد اعتم عليه الصلة والسلم ) بعمامة سوداء ( وحنزل عليه جبريل عليه السلم )‬ ‫وعليه عمامة سوداء ( والحاديث الصحاح بهذا طافحة ل يمكن جحودها موثوقة الساحنيد باتفاق المحدثين وهذه‬ ‫طر ال مرقده وحن ّور ضريحه بالبياض وهو سنة‬ ‫خرقة مولحنا السيد أحمد الرفاعي رضي ال عنه وقد كان يعتم ع ّ‬ ‫أيض ًا ‪ ،‬ولم ينفك سيدحنا المام الرفاعي في أعماله وأحواله وأقواله عن السنة السنية والمناهج‬ ‫المباركة المحمدية مقدار شعرة ‪.‬‬ ‫شيخي الرفاعي أعلى ال مظهره مؤي ٌد بالهدى من حضرة ا ْمِ‬ ‫ل‬ ‫ل با ْمِ‬ ‫ل‬ ‫ن ا ْمِ‬ ‫سيِّنته فقام ينصر دي مُهَ‬ ‫ل بالهادي و لُ‬ ‫أعُّزه ا لُ‬ ‫ل باللــْمِه‬ ‫ل أعماله ْمِ‬ ‫وحناب عن جيِّده في كل ما ْكلُرم ٍة فك يِّ‬

‫ل بسنة النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وأخذ ًا بما كان عليه‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( المبايعة في طريق الحق عم ً‬ ‫صلوات ال وتسليماته عليه ‪ .‬قال ال تعالى ” إن الذين يبايعوحنك إحنما يبايعون ال يد ال فوق أيديهم فمن حنكث فإحنما‬ ‫ينكث على حنفسه ومن أوفى بما عاهد عليه ال فسيؤتيه أجر ًا عظيما ” ) ( وفي حديث سيدحنا عبادة بن الصامت‬ ‫رضي ال عنه ) بايعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ‪،‬‬ ‫وحنقول الحق حيث كنا ول حنخاف في ال لومة لئم ( وقد أمر ال المة بالقيام بواجب العهد فقال سبحاحنه وتعالى “‬ ‫ل ” ) ( وقال جلت قدرته “‬ ‫وأوفوا بعهد ال إذا عاهدتم ول تنقضوا اليمان بعد توكيدها وقد جعلتم ال عليكم كفي ً‬ ‫إن العهد كان مسئول “) ( وفي معراج السالكين يروي عن جدحنا الخامس إمام الواصلين السيد حسين‬ ‫برهان الدين آل خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه سئل عن سر البيعة قال ما حنصه ‪ :‬البيعة حد من حدود‬ ‫الحق يقف عنده أهل الصدق الذين صدقوا ما بايعوا ال عليه وعاهدوا ال فخافوا سؤاله وعظموا جلله ‪ ،‬فتغلب‬ ‫على قلوبهم سلطان الهيبة وأخذهم عن علة حنفوسهم إلى حضرته العلية ‪ ،‬فاحنطمست قوابس أوهامهم بأشعة أحنوار‬ ‫ل وقفوا ذاكرين ال قائلين ) إن العهد كان مسئول ( اولئك الذين‬ ‫عظمته فإذا سول لهم الشيطان خروج ًا أو دخو ً‬ ‫قالوا ربنا ال ثم استقاموا ‪ ،‬واحنحجبت بصائرهم عن غيره فأبصروه بها وعن الغيار تعاموا وعلى طريق رضاه‬ ‫قعدوا وإلى داعيه قاموا ‪ ،‬وما البيعة إل بيع النفس وقطع علئقها والعنة ” إن ال اشترى من المؤمنين أحنفسهم‬ ‫وأموالهم بأن لهم الجنة ” ) ( فإن احنطبع المبايع على الصدق ودخل حضرة قوم تجردوا من علئق رطبهم‬ ‫ويابسهم فقد لوحظ من النبي صلى ال عليه وسلم بمعوحنة ” النبي أولى بالمؤمنين من أحنفسهم ” ) ( وعلى ذلك يقوم‬ ‫منار المر ويتم حنظام الخير وتصح الوصلة إلى ال ويأخذ القلب عن ال ويصير مظهر صفة من صفات ال ‪،‬‬ ‫يصل بال ويقطع بال ويتكلم عن ال ويستهدي بال ويسير‬ ‫إلى ال ولُيعان من ال ‪ .‬أجل ‪ ،‬قال ال لحبيب ال ” إن الذين يبايعوحنك إحنما يبايعون ال ” ) ( وإن بيعة المام المبين‬ ‫والصادق المين عليه الصلة والسلم حنافذة سارية باقية هي هي ‪ ،‬تتلقاها الحنفاس السليمة وتعقد عليها الكف‬ ‫الكريمة ‪ ،‬ل تبديل لكلمات ال وأهل ال حنواب رسول ال صلى ال عليه وسلم وبهذا سبقت إرادة ال ‪ .‬فن ّور بصدق‬ ‫البيعة مضموحنك واحنتشق حنسمة قوله تعالى ” لقد رضي ال عن المؤمنين إذ يبايعوحنك ” ) ( احنتهى كلمه المبارك‬ ‫وفيه بلغ ‪.‬‬ ‫خلُلق الحسن وفي‬ ‫سن ال لُ‬ ‫ح ا ْ‬ ‫خلُلق النبي صلى ال عليه وسلم على أن أحسن ال لُ‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( الهتمام بالتخلق ب لُ‬ ‫الخبر عن النبي الصادق البر عليه الصلة والسلم ) لُبعثت لتمم مكارم الخلق ( وهنا سر لطيف فإحنه لُيفهم من‬ ‫كلم الشارع العظم صلى ال عليه وسلم أن شيئ ًا من مكارم الخلق كان موجود ًا في المم قبل البعثة ‪ ،‬ولكن‬ ‫ل لُيرضي ال سبحاحنه وتعالى ‪ ،‬وبيان ذلك أن الكرم قد كان موجود ًا في العرب قبل البعثة ‪،‬‬ ‫ل كما ً‬ ‫كلها لم يكن كام ً‬ ‫غير أحنه كان مشوب ًا تارة بالرياء وحب السمعة والشهرة وتارة بطلب العزة للنفس والتفوق وتارة بعمل الب والجد‬ ‫وتارة بالمن والذى ‪ ،‬فأتى المصطفى صلى ال عليه وسلم فزين الكرم بالخلص وجعله خالص ًا لوجهه تعالى ل‬ ‫ل يرضي ال تعالى ‪ ،‬وقد كان في المم‬ ‫يريد به فاعله جزاء ول شكور ًا وقد كان قبل هذه النية حناقص ًا فكمل بها كما ً‬ ‫أيض ًا وعلى الخصوص في العرب النجدة والنخوة والشجاعة وصياحنة النزيل وحماية الدخيل ‪ ،‬وذلك إما للعصبية‬ ‫والجنسية وإما للسمعة والتعالي ‪ ،‬فجاء النبي صلى ال عليه وسلم فمحا غبار النجدة والنخوة والشجاعة التي هي‬ ‫للعصبية والجنسية ‪ ،‬وأمر أن تكون لوجه ال ولعلء كلمة ال وقال أرواحنا لجنابه العالي الفداء ) ليس منا من‬ ‫قاتل على العصبية لعن ال من قاتل على العصبية ( وقد زكى العمال كلها بالخلص واستودع هذا السر في‬ ‫القلوب فاستنارت بنور هدايته الكريمة وحسنت الخلق وحصل التوادد والتحابب الخالص بين المة ‪ ،‬وكملت‬ ‫الرأفة والرحمة وأشرق حنور البر وطهرت النيات ‪ ،‬وقام في المسلمين حب النفع للناس كلهم على اختلف طبقاتهم‬ ‫وتباين أجناسهم ومذاهبهم ومشاربهم ‪ ،‬يؤيد ذلك خبر ” خير الناس من ينفع الناس ” ) ( وأيضا ” الخلق كلهم‬ ‫عيال ال وأحب الخلق إلى ال أحنفعهم لعياله ” ) ( فترى المسلمين يريدون‬ ‫خلُلق الحسن المحمدي ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫ل بال لُ‬ ‫النفع الديني والدحنيوي لكل مخلوق ول يا ْعلُدون ول على الذرات والنباتات عم ً‬ ‫خلُلق الطاهر المنيف الذي تحقق به شيخنا غوث المة المستغاث به في المهمة علم ال‬ ‫المشرب الشريف وال لُ‬ ‫المنشور وسيف المدد اللهي المشهور إمام القوم الجليل المساعي مولحنا السيد أحمد الكبير الحسيني الرفاعي‬ ‫رضي ال عنه وعنا به ‪.‬‬ ‫روى الكازروحني البكري رضي ال عنه ) ( أن المام السيد أحمد رضي ال عنه وحنفعنا بعلومه ” كان ماشي ًا ومعه‬ ‫جحفل عظيم من خواص أتباعه في واسط فرآه يهودي من أغنياء اليهود وعلمائهم في الطريق فقال لجماعته الن‬ ‫سأمتحن السيد أحمد فإن أخذته النخوة النفسية تركته وإل فسأكون مسلم ًا من أتباعه ‪ ،‬فلما وصل السيد رضي ال‬ ‫عنه قال له الرجل يا سيدي أحنت أفضل أم هذا الكلب فقال له يا أخا اليهود إن عبرت الصراط سالم ًا أحنا أفضل منه‬

‫وإل فل ‪ ،‬فبكى اليهودي وأسلم في الحال وحسن إسلمه وحاله وصار من أتباع السيد وأسلم معه أهله وعياله‬ ‫والكثير من جماعته ‪ ،‬كان ذلك ببركة حسن خلق السيد رضي ال عنه وعنا به ” ‪.‬‬ ‫وقد تواتر حسن خلقه رضي ال عنه وافعمت به بطون الدفاتـر‬

‫وغصت به صحف طبقات الئمة الكابر وماذا عسى ان لُيقال بشأحنه وقد رأي الكثير من أهل ال رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم وهو يثني عليه وينسب محامد الخلق إليه ‪.‬‬ ‫وقد رأى الفقيه الولي الكبير الشيخ علي بن حنعيم الحنبلي البغدادي قدس ال روحه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫ض عنه والشريعة‬ ‫ض عنه وأحنا را ٍ‬ ‫فسأله عن السيد أحمد رضي ال عنه فقال له عليه الصلة والسلم ” ال را ٍ‬ ‫راضية عنه ” وقد قال رضي ال عنه التصوف كله خلق ‪ ،‬فمن زاد عليك بالخلق زاد عليك بالتصوف ‪.‬‬ ‫قال شيخنا المام السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي الشهير بالرواس رضي ال عنه‬ ‫) بويعت والحمد ل بحضرة رسول ال صلى ال عليه وسلم على التمسك بطريقة شيخنا ووسيلتنا إلى ال تعالى‬ ‫السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني ) رضي ال عنه ( والتخلق بأخلقه ‪ ،‬فإن طريقته طريقة المصطفى وأخلقه‬ ‫أخلق المصطفى صلى ال عليه وسلم ( احنتهى ‪.‬‬ ‫) قلت ( وكفى بهذا شرف ًا وفخر ًا وقد قال أعني المام الرفاعي )رضي ال عنه ( ” إحني جعلت كل موحد ل تعالى‬ ‫حل مني ‪ ،‬تقرب ًا لرسول ال عليه أكمل صلوات ال ‪ ،‬فإن العمال‬ ‫من أمة سيدحنا محمد صلى ال عليه وسلم في ْمِ‬ ‫س ّر بها إذا أرضته وإن العفو عن المسيء من أمته يرضيه ول‬ ‫تعرض عليه ي لُ‬ ‫شيء عندي أعز من رضاء رسول ال صلى ال عليه وسلم ” ‪.‬‬ ‫قال شيخنا ) رضي ال عنه ( وهذا فقه المحبين رضي ال عنهم احنتهى ‪.‬‬ ‫وقد أمرحنا النبي صلى ال عليه وسلم بحسن الخلق فقال ” خالقوا الناس بخلق حسن ” وسئل إمامنا شيخ مشايخ‬ ‫السلم السيد أحمد الرفاعي الحسيني ) رضي ال عنه ( وعنا به عن حسن الخلق فقـال‬ ‫” هو تعظيم أمر ال والشفقة على خلق ال والتمسك بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ” ‪.‬‬ ‫) قلت ( وفي هذه الجملة الوجيزة كل مكارم الخلق وال ولي المر ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( حماية القلب من الغفلة لن الغفلة سواد القلب ويحصل هذا بالتذكير وال تعالى قال ” إن في‬ ‫ذلك لذكرى لمن كان له قلب ” ) ( الية وقال تعالى ” وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ” ) ( وتذكير القلب يكون‬ ‫بملحظة الموت وقال المصطفى صلى ال عليه وسلم للفاروق العظم )رضي ال عنه( ” كفى بالموت واعظ ًا يا‬ ‫عمر ” وإذا تنبه القلب بهذا الوعظ قام بإعظام كل يوم ووقت وعمل وقول ‪ .‬أعظمة الشرع الشريف وأمر به احنقياد‬ ‫المر ل جلت قدرته وإيماحن ًا بما جاء به الرسول الصدق والنبي المحقق )صلى ال عليه وسلم( ‪ ،‬حينئذ ترى‬ ‫القلب المتنبه المنور بنور‬ ‫الموعظة اللهية يرد كل وقت وعمل وقول رده الشرع الشريف وقطعه اعتصاب ًا لمر ال وتعزز ًا به واتباع ًا‬ ‫محض ًا لجناب الحبيب العظم )صلى ال عليه وسلم(‪.‬‬ ‫قال شيخنا وإمامنا السيد أحمد الكبير الرفاعي الحسيني ) رضي ال عنه( وعنا به ” أي سادة احفظوا قلوبكم‬ ‫وأوقاتكم فإن أعز شيء على الموفق وقته وقلبه وكل حنفس من أحنفاس الفقير أعز من الكبريت الحمر ‪ ،‬فإياكم‬ ‫وضياع الوقت فإن الوقت سيف يقطع من قطعه ” احنتهى كلمه العالي وفيه بلغ وحسبنا ال وحنعم الوكيل ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( حفظ قدر النعمة لكل منعم قلت أو جلت ‪ ،‬وهنا تفصيل حسن فليتدبر المنعم الحقيقي المفيض‬ ‫لجميع النعم كليها وجزئيها خفيها وجليها ‪ ،‬إحنما هو ال سبحاحنه وتعالى ‪ ،‬فرؤية حنعمته بالشكر له جلت عظمته تلزم‬ ‫بالطاعة ل والخشية لجلله وعظمة قدرته والخوف منه ثم يعبد ال سبحاحنه ‪ ،‬فالمنعم المفيض بفيض ال تعالى‬ ‫وفضله ‪ ،‬حنور اليمان والبركة والعلم والهدى والعدل ومكارم الخلق وحسن الحال وشرائف العمال وصدق‬ ‫المقال وتزكية النفوس وطمأحنينة القلوب ‪ ،‬إحنما هو رسول ال )صلى ال عليه وسلم( ‪ ،‬فرؤية حنعمته بالشكر تقضي‬ ‫بصدق المحبة له عليه من ال أفضل الصلة والسلم ‪ ،‬وتلزم كل اللزام بصحيح المتابعة له في القوال والفعال‬ ‫والحوال ‪ ،‬وتحث على عدم حنسيان مظهره النوراحني‬ ‫وعلى عدم الغفلة عن حاضرة جنابه الكريم وعلى محبة آله الطاهرين وأصحابه المرضيين وتابعيهم وتابعي‬ ‫تابعيهم ‪ ،‬وو ّراثه من أهل القلوب العامرة والعلوم الظاهرة والمؤمنين أجمعين ‪ ،‬وتلزم أيض ًا بإرادة الخير‬

‫للمخلوقين كلهم تحقق ًا بأخلقه النبوية الشريفة العالية صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬ ‫وتأمر بمحبة الوالدين وبصلة الرحم وبالمودة لمن أوجب ال مودتهم ‪ ،‬وبحب الساتذة والمشايخ أهل الحق ‪ ،‬الذين‬ ‫طهر ال مناهجهم وإكرمهم بعرفان محمد قاموا به على حنور من ربهم ‪ ،‬وتوجب أن يشكر لهم حنعمهم المادية‬ ‫والمعنوية على طبقاتهم واختلف مراتب حنعمهم ومراتبهم وفي الخبر ” من لم يشكر الناس لم يشكر ال ” ) (‬ ‫وأحنشد بعضهم ‪:‬‬ ‫من بات يكفر إحسان الحنام فل تبصره إل ذميم الطور خ ّناسـا‬ ‫ل أو مُهَكلُثمُهَر الحسان محتر ٌم لم يشكر ال من لم يشكر الناسا‬ ‫ن ق َتَّ‬ ‫إ ا ْ‬ ‫وفي الثر عن المصطفى البر صلى ال عليه وسلم ” كفران النعمة كفر “) (‬ ‫قال شيخنا المام السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي الشهير بالرواس رضي ال عنه قال “‬ ‫أهل ال على رؤوس الشهاد‬ ‫من ابلُتلى بوصف كفران النعمة وإهمال قدر المعروف كثر أو قل ‪ ،‬فهو من أهل القطيعة ‪ ،‬وقالوا من لم يحفظ‬ ‫للعبد حقه لم يحفظ للمعبود حقه فإن الترقي إلى مرتبة حفظ حقوق المعبود سلمها حقوق العبيد ” احنتهى كلمه‬ ‫المبارك وهو في غاية الحسن أورده في كتاب” فصل الخطاب ” ) ( فاحنتفع بها أيها المحب وال ولي الهداية ومنه‬ ‫العناية ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( قراءة القرآن وطلب العلم لوجه الرحمن قال شيخنا شيخ مشايخ السلم مولحنا السيد أحمد‬ ‫الرفاعي رضي ال عنه وعنا به ” من احنقطع عن مجالسنا لجل قراءة القرآن العظيم أو لطلب العلم ‪ ،‬فهو مجاز‬ ‫س ّلم القرب وحنور الحقيقة “‪.‬‬ ‫فإن القرآن مأدبة الحق والعلم لُ‬ ‫قال شيخنا المام السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي )رضي ال عنه( ” هذه الحملة‬ ‫الحمدية فيها غاية الحث على قراءة القرآن وطلب العلم على أن مجالسه الشريفة ل تخلو من قراءة القرآن وبحث‬ ‫بعلم الشريعة أو علم الحقيقة الذي هو من لباب علم الشريعة ‪ ،‬وفي هذه الجملة من التعظيم لجاحنب الكتاب العزيز‬ ‫والعلم الشرعي ‪ ،‬ما فيه بلغ لن فقدان العلم والعلماء من أشراط الساعة قال ‪ :‬صلى ال عليه وسلم ” إن ال ل‬ ‫يقبض العلم احنتزاع ًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء‬

‫سئلوا فأفتوا بغير علم فض ّلوا وأض ّلوا ” ‪.‬‬ ‫جاّهال ف لُ‬ ‫حتى إذا لم يترك عالم ًا اتخذ الناس رؤساء لُ‬ ‫وكذلك فالقرآن بحر ال المطمطم ‪ ،‬الذي ل تنقضي عجائبه به يشفي ال صدور قوم مؤمنين ويغيث العارفين‬ ‫ويزيد صلح الصالحين ويهب الرأي الصالح للمتدبرين أسراره ‪ ،‬المتفكرين بما في حنصوصه المقدسة من الحكم‬ ‫والحكام ‪ ،‬ويفتح ال به قلوب المحققين وأفهام أهل اليقين ‪ ،‬فسادات أهل العرفان أهل القرآن ومن أهل القرآن هم‬ ‫الذين إذا قرأوه أتمروا بأوامره واحنتهوا عما حنهى عنه وطابوا به واستغرقوا اللباب بمواعظه واستسلموا لحكامه‬ ‫وتدبروا معاحنيه وأخذوا بتفسيره بالنصوص الصحيحة عن المفسر العظم صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬تلقي ًا عن علماء‬ ‫الدين أئمة الهدى في المسلمين ‪ ،‬ل يفسرون كلمة بالرأي ول يحرفون كلمة عن موضعها ول يذهبون بزعومهم‬ ‫إلى غير ما أتي به الرسول صلى ال عليه وسلم ول يجادلون في المتشابه أو يؤدون كما يريدون ابتغاء الفتنة ‪ ،‬بل‬ ‫يمرون الخبار الفرقاحنية فيما يؤل للذات ممرها ويردون علم المراد منها إلى ال تعالى مع الجزم بتنزيهه عن‬ ‫سمات الحدوث وفي قراءة القرآن وطلب العلم ل يريدون إل وجه ال ينفعون المسلمين ‪ ،‬بل وجميع المخلوقين‬ ‫بعلمهم ويجتذبون القلوب إلى ال بعلمهم وأولئك هم المفلحون ‪.‬‬ ‫ثم قال ) رضي ال عنه ( ” وإن كان الحمدي أاّميا فعليه أن يتعلم شيئ ًا من القرآن بعد فاتحة الكتاب ‪ ،‬ليصلح به‬ ‫وقته ويستديم تالي ًا له ليجعل حنور القرآن فقد كان شيخنا وسيدحنا المام الرفاعي رضي ال عنه وعنا به يكثر من‬ ‫قراءة فاتحة الكتاب ويصلي بعد تلوتها كل مرة على النبي صلى ال عليه وسلم ويقول هو الذي د ّلنا على هذا‬ ‫الخير العظيم عليه أفضل الصلة والسلم ” احنتهى ‪.‬‬ ‫) قلت ( فالموفق من أمتن ال عليه بقراءة القرآن وحفظه وتدبره والحنتفاع بحكمه وأحكامه وآدابه ‪ ،‬كما حنص على‬ ‫ذلك شيخنا رضي ال عنه وإذا فتح ال عليه وطلب العلم ل ‪ ،‬فقد استكمل الخير والبركة والتوفيق بيد ال وإليه‬ ‫المصير ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( الجتماع على ذكر ال تعالى والتح ّلق للذكر وافتتاحه بشيء من الصلة والسلم على رسول‬ ‫ل أجمعين ‪ ،‬والقيام للذكر والحادي‬ ‫ل صحب ك ٍّ‬ ‫ال )صلى ال عليه وسلم( وعلى إخواحنه النبيين والمرسلين وآل ك يِّ‬ ‫لُيسمعهم مدح المصطفى عليه الصلة والسلم والحنبياء العظام والل والصحاب الكرام والولياء والصالحين ‪،‬‬ ‫وينشد لهم المواعظ والحكم ثم يختمون الذكر بشيء من القرآن والصلة والسلم على النبي وإخواحنه وآله‬

‫وأصحابه ويدعون لحنفسهم ولخواحنهم المسلمين ولولي أمر المة‬ ‫المحمدية وللعساكر السلمية ويقرؤن الفاتحة مرار ًا لمشايخهم ولئمة القوم ويدعون ويذكرون ال ويصلون على‬ ‫النبي وينصرفون ‪.‬‬ ‫وقد ابلُتلي القوم بأولي جمود ممن زعم العلم ول علم له ‪ ،‬فهم ببادي الرأي من عند أحنفسهم قد أحنكروا على القوم‬ ‫طوا عليهم وح ّرموا سماعهم والتحُّلق للذكر منهم وكَتَّفروهم لذلك‬ ‫كلهم الرفاعية وغيرهم من طوائف الصوفية ‪ ،‬وح ُّ‬ ‫ظا ْلماء ‪ ،‬فآذوا أهل ال بحقدهم الذميم وفكرهم السقيم ‪ ،‬وأتوا بالوقاحة العظيمة‬ ‫وخبطوا خبط عشواء في فاحم ٍة لُ‬ ‫فكذبوا على النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فوضعوا لتحريم إجتماع الصوفية ولتحريم أذكارهم وسماعاتهم شيئ ًا من‬ ‫الحاديث الموضوعة وحنقلوا الفتاوى الكاذبة وأتوا بالنقول الفاسدة والدلة الكاسدة الخائبة ‪ ،‬وسُّموا مجالس الذكر‬ ‫رقص ًا ‪ ،‬وخاضوا ما شاءوا أن يخوضوا والحق وراء بطلحنهم وفوق زبد بهتاحنهم يعلو ول لُيعلى عليه ‪ ،‬وقد‬ ‫احنتصر لهم الجم الغفير من أهل العلم الوفير والكمال الشهير ‪ ،‬فأ ّيدوا شأمُهَحنهم وخذلوا من شأْمِحنهم وتبركوا بهم وحنالوا‬ ‫الفيض منهم وأخذوا عنهم وهم قو ٌم ل لُيحصى عددهم ‪.‬‬ ‫وقد أفتى الشيخ العارف عبد الغني النابلسي طاب ثراه بتكفير من يعيب مجالس الصوفية ‪ ،‬لن مجالسهم تشتمل‬ ‫على الجهر بذكر ال والصلة والسلم على رسول ال )صلى ال عليه وسلم( وعلى قراءة القرآن ومدح من أحبهم‬ ‫ال تعالى‬ ‫وأكرمهم من الحنبياء والولياء والصالحين ‪ ،‬فذلك العائب جعل الطاعة معصية والخير شر ًا والمستحب حرام ًا ‪.‬‬ ‫لمة العماد الحلبي ‪ ،‬ومن المتأخرين خلئق منهم الولي العلمة الشيخ محمد آل حناصر‬ ‫وأفتى بذلك أيض ًا الع ّ‬ ‫المغربي الحسني والعلمة الزاهد الفاضل الواصل السيد محمد اليماحني الحسيني آل الهدل وقالوا جميع ًا من يقول‬ ‫بمنع السادة الصوفية عن أذكارهم وإجهارهم بالصلة والسلم على رسول الحنام صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويحط‬ ‫على سماعهم الذي هو عبارة عن البيات المشتملة على مدح النبي وآله وأصحابه والولياء الصالحين ‪ ،‬وفيها‬ ‫شيء من الحكم والمواعظ والشارات التي تذيِّكر بال وبمحبة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فيكون ذلك الماحنع‬ ‫ل تحت قوله تعالى ‪ ” :‬مٍّناع للخير معت ٍد أثيم ” ) ( ويندرج تحت قوله سبحاحنه ” ومن أظلم ممن منع مساجد‬ ‫داخ ً‬ ‫ي ولهم في‬ ‫ال أن لُيذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إل خائفين لهم في الدحنيا خز ٌ‬ ‫حلُرم التعرض لمن يذكر ال ويصلي على رسوله بالمنع ‪ ،‬ويستحق المتعرض‬ ‫الخرة عذاب عظيم ” ) ( وحينئذ ي ا ْ‬ ‫التعزير اللئق بحاله الزاجر له ولمثاله عن ارتكاب قبيح أحواله ‪ ،‬ويثاب ولي المر‬

‫لمة الكبير الشيخ إسماعيل السنجيدي الشافعي عطر ال‬ ‫ع ّماله على منعه وتعزيره وهذا أيض ًا حنص فتوى الع ّ‬ ‫و لُ‬ ‫مرقده ‪.‬‬ ‫وقال العلمة السنجيدي في فتوى أخرى حين سئل عن جماعة من الصوفية يجتمعون في مسجد أو زاوية‬ ‫ويذكرون ويصيحون فهل لُيمنعون من ذلك أم يجوز لهم ذلك الجتماع والذكر والصياح فكتب ‪.‬‬ ‫الحمدل ‪ ،‬حنعم يجوز والحالة هذه ولُيثابون عليه وكذا المر به لقوله عليه الصلة والسلم ” ما اجتمع قو ٌم في بي ٍ‬ ‫ت‬ ‫من بيوت ال تعالى يذكرون ال إل غشيتهم الرحمة وحنزلت عليهم السكينة وحفت بهم الملئكة وذكرهم ال فيمن‬ ‫عنده ” فظهر مما لُذكر أن المنكر على من ذكر جاهل فيتعلم لقوله تعالى ” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون‬ ‫”) ( أو معاحند حاسد وهو مخطيء غاية الخطأ في تعرضه لمن ذكر ‪ ،‬فعلى ولة المور ضاعف ال لهم الجور‬ ‫منعه من التعرض لمن ذكر ويثابون على منعه من ذلك الثواب الجزيل لقوله تعالى ” وتعاوحنوا على البر والتقوى‬ ‫” ) ( وال أعلم ‪.‬‬ ‫) قلت ( والتجري على وضع الحاديث المكذوبة على النبي صلى ال‬

‫عليه وسلم حقد ًا وحسد ًا ‪ ،‬ليخذل بها أمة من أهل الصلح والتقوى وأرباب الذكر والفكر فل شك هو ضرب من‬ ‫الكفر ‪ ،‬فقد عزا بعض المتفيهقة حديث ًا وبعض روايات كاذبة إلى تفسير القرطبي والتفسير الكبير بزعم بها تكفير‬ ‫ل السماع والرقص ويزعم أن الذكر الذي اعتاده السادة الصوفية من الرقص ‪.‬‬ ‫من قال بح ّ‬ ‫فاحنظر لسوء الفهم ولسقم المدرك وتعجب أيها اللبيب التقي ‪ ،‬بما افتراه ذلك الكاذب الشقي وسأحنص عليك ما خ ّرف‬ ‫به لتفهم سوء حال ذلك المفتري ‪ ،‬وقبح طور ذلك الخب الجري وال المعين قال ما حنصه قال النبي صلى ال عليه‬

‫وسلم ” السماع حرام ومن أحل السماع فهو كافر ومن حضر معهم فهو فاسق ومن خالف هذا الحديث فهو ملعون‬ ‫في التوراة والحنجيل والزبور والفرقان “‪.‬‬ ‫) قلت ( فتدبر أيها اللبيب فرية هذا الوقح على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فإحنك إذا تدبرت ذلك عرفت خبث‬ ‫حنيته وسوء طويته وفهمت درجة أماحنته على الشريعة المطهرة وبهذا كفاية ‪.‬‬ ‫ثم حنقل عن الحاوي ما حنصه ويكره المشي في الذكر والدوران وقيل يكفر ‪ ،‬روي عن سعيد بن المسيب أحنه مشى‬ ‫رجل ودار وسقط في حال الذكر منحني ًا في عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال عليه الصلة‬ ‫والسلم ” لصحابه اذبحوه فقصدوا ذلك ثم قال عليه السلم ل تذبحوه ولكن إلصقوه بهذا العمود ل أبرح من‬ ‫مكاحني هذا حتى أجدد إيماحنه “‪.‬‬ ‫) قلت ( وكل هذا من الكذب الصريح على النبي صلى ال عليه وسلم لعن ال واضعه ومعتقده ‪ ،‬وقد أطال ذلك‬ ‫الجري الكذاب وأورد مثل هذه الكاذيب ثم قال ‪ ” :‬وإن احتج أهل الذكر بأن رفع الصوت بالذكر جائز كما في‬ ‫الذان والخطبة يوم الجمعة ‪ ،‬فجوابه إن أدحنى درجات الختلف إيراث الشبهة ‪ ،‬وما اجتمع الحلل والحرام إل‬ ‫غلب الحرام على الحلل فيلزم الجتناب عن رفع الصوت بالذكر وهذا من الجتناب عن الشبهات ” احنتهى كلم‬ ‫المجازف ‪.‬‬ ‫وهو ل ينطبق ل على الشرع ول على العقل أما الشرع فإن ال تعالى قال ‪ ” :‬ولُيحق ال الحق بكلماته ” ) ( الية‬ ‫وقد قيل الحق يعلو ‪ ،‬فجعل ذلك المجازف الحلل مغلوب ًا للحرام مردود شرع ًا ‪ ،‬وأما العقل فإحنه يقضي للحق‬ ‫بالحقية ‪ ،‬ويقول بأحقية الحق قلب المبطل وإن لم يفه بلساحنه بذلك ‪ ،‬وهذا سر ال المضمر في الحق ‪ ،‬فإن كان‬ ‫ل والغلبة بينهما‬ ‫أمر الغلبة الذي ذكره المجازف هو عبارة عن الغلبة بالقهر ‪ ،‬فحينئذ بقي الحق حق ًا والباطل باط ً‬ ‫ثورة بغي ل حكم لها عند أهل الحق والعاقبة للمتقين ‪ ،‬وإن‬

‫كان يريد بالغلبة ميل النفوس إليها فتلك شهوة ل غلبة وهي قد مسته واتصف بها فهاهو ينتصر لنفسه وشيطاحنه‬ ‫على الذكر وأهله وإن ال لمع المتقين ‪.‬‬ ‫وقد سئل العلمة الشيخ عثمان الفتوحي الحنبلي رحمه ال تعالى بما سئل به العلمة السنجيدي الشافعي فأجاب بما‬ ‫حنصه ‪ :‬الحمد ل الذي وفق من أراد لطاعته والجتماع على ذكره ‪ ،‬وصلى ال وسلم على أفضل خلقه صلة ل‬ ‫غب فيها وقال أي‬ ‫غاية لها ول احنتهاء وبعد ‪ :‬فقد سئل المام أحمد رضي ال عنه عن مجالس الذكر وفضلها فر ّ‬ ‫شيء أفضل وأحسن من أن يجتمع الناس فيذكرون ال ويع ّدون حنعمته عليهم ‪ ،‬وقد كان أصحاب رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم ومن بعدهم من السلف والخلف الصالح يجتمعون على ذكر ال تعالى حلق ًا حلقا ‪ ،‬ورآهم النبي‬ ‫صلى ال عليه وسلم وأعجبه حالهم وسر بهم ‪ ،‬وشهد أن ال سبحاحنه وتعالى يذكرهم في خواص ملئكته في‬ ‫الرفيق العلى وأحنهم أهل الكرم وأحنهم مغفو ٌر لهم ‪ ،‬وإن غنيمتهم الجنة وأن ال سبحاحنه وتعالى يباهي بهم الملئكة‬ ‫ويذكرهم فيمن عنده ‪ ،‬وإن حلقهم سميت برياض الجنة ‪ ،‬وأن الملئكة تحفهم بأجنحتهم ‪ ،‬وأن الرحمة تغشاهم في‬ ‫مجلسهم ‪ ،‬وأن السكينة تنزل عليهم ‪ ،‬وأن سيئاتهم تبَتَّدل حسنات وأحنهم القوم ل يشقى بهم جليسهم ‪ ،‬وأن بياض‬ ‫وجوههم‬ ‫يوم القيامة يعشي حنظر الناظرين ‪ ،‬وأن الحنبياء والشهداء يغبطوحنهم بمقعدهم وقربهم من ال عز وجل ‪.‬‬ ‫ل العبادات وأشرف الطاعات ‪ ،‬لن كل من‬ ‫وأما الجهر بالذكر والصلة على النبي صلى ال عليه وسلم فمن أج ّ‬ ‫يسمعه من جن وإحنس ورطب ويابس وغيره ‪ ،‬يشهد له يوم القيامة وتحصل به فوائد كثيرة ‪ ،‬ومنها استعمال القلب‬ ‫واللسان والجوارح بالذكر وتنبيه البعيد منهم فربما يذكر ال من يسمعهم فيكون جهرهم سببا لذكره والناس‬ ‫مختلفون في مقاصدهم في الجهر والخفاء بالذكر كما روى المام أحمد من حديث علي ك ّرم ال وجهه ” أن أبا‬ ‫بكر الصديق رضي ال تعالى عنه كان يخافت إذا قرأ وكان عمر رضي ال تعالى عنه يجهر بقراءته وأن ذلك‬ ‫ذكر للنبي صلى ال عليه وسلم فقال لبي بكر رضي ال تعالى عنه ‪ ” :‬لم تخافت ؟ قال ‪ ” :‬لُأسمع من أحناجي ‪،‬‬ ‫وقال لعمر رضي ال تعالى عنه ‪ ” :‬لم تجهر ؟ قال ‪ ” :‬لُإفزع الشيطان وأوقظ الوسنان ” ورواه أصحاب السنن‬ ‫بأتم من هذا ‪.‬‬ ‫قال بعض السلف ولكل من المجتمعين على الذكر ثواب ذكر حنفسه وثواب سماع ذكر رفقائه ‪ ،‬لسيما إن حنوى‬ ‫بالجهر إرغام الكفار وإظهار التوحيد ورفع اسم الحميد المجيد وأما قوله صلى ال عليه وسلم ” خير الذكر الخفي‬ ‫” فقال العلمة ابن القيم ” وإحنما الذكر فهو الخلص من القيـود‬

‫والبقاء مع الشهود ومعنى الخفي أن يكون القلب سالم ًا مما يعرض له من الواردات الدحنيوية والنفساحنية والشيطاحنية‬ ‫فإذا سلم منها كان ذكره الخفي أفضل من الجهر ” احنتهى ‪.‬‬ ‫وأما الدليل على ذلك فقد حنقله المفتي الشافعي أدام ال النفع به من الكتاب والسنة وقد أجمعت المة عليه من زمنه‬ ‫صلى ال عليه وسلم وإلى الن ولم تزل الوعاظ تنقله في سائر مساجد المصار ‪ ،‬فالمنكر لذلك منكر للجماع‬ ‫يستحق التعزير وال أعلم ‪.‬‬ ‫وسئل عن مثل ذلك العلمة الشيخ محمد أبو الفتح المالكي رحمه ال تعالى فأجاب ‪ :‬الحمد ل حنعم يجوز لهم ذلك‬ ‫ويثابون عليه الثواب الجزيل بالقصد الجميل ‪ ،‬وكذا المر به للخبار والثار في طلب ذلك التي ل تخفى على من‬ ‫له أدحنى فضيلة ومنكر ذلك على من ذكر مخطيء في إحنكاره ولُيخشى عليه الدخول في قوله تعالى ‪ ” :‬ومن أظلم‬ ‫ممن منع مساجد ال أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ” ) ( الية على أن المنْمِكر لذلك إما جاهل أو معاحند مع‬ ‫علمه بامتناع ذلك عليه فيقال ‪:‬‬ ‫فإن كنت ل تدري فتلك مصيب ٌة وإن كنت تدري فالمصيبلُة أعظلُم‬ ‫فعلى ولة المور ضاعف ال لهم الجور منع المتعرض لمن ذكر‬

‫ويثابون على ذلك لقوله تعالى ” وتعاوحنوا على البر والتقوى ” ) ( وال أعلم ‪.‬‬ ‫وكتب تحت هذا الجواب الشيخ العلمة الزاهد حسين بن علي الطوري الحنفي ما حنصه ” الحمد ل جوابي مثل‬ ‫ذلك وال أعلم ” ‪.‬‬ ‫لمة الف ّهامة المدقق المحقق الزاهد الواصل الشيخ علي النبتيتي الحنفي قدس ال روحه فأجاب‬ ‫واسلُتفتى بذلك الع ّ‬ ‫بما حنصه ” الحمد ل ذكر ال تعالى مطلوب شرع ًا ول يجوز المنع منه والدلة على ذلك كثيرة كما ذكره مولحنا‬ ‫المفتي الشافعي ول فرق بين أن يكون ذلك في مسجد أو غيره ورفع الصوت بالذكر جائز في المسجد وال تعالى‬ ‫أعلم ” ‪.‬‬ ‫لمة الجليل السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي الشهير‬ ‫وقال شيخنا القطب الكبير الع ّ‬ ‫بالرواس رضي ال عنه ” الجهر بالذكر من أجل العبادات وأشرف الطاعات واللُقلُربات “‪.‬‬ ‫روى إمامنا الشافعي رضي ال تعالى عنه في سننه من حديث عبد ال ابن الزبير ” أن النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫كان إذا س ّلم من صلته يقول بصوته العلى ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على كل‬ ‫شيء قدير ل حول ول قوة إل بال ول حنعبد إل إياه ” الحديث‬ ‫وروى المام أحمد رضي ال عنه في مسنده من طريق عقبة بن عامر رضي ال عنه ” أن النبي صلى ال عليه‬ ‫ل كثير الذكر ل تعالى وقد كان يرفع صوته بالذكر‬ ‫ل لُيقال له ذو النجادين أحنه أ ّواه وذلك أحنه كان رج ً‬ ‫وسلم قال لرج ٍ‬ ‫”‪.‬‬ ‫وأما التح ّلق للذكر في المساجد فجائز ويثاب فاعله لما روى ابن ماجه وغيره من حديث عبد ال بن عمرو بن‬ ‫العاص رضي ال عنه قال ” خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم من بعض حجره فدخل المسجد فإذا‬ ‫هو بحلقتين إحداهما يقرؤون القرآن ويدعون ال عز وجل والخرى يتعلمون ويع ّلمون فقال النبي صلى ال على‬ ‫وسلم كل على خير هؤلء يقرؤون القرآن ويدعون ال فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وهؤلء يتعلمون‬ ‫ويعيِّلمون وإحنما لُبعثت معلم ًا فجلس بهم “‪.‬‬ ‫لمة ابن القيم في كلمه الطيب عن أبي خلد قال ” من دخل في السلم دخل في حصن ومن دخل‬ ‫وذكر الع ّ‬ ‫المسجد يعني وهو مسلم دخل في حصن ومن دخل في حلقة يذكر ال فيها فقد دخل في ثلثة حصون”‪.‬‬ ‫ففي ذلك دليل صريح على استحباب الجتماع على الذكر والتحلق له في المسجد والجلوس مع أهله في الحلقة ‪،‬‬ ‫ويتضمن تحذير من أدبر عنها وأعرض عن الذاكرين من غير عذر ‪ ،‬فمن ح ّرم الحلل المطلق من عند‬ ‫حنفسه يكفر ‪ ،‬فما بالك بالمفروض والواجب والمستحب والمندوب فتدبر وال ولُّيك‪.‬‬ ‫ثم قال شيخنا رضي ال عنه ) ول بدع ‪ ،‬فقد حث أهل ال على الخلص حالة الذكر وأمروا به أتباعهم ‪ ،‬وهذا‬ ‫ل ّمة على العمال الدينية وأمر أن لُتعمل لوجه ال ل لُيراد بها‬ ‫ل ا لُ‬ ‫دأب وارث النبي صلى ال عليه وسلم فإحنه د َتَّ‬ ‫غيره وقد قال تعالى ” أل ل الدين الخالص ” ) ( فاجهد أيها الذاكر أن تذكر مخلص ًا خالص ًا ‪ ،‬وإياك وحمل‬ ‫لم الغيوب ‪،‬‬ ‫طلع على القلوب إل ع ّ‬ ‫المسلمين على السوء بأن تظن الرياء بأحد منهم فإحنك ما شققت على قلبه ول ي ّ‬ ‫ول تغفل فإن المتهجم على أهل ال العائب لمجالس أذكارهم وسماعاتهم ما هو إل سمج ‪ ،‬أو مجازف يخبط في‬ ‫ل أو عناد ًا ويك ّفر لحمقه المسلمين ‪ .‬ومُهَمن فعل ذلك وقال به يكفر والعياذ بال والحجة وفاقية‬ ‫الحكام الشرعية جه ً‬

‫في المذاهب الربعة المتبعة وحسبنا ال وحنعم الوكيل (‪ .‬احنتهى كلم سيدحنا المام السيد بهاءالدين محمد مهدي آل‬ ‫خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه وهو في غاية الحسن فأعمل به أيها المحب وهو الغاية وال ولي الهداية ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( اتخاذ حرفة للمعيشة من طريق حل ‪ ،‬وقد عد‬

‫ذلك المام الرفاعي رضي ال تعالى عنه سلوك ًا وأوصى أتباعه بذلك وبالغ بالوصية ‪.‬‬ ‫قال شيخنا المام السيد بهاءالدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه في ” واردات الغيب ” )‬ ‫( من لم يحترف للمعيشة ويكتسبها من طريق حل فليس بأحمدي ‪ ،‬فإن طريق المام الرفاعي الكبر رضوان ال‬ ‫عليه العمل ل بالخلص والعمل أعني الحرفة بالحلل ‪.‬‬ ‫وقال عليه الرضوان والتحية لصحابه اعملوا ول تصحبوا البطالين وقال للشيخ سكران اليعقوبي الشافعي قدس‬ ‫ال سره ) ( “اعمل ولو ببيع البرة والجرة ‪ ،‬واقصد بها الطاعة لوامر حنبيك يبارك لك في عملك ولُتثاب وإياك‬ ‫طالت ‪ ،‬فإن‬ ‫والكسل فقد استعاذ منه رسول ال صلى ال عليه وسلم مرة لصحابه ل أراكم وْمِهممكم همم النساء الب ّ‬ ‫كسب درهمين بطريق حلل واستهلكهما بطريق أفضل من زوائد أعمالكم ‪ ،‬واجذب منها بكم إلى ال تعالى وقد‬ ‫يكذب على ال من يحترف بال ‪ ،‬وإحنه لمن الذين يعبدون ال على حرف ‪ ،‬أولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى فما‬ ‫ربحت تجارتهم ” ‪.‬‬ ‫ن المرضى ‪ ،‬وإحنما أحنينهم للدحنيا فما هم من الحق والحقيقة‬ ‫يجعلون التاج والخرقة حرفة ويئنون إظهار ًا للتزهد أ ّ‬ ‫والشريعة والطريقة بشيء ‪.‬‬ ‫وان أهل الحق يعملون للحق ويقفون مع الحق ‪ ،‬يعملون بأيديهم ولُيخلصون بقلوبهم ويقومون قيام السود الثائرة‬ ‫فيما لُيرضي ال ‪ ،‬وكل أعمالهم ل ‪ ،‬أولئك أهل ال ‪ ،‬رجال ال ‪ ،‬عليهم سلم ال ورحمة ال وبركاته ‪.‬‬ ‫سا ْر بكل ما‬ ‫وقال رضي ال عنه كما في ” النظام الخاص ” ما حنصه ‪ :‬قف هي دار عبرة أيها الولد ‪ ،‬اعتبر بها و ْمِ‬ ‫طال ‪ ،‬ي ّدعي اللُزها ْمُهَد وعيلُنه‬ ‫فيها إلى ال ‪ ،‬وإياك أن يشغلك بارز منها من ربك وإياك والبطالة ‪ .‬ما أقبح الصوفي الب ّ‬ ‫ل ويلُدلُه ممدود ٌة للسؤال ‪ ،‬ليس من الهمة أن يرى الرجل حنفسه آخذ ًا ‪ ،‬بل الْمِه ّمة أن يرى حنفسه لُمعطي ًا ‪ .‬سفل‬ ‫فى الما ْمِ‬ ‫حرفة من العمال والصنائع فيها لو‬ ‫اليد أصعب من قطعها ‪ .‬احترف بما تصل إليه ق ّوتك ويبلغه إمكالُحنك ‪ .‬أدحنى ْمِ‬ ‫فقهت أشرف صفة درج عليها أهل الهمم وهي الترفع عن حنوال زيد وعمرو ركوحن ًا إلى كرم ال سبحاحنه وتعالى ‪.‬‬ ‫ب أن يرى عبده تْمِعب ًا فى طلب الحلل ” ‪ .‬احنسجوا وشي صنعاء‬ ‫ح ُّ‬ ‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ” إن ال لُي ْمِ‬ ‫وب ّز فارس وخ ّز اشبيلية بين سواري أروقتكم بهذه القرية واجمعوا بين صنائع العرب والفرس والروم وتصدقوا‬ ‫ل طيب ًا وآسوا وكلوا مما رزقكم ال ” قل من حرم زينة ال التي‬ ‫من كسبكم على إخواحنكم حل ً‬

‫سبت من حلل ولُأهلكت فى حلل ‪ .‬قال سيد أهل الهمم‬ ‫ت ل إذا اكلُت ْمِ‬ ‫أخرج لعباده والطيبات من الرزق) ( “‪ .‬الطيبا لُ‬ ‫ل عليه سيما الزاهدين وْمِه ّمته‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ ” :‬إن ال يحب المؤمن المحترف “‪ .‬أكره ما تراه العين ‪ ،‬رج ٌ‬ ‫ب ْمِمن‬ ‫س طبع ًا ْمِمن عجزة النساء ‪ ،‬ل أقول هذا لحن ّفر القلو مُهَ‬ ‫ْمِه ّمة السائلين ‪ .‬مُهَمن طأطمُهَأ للنوال ورضي بالسؤال فهو أخ ُّ‬ ‫ل والتصيِّدق على الفقراْمِء لوجه ال ‪ ،‬هذا ما وجب عليكم ول‬ ‫ق ا ْمِ‬ ‫ق الرحمْمِة بخل ْمِ‬ ‫السائلين ‪ ،‬أ ّدوا ما عليكم ْمِمن حقو ْمِ‬ ‫ل إبليس‬ ‫ن يكون ‪ْ ،‬مِمن تسوي ْمِ‬ ‫ن فتشمئز منهم حنفوسكم فلُتهينوهم وتروهم بعين الحتقار ‪ ،‬هذا إ ا ْ‬ ‫غَتَّنلُكلُم الشيطا لُ‬ ‫ينْمِز مُهَ‬ ‫ن ال يكره‬ ‫ودسائسه ‪ .‬ولكن أقول هذا لرفع ْمِهمم إخواحني طلب الحق عن البطالة قال صلى ال عليه وسلم ‪ ” :‬إ ّ‬ ‫طال ” ‪.‬‬ ‫العبد الب ّ‬ ‫ت للُه في ذلك ‪،‬‬ ‫طال الرحمة وقد رَتَّد هدايا بعض الفقراْمِء ‪ ،‬فلُقل لُ‬ ‫ح على قبره ه َتَّ‬ ‫س ّ‬ ‫رأيت خالي وسيدي الشيخ منصور ًا لُ‬ ‫ج لقْمِبلته ‪ .‬يريد أن ذلك الشئ لو لم يكن مش ّوه‬ ‫ق أبل ٍ‬ ‫ص طري ٍ‬ ‫ئ مجتم ٌع ْمِمن السؤال ‪ ،‬ولو كان عن خال ْمِ‬ ‫فقال ‪ :‬فيها ش ٌ‬ ‫سيِّنة المحمدية ‪ ،‬فإحنه عليه الصلة والسلم رَتَّد الصدقة‬ ‫ل بال لُ‬ ‫ت أقبله عم ً‬ ‫الوجه بالسؤال وكان ْمِمن حلل ط ّيب ‪ ،‬كن لُ‬ ‫ل الهدية ‪ ،‬هذا طريق القوم ‪ ،‬بلى إن القوم يؤثرون على أحنفسهم ولو كان بهم خصاصة ‪.‬‬ ‫ومُهَقْمِب مُهَ‬ ‫ف أبا حمزة البغدادي‬ ‫ب العار مُهَ‬ ‫ح مُهَ‬ ‫ص ْمِ‬ ‫طر قبمُهَره ‪ ،‬لولده عبدال ‪ ،‬بعد أن مُهَ‬ ‫قال المالُم أحمد بن حنبل ‪ ،‬رحمه ال وع ّ‬ ‫الصوفي ط ّيب ال مضجعه ‪ :‬يا ولدي عليك بمجالسة هؤلء القوم فإحنهم زادوا علينا بكثرة العمل والمراقبة‬ ‫والخشية والزهد وعلو الهمة ‪ ،‬رحمه ال ما أكمُهَثمُهَرلُه إحنصاف ًا ‪ ،‬وقد وصف القوم بما هم أهله ‪ ،‬وهذه الصفات التي‬ ‫ث على العمل باليد والزهد بالقلب وفيه من علو الهمة‬ ‫يحبها ال تعالى من عباده ‪ .‬احنتهى كلمه العالي ‪ ،‬وكله ح ٌ‬

‫الغاية ‪.‬‬ ‫صه المبارك لُيعلم أحنه اكتفى بما أفيض إليه‬ ‫وقد قال رضي ال عنه ” حنحن قو ٌم ل حنسأل ول حنر ّد ول حن ّدخر” فْمِمن حن يِّ‬ ‫سيِّنة سيد البرية عليه أفضل الصلة والسلم والتحية ول ي ّدخر‬ ‫ل ب لُ‬ ‫من ربه عن السؤال ‪ ،‬وأحنه ل يرد الهدية عم ً‬ ‫حطام الدحنيوية زهد ًا بها واعتماد ًا على ال سبحاحنه وتعالى ‪ .‬وهذا هو الطريق الصواب الذي درج‬ ‫شيئ ًا من هذه ال لُ‬ ‫عليه الل والصحاب ‪ ،‬فخذ به ترشد ‪ ،‬وال سبحاحنه وتعالى الموفق ‪.‬‬ ‫ن إسلم المرء تركه ما‬ ‫س ْمِ‬ ‫ح ا ْ‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( الخذ بما يعني والترك لما ل يعني من كل قول وعمل ‪ ،‬فإحنه من لُ‬ ‫ل وعمل ‪.‬‬ ‫ن إسلمه أخذ بما يعنيه من قو ٍ‬ ‫س مُهَ‬ ‫ح لُ‬ ‫ل يعنيه ‪ ،‬هكذا ع ّلمنا س ّر الوجود صلى ال عليه وسلم ول غرو فمن مُهَ‬ ‫وإن الذي يعني المؤمن ما أتى به الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال شيخنا المام بهاء الدين محمد مهدي آل‬ ‫خزام الصيادي الرفاعي‬ ‫رضي ال عنه فى )واردات الغيب( قال سيدحنا ومولحنا المام الكبر السيد أحمد الرفاعي الحسيني )رضي ال‬ ‫عنه( وعنا به ) طريق الحق قائم على ساقين ‪ ،‬الخذ بما يعني والترك لما ل يعني ‪ ،‬فخذ يا مبارك بكل ما يعنيك‬ ‫ل وعمل ‪ ،‬وافهم كل ذلك من قوله ال تعالى ” وما آتاكم الرسول‬ ‫ل وعمل واترك كل ما ل يعنيك من قو ٍ‬ ‫من قو ٍ‬ ‫ن منهمك ًا بما يعنيك ‪ ،‬تشتغل عما ل يعنيك ‪ ،‬ولُيعطيك إذ ًا ربك حتى‬ ‫فخذوه وما حنهاكم عنه فاحنتهوا “) ( ولُك ا ْ‬ ‫لُيرضيك ( احنتهى كلم سيدحنا صاحب الطريقة إمام الحقيقة )رضي ال عنه( وع ّنا به وفيه بلغ والحمد ل‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( تطبيق ما ينقل عن القوم على قاحنون الشريعة المطهرة حتى إذا حنأى التطبيق وتعذر التأويل‬ ‫أحنكروا حنسبة ما لُينقل عنهم إليهم وجزموا بأحنه من المدسوس عليهم وب ّرؤا ساحة أهل ال من المؤاخذات الشرعية‬ ‫العقلية ‪ ،‬وأولياء ال تعالى ل شك ول شبهة هم مبرؤن من كل ما يخالف الشرع الشريف ‪ ،‬ول ينطبق على سيرة‬ ‫الل والصحابة والتابعين رضي ال عنهم أجمعين ‪ ،‬وتبرئة ألسنتهم المباركة مما لُينسب إليهم من الدعوى والشطح‬ ‫والكلمات التي لُتعرب عن شوائب الحلول والتحاد وأمثال ذلك من الطامات ‪ ،‬إحنما هو من الحب لهم ومن‬ ‫إجلل مقاماتهم وإعزاز مراتبهم ‪ ،‬ل كما يفهم المأفوحنون المفتوحنون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ‪.‬‬ ‫قد حنقل بعضهم عن الحلج رحمه ال العجائب ول شك أحنهم زادوا عليه الكثير ومع ذلك فإن سيف الشرع أخذه‬ ‫حين الشرع الشريف أخذه ‪ ،‬وقد أفتى إمام الطائفة الجنيد ) رضي ال عنه ( بقتله ‪ ،‬ساّدا للذريعة وحفظ ًا للشريعة ‪،‬‬ ‫وقال له ‪ :‬فتحت فى السلم ثغرة ل يسدها إل رأسك ‪ .‬وحنسب بعضهم غرائب الكلمات للعارف الجليل أبي يزيد‬ ‫البسطامي ق ّدس ال سره وروحه وأكثروا من الوضع على ألسنة الكابر حتى جعلوا طريق القوم هدف ًا للطعن‬ ‫واللوم ‪.‬‬ ‫س عليه مما يخالف قاحنون الشريعة‬ ‫سيِّوي ما لُد َتَّ‬ ‫وقد كثر الدس في كتب الشيخ محي الدين بن عربي لُقيِّدس س ّره ‪ ،‬و لُ‬ ‫المطهرة فهو وإن كان فيه إغلق كما هو مشربه في كلمه ‪ ،‬إل أحنه يقبل التأويل ‪ ،‬وكذلك فقد عزوا للقطب الجليل‬ ‫الفرد الجامع الصيل خزاحنة الكمالت والمعاحني أبي صالح محي الدين السيد الشيخ عبد القادر الجيلحني )رضي‬ ‫ال عنه( الكثير من الكلمات التي لم تصدر منه ‪ ،‬ولم تنقل بسند صحيح عنه مثل الكلمات المكذوبة التي سموها‬ ‫طر ال مرقده بعيد عنها وبريء منها ‪.‬‬ ‫الغوثية فهو ع ّ‬ ‫وأما ما جاء في الكتاب اللُمس ّمى بهجة السرار مؤلف الشنطوفي) ( في مناقب الشيخ عبد القادر قدس سره الطاهر‬ ‫من الحكايات والكلمات‬

‫والروايات الموضوعات ‪ ،‬ففيها للكابر كلم منهم من اتهم الشنطوفي ذاته بالكذب والغرض ومن القائلين بذلك‬ ‫الحافظ ابن رجب الحنبلي طاب ثراه ‪ ،‬وقد ذكر ذلك في طبقات الحنابلة في ترجمة القطب الجيلي حنفعنا ال بمدده‬ ‫وعلومه ‪ ،‬ومنهم من قال أحنه راج على الشنطوفي حكايات كثيرة مكذوبة ‪ ،‬وكأحنهم حنسبوه إلى البله وقبول ما يصح‬ ‫ومال يصح ‪.‬‬ ‫ومنهم الحافظ الكبير الذهبي ب ّرد ال مضجعه فقد ذكر في تاريخه الكبير وقال مثله العيني وابن كثير وغير واحد ‪.‬‬ ‫طر‬ ‫وأما الكلمة التي بنى عليها كتابه البهجة وهي إسناد قول قدمي هذه على رقبة كل ولي ل للشيخ عبد القادر ع ّ‬ ‫ال ضريحه ‪ ،‬فقد اختلفت في هذه الكلمة القوال فالحافظ ابن رجب الحنبلي والمام العز الفاروثي الشافعي‬ ‫والذهبي والتقي الواسطي وابن كثير ‪ ،‬والكثير من الكابر أحنكروها وب ّرؤا الشيخ قدس ال روحه وحنفعنا به ‪ ،‬وقالوا‬ ‫أحنها من موضوعات الشنطوفي وأحنها لم لُتنقل بسن ٍد صحيح لُيعتمد عليه ‪ ،‬حتى أن ابن رجب الحنبلي قال في طبقات‬

‫الحنابلة في ترجمة المام الجيلحني حين تع ّرض لذكر بهجة الشنطوفي ل يطيب لي أن أحنقل شيئ ًا من هذا الكتاب‬ ‫وأطال في هذا الباب ‪.‬‬ ‫وأما العارف السهروردي لُقيِّدس سره فإحنه عدها في كتابه عوارف‬ ‫سكارى لُيحمل‬ ‫المعارف من الشطحات التي ل تقدح بمقام قائلها ول لُيقتدى به فيها لحنها كلمة سكر وكلم ال لُ‬ ‫ث طويل في العوارف في باب التواضع ‪.‬‬ ‫والسكران لُيعذر وله في هذه الكلمة بح ٌ‬ ‫وأما مشايخنا السادة الرفاعية أفاض ال علينا من بركات أحنفاسهم الطاهرة فإحنهم يقتدون بسيد القوم مولحنا الكبر‬ ‫الرفاعي رضي ال عنه وقد حنقل عنه سبطه الجل القطب الغوث الجواد سيدحنا السيد عز الدين أحمد الصياد‬ ‫الرفاعي الحسيني رضي ال عنه في كتابه ” الطريق القويم” ) ( ما حنصه ‪:‬‬ ‫قيل له يعني لسيدحنا المام الرفاعي قال الشيخ عبد القادر الجيلي ق ّدس ال روحه وحنفع به على كرسيه في بغداد‬ ‫قدمي هذه على رقبة كل ولي ل فقال للقائل ) وهل سمعته حين قال هذه الكلمة قال ل ولكن تواتر النقل بذلك‬ ‫ل وسكر وجد ‪ ،‬وكلم السكارى يحمل ‪ ،‬والشيخ معذور في‬ ‫فقال ‪ ” :‬إن صح هذا فتلك كلم ٌة صدرت عن غلبة حا ٍ‬ ‫صن الشيخ من حنقل مثل هذه الكلمة عنه فإن أولياء ال مكَتَّرمون‬ ‫تلك الحالة والحق فوق هذا القول كيفما لُأيِّول ‪ ،‬ف لُ‬ ‫والعظماء منهم أدباء ‪ ،‬قولهم تحت ضوابط الشرع‬

‫ل يزيد ول ينقص ‪ ،‬وهم متبعون ل مبتدعون وإحنما الشطح بقية رعوحنة في النفس ل يحتملها القلب ‪ ،‬فينطبق بها‬ ‫ص ل لُتنقل ول يؤاخذ قائلها في تلك الحالة التي هي حالة سكر تسقط عن‬ ‫لسان المغلوب وكلمة الشطح كلمة حنق ٍ‬ ‫صاحبها فيها القلم “‪.‬‬ ‫صه ‪ ” :‬وحنقل لي الشيخ الكبير أبو يعقوب محمد بن‬ ‫ثم قال بعد هذا الكلم سيدحنا المام الصياد رضي ال عنه ما حن ّ‬ ‫يعقوب بن كراز قدس ال روحه أحنه سمع سيدحنا السيد أحمد رضي‬ ‫ال عنه مر ًة يقول وقد ذكرت هذه الكلمة ‪ :‬أما أحيمد ‪ ،‬يعني حنفسه الشريفة ‪ ،‬فإحنه ل يرى له مزاّية على‬ ‫علُنمُهَقه جسر ًا لقدام المسلمين كلهم صالحهم وطالحهم ‪ ،‬فإن الخواتيم مجهولة ول حول ول قوة إل‬ ‫مسلم ويرى لُ‬ ‫بال” احنتهى ‪.‬‬ ‫) قلت ( قال العارف الشعراحني قدس ال سره في كتابه )الحنوار القدسية ( ما حنصه ‪ :‬ومن شأحنه أي الفقير العارف‬ ‫إذا استفتى على شخص من الفقراء في أمور ل تدرك إل بالذوق ‪ ،‬أن ل يبادر إلى الحنكار بل يتح ّيل في الرد عنه‬ ‫ما أمكن ‪ ،‬هكذا كان شأن شيخ السلم زكريا والشيخ عبد الرحيم الحنباسي رضي ال عنهما ‪ ،‬فإن رأى ذلك المر‬ ‫يلزم منه فساد ظاهر الشريعة أفتى ولم عليه ‪ ،‬لن صاحب هذا الكلم حناقص فليس من أهل القتداء وحنصرة‬ ‫الشرع أولى من الدب معه ‪ ،‬بخلف لُك ّمل‬ ‫الولياء كأبي يزيد البسطامي وعبد القادر الكيلحني وأضرابهما فيؤول كلمهم ما أمكن ‪ .‬احنتهى بحروفه‪.‬‬ ‫وبالنظر لهذا الدب الشريف والمشرب اللطيف أقول هذه الكلمة ‪ :‬إن قلنا هي كلمة سكر ‪ ،‬فقد حصل التأويل‬ ‫بالطبع ‪ ،‬فإن السكران معذور وكلمته ل لُتنقل وهو ل يؤاخذ وللقوم هذه الحالة في بدايتهم على الغالب رضي ال‬ ‫عنهم ‪ ،‬وإن قلنا أن مفادها اللغوي يقبل التأويل فنقول قال أعاظم المفسرين في معنى قوله تعالى “وبشر الذين‬ ‫ق عند ربهم “‪ ( ) .‬قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والربيع بن أحنس وابن زيد ‪ :‬قدم‬ ‫آمنوا أن لهم قدم صد ٍ‬ ‫ق ‪ ،‬أي العمال الصالحة من العبادات ‪ ،‬وقال الحسن وقتادة هي شفاعة محمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقال‬ ‫صد ٍ‬ ‫زيد بن أسلم وغيره هي المصيبة بمحمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وقال أيض ًا ابن عباس وغيره هي السعادة السابقة‬ ‫لهم في اللوح المحفوظ ‪ ،‬وقال مقاتل سابقة خير عندال ق ّدموها وإلى هذا المعنى أشار وضاح اليمن في قوله ‪:‬‬ ‫ب الج ْمِ‬ ‫ل‬ ‫ت تخشى تقار مُهَ‬ ‫ل الس مُهَ‬ ‫ح دائم الغمُهَز ْمِ‬ ‫ك وضا ٌ‬ ‫مامُهَل مُهَ‬ ‫ل لذي العرش واتخذ قدم ًا لُينجيك يولُم العثار والزلـ ْمِ‬ ‫ل‬ ‫ص ا ْ‬ ‫ْمِ‬ ‫وقال قتادة أيضا سلف صدق ‪ ،‬وقال عطاء مقام صدق وقال إيمان‬

‫ح ق ّدموه ‪ ،‬وقيل تقديم ال في البعث لهذه المة وفي إدخالهم الجنة كما قال‬ ‫صدق ‪ ،‬وقال الحسن أيض ًا ‪ :‬ول ٌد صال ٌ‬

‫جاج ‪:‬‬ ‫حنحن الخرون السابقون يوم القيامة ‪ ،‬وقيل بقدم شرف ‪ ،‬ومنه قول الع ّ‬ ‫ك ذي قدا ْم‬ ‫ك للُمل ٍ‬ ‫حكا ْم وتركوا اللُما ْل مُهَ‬ ‫ل ال مُهَ‬ ‫ذل بنو الع ّوام من آ ْمِ‬ ‫ق في الزمن ‪ ،‬ومن هذا‬ ‫سا ْب لُ‬ ‫جاج درجة عالية ‪ ،‬وعنه أيض ًا منزلة رفيعة ‪ ،‬وقالوا زمن صدق ‪ ،‬وقالوا ال مُهَ‬ ‫وقال المُهَز ّ‬ ‫المعنى خبر لُيحشر الناس على قدمي أي أحنا السابق إلى ال والناس لُيبعثون بعدي ‪ ،‬وفي معنى منزلة رفيعة يقول‬ ‫ذو الرمة ‪:‬‬ ‫ب العادي طمت على البحْمِر‬ ‫س ْمِ‬ ‫ح مُهَ‬ ‫لكم قد ٌم ل ينكر الناس أحنها مع ال مُهَ‬ ‫سميت المسعاة‬ ‫ل ومنزل ًة رفيعة ‪ .‬ولما كان السعي بالقدم لُ‬ ‫وقال الزمخشري ‪ :‬قدم صدق عند ربهم سابق ًة وفض ً‬ ‫ع بها ‪ ،‬فقيل لفلن قد ٌم في‬ ‫سميت النعمة يد ًا لحنها لُتعطى باليد وباع ًا لن صاحبها يبو لُ‬ ‫الجميلة والسابقة قدم ًا كما لُ‬ ‫الخير وإضافته إلى صدق دللة على زيادة فضل وأحنه من السوابق العظيمة ‪ .‬وقال ابن عطية ‪ :‬والصدق في هذه‬ ‫الية بمعنى الصلح كما حنقول رجل صدق ‪ .‬وعن الوزاعي ‪ْ :‬مِقمُهَدم بكسر القاف تسمية بالمصدر ‪ ،‬احنتهى ‪.‬‬ ‫فإذا حنظر العاقل اللبيب والعالم الريب إلى تفسير هذه الكلمة يعلم أن الشيخ عبد القادر قدس ال سره الطاهر على‬ ‫فرض صدور هذه الكلمة‬ ‫منه ‪ ،‬لم يقصد مشط الرجل الذي يستلزم بوضعه على رقاب الولياء من دون استثناء ‪ ،‬إحقارهم كلهم وإذللهم ‪،‬‬ ‫ول شبهة ول العزة ولرسوله وللمؤمنين كذا جاء في الكتاب المبين ‪.‬‬ ‫بل كان الشيخ يقول أعمالي الصالحة التي هي من لُلباب الشرع الشريف هي حنافذة على رقبة كل ولي ل وكوحنه هو‬ ‫من جنس الولياء فكذلك تلك العمال الشرعية حنافذة على رقبته المباركة أو أراد بذلك شفاعة النبي صلى ال عليه‬ ‫وسلم أو السعادة السابقة لجنس الولياء أو التباع للمصطفى عليه الصلة والسلم وأمر التباع حنافذة على رقبة‬ ‫كل ولي ل ‪ .‬وفي كل هذه التأويلت الشريفة فالشيخ رضي ال عنه داخل في جنس الولياء لكوحنه من أكابرهم‬ ‫فليتدبر ‪.‬‬ ‫ومن القواعد المرعية أن حفظ حرمة الجنس أهم من حفظ حرمة الفرد ‪ ،‬على أن الفرد منضم في الجنس ولكن‬ ‫الجنس ل ينضم في الفرد‪ ،‬وإذا سقطت حرمة الجنس سقطت بالطبع حرمة الفرد الذي هو من الجنس ل محالة ‪،‬‬ ‫وهناك دقائق أخر منها أن الفاضل قد يخضع للمفضول لحكمة تقتضي ‪ ،‬ومثلها طلب الشيخين الكريمين الدعاء‬ ‫من أويس القرحني وطلب النبي صلى ال عليه وسلم الدعاء من عمر وتج ّلي ال للجبل وعدم تج ّليه سبحاحنه وتعالى‬ ‫إذ ذاك لموسى الكليم عليه السلم ‪ .‬وأين فضل النج ّ‬ ‫ي‬ ‫العظيم موسى الكليم عليه السلم من فضل الجبل ‪.‬‬ ‫وعلى كل حال عدم حنسبة الدعاوي العريضة والكلمات العظيمة التي يشكل تأويلها إلى القوم الكابر من أهل ال‬ ‫تعالى أولى وأصلح ‪ ،‬وإذا أمكن التأويل بما ل يهضم مقامات العارفين والصالحين فهو الليق والحنجح وكلهم‬ ‫ف عليهم ول هم‬ ‫ظمون مكَتَّرمون محتمُهَرمون لهم مرتبة الجلل تحت راية قوله تعالى ” أل إن أولياء ال ل خو ٌ‬ ‫مع َتَّ‬ ‫يحزحنون ” ) ( ‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( تعظيم الحنبياء عليهم الصلة والسلم جميع ًا وتعظيم الولياء والصالحين والعلماء العاملين‬ ‫جميع ًا وزيارة قبورهم والدعاء في مشاهدهم المباركة والمحاضرة مع أرواحهم الطيبة ‪.‬‬ ‫قال شيخ مشايخ السلم مولحنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي ال عنه ‪ :‬هؤلء يعني الحنبياء عليهم السلم‬ ‫والولياء الصالحين والعلماء العاملين من آيات ال في الرض ومن شعائره في العوالم ‪ ،‬فإجللهم وإعظام‬ ‫محاضرهم وعلماتهم لجل ال وحبهم لوجه ال من الحب ل ‪ ،‬وتعظيم مراقدهم فيما ل يجاوز الحق من تقوى‬ ‫القلوب ‪ ،‬ومحبتهم وإعظامهم والستمداد من مستودعات أسرار ال المصاحنة فيهم المفاضة لرواحهم بحكم النصر‬ ‫اللُمعطى لهم في الدحنيا ويوم يقوم الشهاد على أحنهم حنواب‬ ‫الرسل وشهداء ال على المم وخاصة أمة الشهيد العظم صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬ ‫وال قد تولى أمورهم في الدحنيا والخرة كما جاء بمحكم النص‪ .‬فذلك هو التيان للبيوت من أبوابها ‪ ،‬وفيه طلب‬ ‫حنفحات ال تعالى بأسبابها ‪ .‬يعرف ذلك أهل الخصوصية من محققي الولياء وأعاظم العلماء الصفياء ول لُيحرم‬ ‫ذلك إل كل مفتون ول مراء في الحق وحسبنا ال وحنعم الوكيل احنتهى ‪.‬‬ ‫وحنص المام حجة السلم الغزالي قدس ال روحه أن من يحترم في حياته لُيحترم في مماته يعني من الصالحين‬ ‫رضوان ال عليهم أجمعين ‪ .‬وما جاء من المنع إحنما هو لحكمة وقتية وتلك إفراط اليهود والكثير من الملل السائرة‬ ‫بتعظيم أحنبيائهم حتى عبدوهم وسجدوا لقبورهم ‪ ،‬وهذا والحمدل لم يكن في السلم ‪ ،‬وإحنما تعظيم مشاهد الحنبياء‬ ‫والصالحين لكوحنهم ممن أحبهم ال وأحبوه فإعظامهم لجل ال والتوسل بهم إحنما هو التوسل بمحبة ال لهم ‪ .‬وتلك‬ ‫صفة من صفات ال سبحاحنه وحنعم الوسيلة تعالى صفته المقدسة ‪ ،‬وهذا مفاد كلم شيخ المة سيدحنا السيد أحمد‬ ‫الرفاعي رضي ال عنه وعنا به ‪.‬‬ ‫فإحنه قال كما في كتاب ” حكمه الشريفة “) ( ما حنصه ‪ :‬النيابة المحمدية‬

‫ح لمخلوق ‪ ،‬إ ّحنما الكرلُم اللهي‬ ‫عند أهل القلوب ثابتة تدور بنوبة أهل الوقت على مراتبهم وتص ّرف الروح ل يص ُّ‬ ‫يشمل أرواح بعض أوليائه بل كلهم فيصلح شأن من يتوسل بهم إلى ال قال تعالى” حنحن أولياؤكم في الحياة الدحنيا‬ ‫وفي الخرة ‪( ) “.‬‬ ‫هذا الحد ‪ ،‬إياكم وإفراط العاجم ‪ ،‬فإن في أعمال بعضهم الطراء الذي حنص عليه الحبيب عليه صلوات ال‬ ‫ق كلهم ل يملكون لحنفسهم ضر ًا ول حنفع ًا ‪ .‬حنعم ‪،‬‬ ‫خا ْل مُهَ‬ ‫وسلمه ‪ ،‬وإياك ورؤية الفعل في العبد حي ًا كان أو ميت ًا ‪ ،‬فإن ال مُهَ‬ ‫خا ْذ محبة أحباب ال وسيلة إلى ال فإن محبة ال تعالى لعباده سر من أسرار اللوهية يعود صفة للحق وحنعم‬ ‫لُ‬ ‫الوسيلة إلى ال سر لُألوهيته وصفة ربوبيته ‪ .‬احنتهى كلمه العالي‪.‬‬ ‫أقول ول تخرج أيها المحب عن القاعدة التي مرت في محلها من أن سلخ الفعل عن المخلوق معناه أحنه ل يقدر أن‬ ‫يفعل استبداد ًا وله اختيار جزئي وعليه لُمجْمِب ٌر كلي ‪ ،‬قال تعالى ” وال يعلم ما تصنعون ” ‪ ( ).‬فإضافة الصنع للعبد‬ ‫من حيث اختياره الجزئي ‪ .‬وقال تعالى ‪ ” :‬وعد ال الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الرض‬ ‫كما استخلف الذين من‬ ‫قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمن ًا يعبدوحنني ل يشركون بي شيئ ًا ومن كفر‬ ‫بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون “‪ ( ) .‬ففي هذه الية الكريمة إثبات الختيار الجزئي والجبار الكلي ‪ .‬وأفهم ذلك من‬ ‫قوله سبحاحنه بعد الية التي تشرفنا بذكرها فيما حنصه ” وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم‬ ‫لُترحمون “‪ ( ) .‬ك ّلفهم إقامة الصلة وإيتاء الزكاة وإطاعة الرسول ‪ ،‬فهذا فعلهم الذي تختاره إرادتهم الجزئية‬ ‫وتكسبه أيديهم ‪.‬‬ ‫وبعده ‪ ،‬فالرحملُة ْمِفا ْعلُللُه سبحاحنه ‪ ،‬يرجع إلى إرادته الكلية ‪ ،‬ومثل هذه الية وأصرح في مقامها وأقرب للفهام من‬ ‫ت فإحنما‬ ‫طريق واضح إحكامها ‪ ،‬قوله تعالى وتقدس ‪ ” :‬قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد * قل إن ضلل لُ‬ ‫ي ربي إحنه سمي ٌع قريب “‪ ( ) .‬فمن تد ّبر إرشاد ال لنبيه في هذه الية‬ ‫ل على حنفسي وإن اهتديت فْمِبما يوحي إل َتَّ‬ ‫ض ُّ‬ ‫أ ْمِ‬ ‫عرف سر الطلق من جهة والقيد من أخرى وعرف أن المر بين المرين ورَتَّد ضلل حنفسه باللتجاء المحض‬ ‫إلى هداية ربه فأعطى إرادته الجزئية حقها واستند‬ ‫بعملها الصالح إلى الرادة الرباحنية الكلية واتبع سبيل من أحناب ويتوب ال على من تاب ‪.‬‬ ‫ل له مقا ٌم معلوم ‪ ،‬وشفاعةلُ‬ ‫وهنالك يقول بالطبع بإعظام ساداتنا الحنبياء والولياء والصلحاء والعلماء والتقياء وك ٌّ‬ ‫ق ل يقول بريِّدها إل اللُمخزي المحروم ‪ ،‬إذ أولئك الشاهدون بالحق قال تعالى ‪” :‬‬ ‫الحنبياْمِء والولياء والصالحين ح ٌّ‬ ‫ول يملك الذين يدعون من دوحنه الشفاعة إل من شهد بالحق ” ) ( فإحنهم عند ال مقبولون ‪ ،‬أعني الشاهدين بالحق ‪،‬‬ ‫ولهم جا ٌه عنده ومحبة ال الكريم الرحمن الرحيم لهم ‪ ،‬وجعلهم خزائن الْمِعرفان ‪ ،‬وإحنهم الذين يد ّلون عليه ويقيِّربون‬ ‫إليه واختياره لهم واصطفاؤه لذواتهم فيه حقائق أسرا ٍر تفيدحنا حق اليقين وعلم اليقين ‪ ،‬إحنهم عنده سبحاحنه من‬ ‫المقبولين المرضيين ‪.‬‬ ‫وحينئذ فإعظامنا لهم ‪ ،‬إحنما هو إعظام لصفة المحبة التي تج ّلى عليهم بها ‪ ،‬وإعظام مشاهدهم والتبرك بها كذلك‬ ‫لهذه الصفة ل لحنهم يصلون استبداد ًا ويقطعون ويفيِّرقون ويجمعون ‪ ،‬بل حنقول وحنعتقد حكم قوله تعالى ” يوم ل‬ ‫لُيغني مولى عن مولى شيئ ًا ول هم ينصرون * إل من رحم ال إحنه هو العزيز الرحيم “‪ ( ) .‬والولية اختصاص‬ ‫قال سبحاحنه ” يختص‬

‫برحمته من يشاء “‪ ( ) .‬فالولياء مرحومون ‪ ،‬والرحيم هو ال تعالى ‪ .‬وإن إعظامهم يقود المرء إلى اتباع آثارهم‬ ‫والتخلق بأخلقهم والعمل بما كاحنوا عليه وذلك من موجبات الرحمة ‪ ،‬لن اتباعهم إحنما هو اتباع للنبي العظيم‬ ‫صلى ال عليه وسلم وال تعالى قال ‪ ” :‬قل إن كنتم تحبون ال فاتبعوحني لُيحببكم ال “‪ ( ) .‬وبهذا بلغ وال ول ُّ‬ ‫ي‬ ‫المتقين ‪.‬‬ ‫سيِّنة وابتعا ٌد عن البدعة ‪ ،‬فالداب الواجبة أفردها‬ ‫ل راتب ٌة واحنحيا ٌز إلى ال لُ‬ ‫ب واجب ٌة وأعما ٌ‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( آدا ٌ‬ ‫جدحنا الخامس ولي ال العلمة السيد حسين برهان الدين آل خزام الصيادي الرفاعي حنزيل بني خالد بديار حماة‬ ‫الشام رضي ال عنه برسالة مخصوصة فملخص أقواله مع حفظ ألفاظها‪.‬‬ ‫إعلم وفقنا ال وإياك إلى طاعته ‪ ،‬أن الطريقة العلية الرفاعية عزيزة الوجود وإن كاحنت سهلة المأخذ فأول ما يجب‬ ‫على السالك فيها أن يعرف ال حق معرفته ‪ .‬وذلك أن يعرف أحنه سبحاحنه بذاته الواجب الوجود الواحد الحد الفرد‬ ‫الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو ًا أحد وأن يعرف الصفات السلبية والمعنوية وهي الحياة ل والقيام‬ ‫بنفسه والعلم‬

‫والقدرة والسمع والبصر والْمِقمُهَدم والبقاء والوحداحنية والكلم والمخالفة للحوادث ‪ ،‬ليس كمثله شيء ‪ .‬والسلبية‬ ‫أضداد هذه الصفات وهي مستحيلة في حقه تعالى ويجب على السالك بل على كل مسلم أن يعبد ال ول يشرك‬ ‫بعبادة ربه أحد ًا ‪ ،‬فإحنه من الجائز على ال أن يعذب الطائع ولُيثيب العاصي لكن جرت عادته تعالى كما أحنبأحنا كتابه‬ ‫الكريم ورسوله العظيم صلى ال عليه وسلم أن لُيثيب الطائع ويعذب العاصي ‪ ،‬وفي ذلك ذكرى لولي اللباب ‪.‬‬ ‫فبالمعرفة والعبادة حنيل السعادة ‪ ،‬وبالجهل والعصيان والعياذ بال حنيل الشقاوة ‪ ،‬وينحط إلى محل الخزي بقضاء ال‬ ‫وقدره ‪ ،‬ل لُيسأل عما يفعل وهم لُيسألون ‪ .‬قال ال تعالى ” وما خلقت الجن والحنس إل ليعبدون ” ) ( أي ليعرفوحني‬ ‫كذا قال ابن عباس رضي ال تعالى عنهما ‪.‬‬ ‫ولمعرفته سبحاحنه وتعالى طرق أقر بها الخذ عن أهل الذكر أي أهل العلم بال وبشريعة رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ ،‬قال تعالى ‪ “:‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون ” ) ( وقال عليه الصلة والسلم ) طلب العلم فريضة‬ ‫على كل مسلم ( أي بالغ عاقل وقال صلى ال عليه وسلم ) إن‬ ‫ت ليلة المعراج على النار فرأيت‬ ‫حنوم ًا على عل ٍم خي ٌر من صل ٍة على جهل ( ‪ .‬وقال صلى ال عليه وسلم ) اطلع لُ‬ ‫جٌّلة من العلماء ‪ :‬أراد صلى ال‬ ‫أكثر أهلها الفقراء ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال من المال ؟ قال ‪ :‬ل بل من العلم (‪ .‬قال لُ‬ ‫سيِّنة والبدعة ‪ ،‬لن البدع إحنما تنشأ عن‬ ‫عليه وسلم بالعلم علم التوحيد والمعرفة وعلم الحلل والحرام ومعرفة ال لُ‬ ‫الجهل وعدم العلم ومن ثم قال بعضهم ‪ :‬إحنما يتمكن الشيطان من الحنسان على قدر قلة علمه فمن لم يدر العلم فهو‬ ‫ملعبة الشيطان ‪.‬‬ ‫ل بغير علمه فهو‬ ‫عْمِم مُهَ‬ ‫عْمِلمُهَم ولم يعمل أو مُهَ‬ ‫ول بد للسالك من أربعة أشياء العلم والعمل والخلص والخوف ‪ .‬فإن مُهَ‬ ‫محجوب ‪ ،‬وإن علم وعمل ولكن لم يخلص في العمل ل فهو مغبون ‪ ،‬وإذا لم يخف من ال ويحذر من الفات إلى‬ ‫أن يجد إل من يوم اللقاء ‪ ،‬فهو مغرور ‪.‬‬ ‫قال شيخ مشايخنا إمام القوم سيدحنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي ال تعالى عنه ) أصل طريقتنا هذه ملزمة‬ ‫الكتاب والسنة وترك الهواء والبدع والصبر على المر والنهي ‪ ،‬ومن لم يزن أحواله وأقواله وأفعاله كل وقت‬ ‫بميزان الكتاب والسنة ل لُيقتدى به في طريقتنا ول يقدر على ذلك إل بمجاحنبة البدع ‪ ،‬والخذ بما أجمع عليه‬ ‫الصدر الول ‪ ،‬لن هذه الطريقة مبنية على الصدق والصفاء في سائر الحوال والقوال والتمسك بالفتقار إلى‬ ‫ال تعالى والذل والحنكسار له واليثار‬ ‫ل ودعوى الحال من غير حا ٍ‬ ‫ل‬ ‫وترك التع ّرض والحنكار ‪ ،‬وليس من الصدق إظهار المُهَوجد من غير وج ٍد حناز ٍ‬ ‫س صحيح ومن‬ ‫ح له البناء على أسا ٍ‬ ‫حاصل ‪ ،‬لحنه ينبغي أن يكون أول قد ٍم للمريْمِد في هذا الطريق ‪ ،‬الصدق ‪ ،‬ليص َتَّ‬ ‫ل من الضل ْمِ‬ ‫ل‬ ‫ف لُمجر ٍد عن الظنون والشبهات خا ٍ‬ ‫ن صا ٍ‬ ‫ذلك تصحيح العتقاْمِد بين العبْمِد وبين ال تعالى ‪ ،‬بشأ ٍ‬ ‫ن دائمة (‬ ‫ج قائمة وقدرتها في حضرة اليقا ْمِ‬ ‫حج لُ‬ ‫ن وال لُ‬ ‫حجج ‪ ،‬وإن كاحنت البراهي لُ‬ ‫ع ‪ ،‬غير مفتق ٍر إلى البراهين وال لُ‬ ‫والبد ْمِ‬ ‫ق رضي ال عنه ‪.‬‬ ‫احنتهى كللُم صاحب الطري ْمِ‬ ‫ل ما يجبلُ على سالك طريقتنا ‪ ،‬ترك الدعاوى الكاذبة‬ ‫خلفائه الكرام رضي ال عنه وعنهم ) أو لُ‬ ‫ض لُ‬ ‫وقال بع لُ‬ ‫وكتمان المعاحني الصادقة والخلص ودوام ذكر ال والفكر الصالح والقوت الحلل ومخالفة النفس في هواها‬ ‫سمعة والمُهَمحمُهَمدة بغير حق‬ ‫والصبر على الذى والتباعد عن البدع السيئة وعن الْمِكبر والعجب والرياء والنفاق وال لُ‬ ‫ب شرعي ‪ ،‬وعن سوء الظ يِّ‬ ‫ن‬ ‫ق ول علم صالح وعن الحسد والبغض بغير موج ٍ‬ ‫والتس ّلق للرياسة بغير استحقا ٍ‬ ‫ل ل يجولُز‬ ‫طل ‪ .‬وإذا لم يكن كذلك فهو في طريقتنا دخي ٌ‬ ‫ب والدعوى التي لُيشُّم منها الزولُر والبا ْمِ‬ ‫س ‪ ،‬وعن الكذ ْمِ‬ ‫بالنا ْمِ‬ ‫ل طريقتنا حتى يرجع ع ّما هو فيه م ّما لُذْمِكا ْر (‪.‬‬ ‫ك رجا ْمِ‬ ‫سل ْمِ‬ ‫ك ب ْمِ‬ ‫له الحنسل لُ‬ ‫خ اليِّمة مولحنا السيد أحمد الرفاعي رضي ال عنه ‪ :‬إذا رأيتم‬ ‫وقال شي لُ‬ ‫ق له العادات فيطير في الهواء ويمشي على الماء فل تغت ّروا به حتى لُتعرضوا‬ ‫ل تظهلُر له الكرامات وتنخر لُ‬ ‫الرج مُهَ‬ ‫سيِّنة وسيرة السلف الصالح واحنظروا كيف هو عند المْمِر والنهي ولُهنالك‬ ‫ب وال لُ‬ ‫عقيدته وأقواله وأفعاله على الكتا ْمِ‬ ‫لُتعمُهَرف منزلته ‪ .‬احنتهى ‪.‬‬ ‫لسْمِه ولو بعد حين ‪.‬‬ ‫ج يِّ‬ ‫ل يعود وبالها على لُ‬ ‫فمن هذا عْمِلمنا أن مُهَمن كان فيه أدحنى بدعة سيئة ل تجولُز لنا مجالسته لئ ّ‬ ‫ب أليم ” ) النور ‪ ( 63 -‬وقال‬ ‫قال ال تعالى ” فليحذر الذين لُيخالفون عن أمْمِرْمِه أن تصيبهم فتن ٌة أو يصيبهم عذا ٌ‬ ‫عْمِمل‬ ‫ث في أمْمِرحنا هذا ما ليس منه فهو ر ّد ( رواهلُ اللُبخاري‪ .‬وروى مسلم ) مُهَمن مُهَ‬ ‫صلى ال عليه وس ّلم ‪ ) :‬مُهَمن أحمُهَد مُهَ‬ ‫ث في لُأ ّمتي ْمِبدعة أو آوى لُمحْمِدث ًا ‪ ،‬فعليه‬ ‫ل ليس عليه أمرحنا فهو ر ّد ( ‪ .‬وقال صلى ال عليه وس ّلم ‪ ” :‬مُهَمن أحد مُهَ‬ ‫عم ً‬ ‫ل‪.‬‬ ‫ل ” أي ل فرض ًا ول حنف ً‬ ‫ل تعالى منه صرف ًا ول عد ً‬ ‫ل ا لُ‬ ‫س أجمعين ‪ ،‬ل يقب لُ‬ ‫ل والملئكْمِة والنا ْمِ‬ ‫لعنة ا ْمِ‬ ‫ث الصحيحة‬ ‫ن من موجبات الجْمِر ‪ ،‬كما أن البدع السيئة من موجبات الْمِوزْمِر ‪ ،‬كذا جاء في الحادي ْمِ‬ ‫حسا لُ‬ ‫والْمِبدع ال ْمِ‬ ‫ساّنة سيئ ًة فعليه وزرها ووزْمِر‬ ‫ن لُ‬ ‫ساّنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ‪ ،‬ومُهَمن س ّ‬ ‫ن لُ‬ ‫منها ‪” :‬مُهَمن س َتَّ‬ ‫من عمل بها إلى يوم القيامة ” ‪.‬‬

‫ل هذه الطريقة العل ّية ‪ ،‬فإن لم يكن عالم ًا فليكن متعيِّلم ًا أو لُمستمع ًا ول‬ ‫عَتَّد في رجا ْمِ‬ ‫ب الواجبة لُ‬ ‫فمن تأَتَّدب بهذه الدا ْمِ‬ ‫ل إلى حظيرةْمِ‬ ‫ب عينه ومعراجه في طريقه يصل بها إن شاء ا لُ‬ ‫يكن الرابعة فيهلك ‪ .‬ولتكن هذه الداب الشريفة لُحنص مُهَ‬ ‫ل اللُمعين ‪.‬‬ ‫شلُر بالبركْمِة أعللُملُه وا لُ‬ ‫ح في لُبرج الوضوح ‪ ،‬فلُيحملُد مقالُملُه ولُتن مُهَ‬ ‫س الرو ْمِ‬ ‫ح وتضيء في سماء قلبه شم لُ‬ ‫الفتو ْمِ‬ ‫جة الن ّيرة فهي في الحقيقة التأدب بآداب الشرع الشريف ‪.‬‬ ‫وأما العمال الراتبة في هذه الطريقة السعيدة والمح ّ‬ ‫لك الطريق ‪ ،‬ولُيرجى له‬ ‫س ّ‬ ‫وهذا هو الدب الصحيح المترتب في كل طريقة ‪ .‬فإن مُهَمن تأ ّدب بآداب الشرع لُيمُهَعُّد من لُ‬ ‫الوصول ‪ ،‬ومُهَمن لم يتأ ّدب بآداب الشرع فقد يضل الطريق ويركب الدرب الوعر والجبال ‪ ،‬ولُيمُهَممُهَزق حاله ول يصل‬ ‫إلى مقصوده أبد ًا ‪.‬‬ ‫ل‪:‬‬ ‫وإن ما اختاره مشايخنا السادة الرفاعية رضي ال تعالى عنهم في هذه الطريقة العل ّية من آداب الشرع أو ً‬ ‫صحبة من اختيارات حنفسه‬ ‫صحبة للمرشد الكامل ‪ ،‬فهي أهم مراتب السلوك لتنقلب طباعه بمغناطيس ال لُ‬ ‫صحة ال لُ‬ ‫إلى كمال الستسلم والحنقياد إلى أوامر اللُمرشد ‪ ،‬فلُتستهلك جميع لُمراداته في لُمرادات الشيخ وتنقلب غفلته يقظة‬ ‫سن ‪ ،‬ويتر ّقى ببركة الصحبة ْمِمن‬ ‫ح ا ْ‬ ‫خلُلقه لُ‬ ‫وبخله سخاء وكسله حنشاط ًا وحرصه زهد ًا وسوء لُ‬

‫ي‪،‬‬ ‫سن ّ‬ ‫ق مُهَ‬ ‫خلُل ٍ‬ ‫خلُلق سيء إلى كل لُ‬ ‫ي ‪ ،‬ومن كل لُ‬ ‫ل دحنيء إلى كل حال عل ّ‬ ‫كل حا ٍ‬ ‫وتنطبع محبة الشيخ في قلبه لوجه ال احنطباع ًا سليم ًا خالص ًا من العوائق والعلئق والحظوظ النفساحنية وتنقطع عنه‬ ‫شد بكثرة الصلة والسلم على رسول ال صلى ال‬ ‫حجة القواطع ‪ ،‬فإذا ظهرت عليه هذه العلمات ‪ ،‬أمُهَممُهَرلُه اللُمر ْمِ‬ ‫عليه وسلم حتى يستغرق كله محبة النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬بحيث إذا تقهقه في ضحكه وهو في البر القفر‬ ‫وحده يستحي من صاحب الشريعة صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ثم يلحق له بعد الصلة والسلم على رسول الحناْمِم صلى‬ ‫ال عليه وسلم ‪ ،‬الستغفار بعدد معلوم ‪ ،‬وبعدد الستغفار ذكر ال تعالى بشرط التج ّرد حالة ذكر ال من المخلوقين‬ ‫ست الحاجة‬ ‫عظيمهم وحقيرهم ‪ ،‬كبيرهم وصغيرهم ‪ .‬وفي أثناء السير يعالجه طبيب روحه شيخه بالرياضة إذا م ّ‬ ‫ل ما في‬ ‫جد أو ببذ ْمِ‬ ‫وظهر للشيخ العارف شئ من موجباتها أو يعالجه بالسياحة أو بالتجرد والخلوة أو بالسهر والته ّ‬ ‫سس البنيان ممَتَّهد الركان على حب الشيخ وصدق‬ ‫اليد في ال أو بالخدمة الشاقة على النفس ومع ذلك يجعله مؤ مُهَ‬ ‫الوله بالنبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعدم رؤية الغيار تواّكل على ال وإيماحن ًا به سبحاحنه ‪.‬‬ ‫ب من آداب النبي صلى ال عليه وسلم والشرط العظم في الطريق ‪ ،‬وقد أمر صاحب الطريقة‬ ‫وهذه المز ّية أد ٌ‬ ‫رضي ال عنه بالستفاضة القلبية من قلب‬

‫علم ًا بأن ذلك الفيض يجيء متدلاّيا من قلب صاحب الطريقة وإليه من قلب روح العوالم صلى ال عليه‬ ‫الشيخ ‪ْ ،‬مِ‬ ‫وسلم ‪.‬‬ ‫وآداب الستفاضة الجلوس في مجلس الصلة بعد أداء الفريضة ‪ .‬وواجباتها ومتعلقاتها ‪ ،‬استقبال القبلة والتفرغ‬ ‫مهما أمكن من علقات الخواطر ‪ .‬وأخذ الشيخ على البال وربط القلب بقلبه ‪ ،‬والوقوف هناك ما دامت الروح‬ ‫س مطمئنة والخواطر مندفعة ‪ ،‬فإذا ضاق حال الروح أو ش ّبت النفس ولعبت الخواطر هنالك يفتح‬ ‫مط ّيبة والنف لُ‬

‫المريد عنه ويستغفر ال ويختم مجلس الستفاضة بالفاتحة ويباشر بعدها الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫ل‪.‬‬ ‫وبعدها الستغفار ثم الذكر كما تقرر أو ً‬ ‫ل ‪ ،‬إن حلوة الستفاضة إذا بقي منها أثر في القلب‬ ‫ومن رجال هذه الطريقة من شرط الستفاضة بعد الْمِورد قائ ً‬ ‫يدخل من ذلك الثر شيء حالة الذكر حظيرة القلب ‪ .‬ومن أدب الخلص أن ل يوجد للغير أثر ‪ ،‬وقال من‬ ‫استفاض قبل الْمِورد ‪ ،‬أن الستفاضة باب يتوصل به المريد من شيخه إلى إمامه في طريقته إلى حنبيه إلى ربه ‪ .‬فإحنه‬ ‫متى وصل إلى النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقد وصل إلى ال ‪ ،‬بدليل قوله تعالى ) إن الذين يبايعوحنك إحنما يبايعون‬ ‫ال ( ‪ ،‬وبعد فتح الباب يباشر الْمِورد متجيِّرد ًا عن الغياْمِر بالكل ّية‬

‫قال شيخنا الجد الخامس السيد حسين برهان الدين رضي ال عنه ‪ ” :‬والذي أقوله أن الحال لُيدرك من طور المريد‬ ‫‪ ،‬فإن رأينا أن حلوة الستفاضة تغلبه ويبقى منها أثر في القلب ‪ ،‬فيلزم أن يجعل الستفاضة بعد الْمِورد ‪ ،‬وإل فل‬ ‫بأس يجعلها باب ًا للْمِورد ‪ ،‬وهذا الذي عليه أكابر هذا الشأن من رجال طريقتنا العيان “‪.‬‬ ‫الخلوة اللُمح ّرمية‬ ‫ثم قال ‪ :‬ومن أحكام هذه الطريقة العل ّية الخلوة السبوعية في كل عام ‪ ،‬وابتداء دخولها في اليوم الثاحني من‬ ‫عاشوراء ‪ ،‬يعني اليوم الحادي عشر من محرم ‪ ،‬وقد جعلوها شرط ًا على كل من احنتسب إلى هذه الطريقة العل ّية ‪.‬‬ ‫طعامها خال من كل ذي روح ‪ ،‬وْمِذكلُرها في اليوم الول ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬بعدد معلوم ‪ ،‬وفي اليوم الثاحني ‪ :‬ال ‪،‬‬ ‫ي ‪ ،‬وفي الخامس ‪ :‬مجيد ‪ ،‬وفي السادس ‪ :‬لُمعطي ‪ ،‬وفي السابع ‪ :‬ق ّدوس ‪،‬‬ ‫وفي الثالث ‪ :‬و ّهاب ‪ ،‬وفي الرابع ‪ :‬ح ّ‬ ‫وشرطوا في الخلوة بعد كل صلة ‪ ،‬تلوة هذه الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم مائة مرة ‪ ،‬وهي ‪ ” :‬اللهم‬ ‫ل على سيدحنا محمد النبي ال ّمي الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه وسلم ” وذكروا لهذه الخلوة المباركة من‬ ‫ص يِّ‬ ‫الفتوحات المحمدية والعنايات الحمدية ما ل لُيحصى ‪ ،‬وكم شاهدوا لها من برهان عظيم وشأن كريم ‪ ،‬وذلك‬ ‫ل ذو الفضل العظيم ‪.‬‬ ‫فضل ال يؤتيه من يشاء وا لُ‬ ‫وقد بنى صاحب هذه الطريقة السعيدة سيدحنا المام الرفاعي سلوك‬

‫ع الشارع الكريم‬ ‫ق باتبا ْمِ‬ ‫ل وعلى تزكية الخل ْمِ‬ ‫ل والفعا ْمِ‬ ‫طريقته على الصحبة والمحبة وعلى الصدق في القوا ْمِ‬ ‫س ّلم ذلك كثرة الصلة على النبي الكريم عليه أفضل الصلة والتسليم وربط القلب به‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وجمُهَعل لُ‬ ‫والوله بمحبته والحنتصار لسنته وشدة المحاضرة معه ‪ ،‬أرواحنا لجنابه العالي الفداء‪.‬‬ ‫وقد ف ّوض تربية السالك للمسلك الكامل من أتباعه المجازين ‪ ،‬تفويض قيد ل تفويض إطلق وذلك عبارة عن‬ ‫ع الشريف وجعل الخلوى‬ ‫مداواة السالك بما يليق له حاله ويتحمله عقله ويقوم به وسعه ضمن دائرة الشر ْمِ‬ ‫طلُرق ومنازل ل بد منها ول غنى‬ ‫والرياضات المعتادة عند البعض للقساْمِة لضعاف ثورة حنفوسهم ‪ ،‬ولم يقل بأحنها لُ‬ ‫عنها ‪ ،‬فإن ذلك من سقم المدارك ‪.‬‬ ‫على أحنه ل طرائق عدد أحنفاس الخلئق ‪ ،‬بل قال رضي ال عنه ‪ ،‬يلزم مع المر للسالك القاسي بالعمل بها دوام‬ ‫ت ّرقب حنفحات الرحمن ‪ ،‬فإن العبمُهَد ل يعلم النفحة الرباحنية من أين تجيء وكيف تبرز ويجب على المرشد أن يتحقق‬ ‫بالمعرفة النبوية والسياسة المحمدية ‪ ،‬فلُيعطي كل سالك حق وسعه ول ينظر لفهم السالك ‪ ،‬فربما اشتهى المريض‬ ‫من الطعمة والشربة ما يض ّره وهناك فالحكمة ترجع لذوق الطبيب وعقله وعلمه ‪ .‬وهذا غاية‬

‫ما ق ّرره شيخنا رضي ال عنه ‪ ،‬يرويه عن سيدحنا المام الرفاعي رضي ال عنه والمر ل وحسبنا ال ‪.‬‬ ‫ل لسلطان قدرته الذي أفاض‬ ‫) الطريقة الرفاعية ( المحاضرة مع الرواح الطاهرة به ّمة القلب ‪ ،‬إيماحن ًا بال وإجل ً‬ ‫في العامُهَلم الكياحني ‪ ،‬التصال التا ْ ّم ‪ .‬يعرف ذلك أهل الخصوصية ويجهله الجاهل المحجوب الذي لم يتحقق بفهم‬ ‫تلك الرقيقة الكوحنية ‪ ،‬وهنا تفاصيل جليلة ل لُيستغنى عنها سنورد منها إن شاء ال ما فيه بلغ ‪.‬‬ ‫قال شيخنا المام السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي رضي ال عنه وع ّنا به “واردات‬ ‫الغيب” عاللُم الكيان حنقط ٌة واحدة منقوطة على صحيفة الحدث تتلجلج فيها متحركة ذات أجزاء كثيرة مركبة من‬ ‫ش ّكلة لكوحنَتَّيتها ‪،‬‬ ‫صنوف ل لُتمُهَعا ْد وكل تلك الصنوف مجتمعة في تلك النقطة تض ّمها مادة حبرها الس ّيالة اللُم مُهَ‬ ‫جها تموج في سابحة تلك‬ ‫حبر تلك النقطة ‪ ،‬منفصل ٌة ذُّراتها بتلجلُل ْمِ‬ ‫فالصنوف متصل ٌة في الحقيقة بتلك الجامعة من ْمِ‬ ‫حدة ‪.‬‬ ‫ل على ْمِ‬ ‫عْمِلم يزعم الحنفصال ‪ ،‬ك ٌّ‬ ‫المادة وكلها إل من مُهَ‬ ‫ف خاص ولذلك الصنف خزاحنة غيبية تجمعه بشاهد )وإن من شيء إل عندحنا خزائنه( )الحجر‬ ‫ولكل شيء منها صن ٌ‬ ‫‪ ( 21‬فتلك الخزائن خزائن‬

‫ق والمر ‪ ،‬تصدر الشياء من تلك الخزائن وترد بعد ردها إليها ‪.‬‬ ‫خل لُ‬ ‫الصدار واليراد أل له ال مُهَ‬ ‫فالصدار ‪ ،‬التنزيل ‪ ،‬وكل شي ٍء يكون تنزيله بقد ٍر معلوم ‪ ،‬والوصللُة في عالم الكيان حاصل ٌة بين جميْمِع الذمُهَرا ْمِ‬ ‫ت‬ ‫ل ببعضها من بقية الشياْمِء ْمِللُلطْمِفها ‪ .‬ولذلك فمحاضرة الرواح أسرع‬ ‫س ّيما الرواح ‪ ،‬فهي أوثق وأقرب اتصا ً‬ ‫تأثير ًا من غيرها ل لُمحالة ول فرق بين أرواح الموات وأرواح الحياء ‪ .‬وما أجهل مُهَمن قال بتكفير القائل‬ ‫ل لها ‪ ،‬كأحنه يزعم أن المحاضر لها يقول بفعلها بالستبداد منها ‪ ،‬ول يظن‬ ‫بمحاضرة أرواح المشايخ وإسناد الفع ْمِ‬ ‫ل عن الجماعة اللُكَتَّمل الذين يعرفون أسرار المحاضرة ويعلمون أن الذي أودع الضيامُهَء في كوكب‬ ‫هذا بعاقل ‪ .‬فض ً‬ ‫ح أسرامُهَر الفعل والقطع‬ ‫ظلممُهَة في غلغال الليل إحنما هو ال الف ّعال المطلق ‪ ،‬وهو أيض ًا استودع الروا مُهَ‬ ‫الشمس وال لُ‬ ‫ح المحاضرة مع كل‬ ‫والوصل ‪ ،‬وأحنها لمحيط ٌة في مستودعاتها عالم ٌة بها ‪ ،‬قادر ٌة بإذن ال على فعلها ‪ .‬وتص ّ‬ ‫الرواح سعيدها وشقيِّيها ‪ ،‬حنيِّيْمِرها ولُمظْمِلْمِمها ‪ ،‬مقبوْمِلها ومردوْمِدها ‪ ،‬رفيْمِعها ووضيْمِعها ‪ ،‬ولكن تلك المحاضرة تثمر‬ ‫بنتيجة التقابل بنسبة قوة حضور المحاضر وعل ّو ه ّمته وجمع باله ‪.‬‬ ‫ولكل هذا الشأن ‪ ،‬أعني شأن المحاضرة ‪ ،‬حضرتان ‪ ،‬حضرة حقيقة وحضرة خيال ‪ .‬فحضرة الحقيقة ل يثبتها إل‬ ‫اللُمجاحنسة الصحيحة بين‬

‫ضر ولو بوج ٍه ما ‪ ،‬وإل إذا احنقطعت المجاحنسة فيكون ما يحدث لجمع الْمِه ّمة حاصلة من حظيرة‬ ‫ضر واللُمحا مُهَ‬ ‫اللُمحا ْمِ‬ ‫طلع على‬ ‫طلع كل ال يِّ‬ ‫خيال ترسم بشكل الحقيقة وما هي بالحقيقة ‪ ،‬ول ينكر ذلك إل جاهل بأسرار الكيان غير م ّ‬ ‫حقائق القرآن ‪.‬‬ ‫ن العظيم على أذان سيدحنا إبراهيم الخليل عليه الصللُة والسلم في الناس بالحج وكيف لُّبته‬ ‫ص القرآ لُ‬ ‫وتد ّبر كيف حن َتَّ‬ ‫ل ‪ .‬قال تعالى ‪” :‬وأ ّذن‬ ‫ل وركباحن ًا ‪ ،‬حنسا ًء ورجا ً‬ ‫ج عميق رجا ً‬ ‫ل ف ٍّ‬ ‫ح حتى التي في الصلب ‪ ،‬وجاؤلُه من ك ْمِ‬ ‫الروا لُ‬ ‫ج عميق” )الحج –آية ‪ .(27‬والفج العميق ؛ الطريق‬ ‫ل ف ٍّ‬ ‫ل ضام ٍر يأتين من ك يِّ‬ ‫ل وعلى ك ْمِ‬ ‫ك رجا ً‬ ‫في الناس بالحج يأتو مُهَ‬ ‫عْمِه ‪ ،‬المستومُهَدع‬ ‫البعيد ‪ ،‬ومع اللُبعد بلوغ صوت الخليل سيدحنا إبراهيم عليه السلم بقوة المدد اللهي اللُمفمُهَرغ في مُهَرو ْمِ‬

‫صل إل محاضرة الرواح ‪ ،‬وتلك‬ ‫سيِّرْمِه ‪ ،‬وهل ذلك الذان المجمُهَمل الذي حنشأ عنه هذا العمل المبارك الملُمُهَف مُهَ‬ ‫ب ْمِ‬ ‫ل بعد جيل ‪ ،‬فهي أهم وأعظم من‬ ‫المحاضرة هي التي اخترقت صفوف الرواح وصنوفها دور ًا بعد دور ‪ ،‬وجي ً‬ ‫محاضرة الرواح التي خامرت الجسام وقارحنتها ثم فارقتها إلى خزائنها ‪.‬‬ ‫لء خواص اللُو ّراث‬ ‫ج يِّ‬ ‫ن إل لعظماْمِء الحنبياء وأ ْمِ‬ ‫وهذه القوة ل تكو لُ‬

‫فقد روى الحافظ ابن الحاج الواسطي الشافعي ق ّدس ال س ّره أن المام منصور ًا الرباحني البطائحي الحنصاري ثم‬ ‫حسيني رضي ال عنه ‪ ،‬وقف بلُرواق أم عبيدة واتجه إلى الْمِقبلة ثم إلى الشرق ثم الغرب ثم الشمال وقال “هل ّموا‬ ‫ال لُ‬ ‫تعالوا إلى هذه البقعة المباركة وتك ّلم كلم ًا عجيب ًا ‪ ،‬فبعد أن سكن سأله بعض أصحابه فقال ‪ :‬إن ال تعالى ل ّقح‬ ‫بروح ابن أختي أحمد مشارق الرض ومغاربها ‪ ،‬فها أحنا أدعوهم إلى هذه البقعة السعيدة” ‪.‬‬ ‫عبيدة‬ ‫)قلت( وقد كان الذي أشار إليه الباز الشهب مولحنا السيد منصور رضي ال تعالى عنه وع ّنا به ‪ ،‬فإن أم لُ‬ ‫للوف من أهل الكمال وفحول الرجال ‪ ،‬حتى قال ابن الجوزي رحمه ال تعالى حين زار سيدحنا‬ ‫صارت مطاف ا لُ‬ ‫صه ‪:‬‬ ‫السيد أحمد الرفاعي رضي ال عنه في حياته ما حن ّ‬ ‫شر لُ‬ ‫ت‬ ‫ح ْمِ‬ ‫ت له ‪ :‬هذا جم ٌع عظيم ‪ ،‬فقال ‪ :‬لُ‬ ‫ت عنده ‪ ،‬وعنده أكثر من مائة ألف إحنسان ‪ ،‬وقد قام بكفاية الجميع ‪ ،‬فقل لُ‬ ‫لُكن لُ‬ ‫ل برحمته فأكون كآحادهم ‪.‬‬ ‫مع هامان إن خطر لي أحني شيخ أحد منهم إل أن يتغمدحني ا لُ‬ ‫ل أحنها ل تثبت للمحاضرة‬ ‫جمل المباركة تفهم أن محاضرة الرواح ممكنة على اختلف صنوفها إ ّ‬ ‫ومن هذه ال لُ‬ ‫ث عظيم ‪ ،‬وإ ّ‬ ‫ل‬ ‫ي عظيم أو وار ٍ‬ ‫حقيقة إل باللُمجاحنسة ‪ ،‬ول يمكن محاضرة الرواح التي ستبرز قوالبها بعد إل لنب ٍّ‬ ‫ح خامرت الجسامُهَد حاضرة ح ّية أو غائبة متو ّفاة تمكن‬ ‫فأروا ٍ‬

‫محاضرتها وتثبت لها حنتيجة ح ّقة بنسبة المجاحنسة بين الرواح اللُمسمُهَتحضرة في المحاضرة ‪ ،‬وبين اللُمحاضر‬ ‫حبر تلك اللُنقطة لُممُهَر ّكب من الضياْمِء والهواء ‪.‬‬ ‫والكيان وجو ٌد واحد مع تعُّدد الذ ّرات في النقطة الكياحنية ‪ ،‬و ْمِ‬ ‫سيِّر الكياحني وتمَتَّكن‬ ‫ل على استكشافْمِ ال ْمِ‬ ‫وهذان الجوهران ‪ ،‬أن الجامعان بين الذ ّرات في النقطة ‪ ،‬فك ّلما قدر الرج لُ‬ ‫من صحة ربط القلب من ذٍّرة لُأخرى ‪ ،‬اجتذب منها حنتيج ًة لُتعمُهَرف ول لُتنمُهَكر ‪ ،‬حسبما يمكنه بنسبة قوة محاضرته‪.‬‬ ‫والوجود الكياحني فيه الرفيع من الجزاء والوضيع ‪ ،‬والشريف والخسيس ‪ .‬فالوضيع حالة كوحنه من الوجود ل‬ ‫ضعة هي الحاجز ‪،‬‬ ‫سر له قوة اللُمقاربة التامة مع الرفيع منه لختلف اللُمجاحنسة ‪ ،‬إذ اللُمباينة بين الرفعة وال ْمِ‬ ‫يتي ّ‬ ‫ح شريفة يصعب عليه اللُقرب منها وأخذ حنتيجة مرغوبة‬ ‫سته لرو ٍ‬ ‫فتد ّبر ‪ .‬وإذا أمعنت النظمُهَر تعلم أن اللُمحاضر بخ ّ‬ ‫عنها ‪.‬‬ ‫عكوْمِفهم على‬ ‫وروابط أرواح اللُمريدين مع احنحطاطهم عن مجاحنسة أرواح الصالحين تحصل بصدق محبتهم لهم و لُ‬ ‫خا ْذ بركة‬ ‫أبواْمِبهم وتحُّقْمِقْمِهم بمودتهم ‪ ،‬والعتقاْمِد بهم ‪ .‬فْمِقف عند المرتبة ‪ ،‬وتر ّفع بالعمل الصالح واليِّتباع الحسن ‪ ،‬و لُ‬ ‫ل ولاّيا ‪.‬‬ ‫ح الطاهرة ‪ ،‬ول تسمع لغية مُهَمن لُيحيِّرف الكلم عن مواضعه ‪ ،‬واتق ال ول لُتشْمِرك به شيئ ًا وكفى با ْمِ‬ ‫الروا ْمِ‬ ‫احنتهى كلم شيخنا رضي ال عنه وع ّنا به ‪.‬‬ ‫ق في هذا الباب‬ ‫ل بعلومه ‪ ،‬لم لُيب ْمِ‬ ‫ث أحنه ‪ ،‬حنفعنا ا لُ‬ ‫وحي لُ‬

‫ل ‪ ،‬ول حول ول قوة إل‬ ‫جة ‪ ،‬وحسبنا ا لُ‬ ‫ح ّ‬ ‫حجة في هذه المُهَم مُهَ‬ ‫س مُهَمنمُهَزع ًا ‪ ،‬فقد اكتفينا بكلمه المبارك ‪ ،‬وهو ال لُ‬ ‫في المُهَقو ْمِ‬ ‫بال ‪.‬‬ ‫خلُذ وثيقة السند التي لُتعْمِرب عن التصال من المجاز بعق ٍد بعد عق ٍد في السلسلة إلى النبي‬ ‫( الطريقة الرفاعية ( أ ا ْ‬ ‫ض عن احنقطاع يد المام الحسن‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وهذا من السناد ‪ ،‬والسناد من الدين ‪ .‬حنعم ‪ ،‬تكلم البع لُ‬ ‫حمُهَفلُه برضواحنه وسلمه ‪.‬‬ ‫البصري رضي ال عنه عن سيدحنا أمير المؤمنين علي اللُمرتضى ك ّرم ال تعالى وجهه وأت مُهَ‬ ‫جنيد رضي ال عنه فهو‬ ‫ل أن إجماع القوم من الكابر أولياء ال رضي ال عنهم على هذا ‪ ،‬وحناهيك منهم بال لُ‬ ‫والحا لُ‬ ‫الذي أجمعت المة على وجوب تقليده في مذهب التصوف وقالوا مذهبه مقٌّوم دائ ٌر على محوري الكتاب والسنة‬ ‫فهو مع جللة قدره أسند لبس الخرقة إلى المام الحسن البصري ‪ ،‬وأحنه لبسها من المام علي كرم ال وجهه ‪.‬‬ ‫سنة المام جلل الدين السيوطي قدس ال روحه وحنفع به ‪ ،‬في كتابه ) إتحاف‬ ‫لمة الحافظ المتقن شيخ ال لُ‬ ‫قال الع ّ‬ ‫ح ّفاظ سماع الحسن البصري رضي ال تعالى عنه من‬ ‫خرقة ( ما حنصه‪ :‬مسألة ‪ :‬أحنكر جماعة من ال لُ‬ ‫الْمِفرقة برفو ال ْمِ‬ ‫خرقة ‪ ،‬وأثبته‬ ‫خْمِدش به في طريق لبس ال ْمِ‬ ‫سك بهذا بعض المتأخرين ف لُ‬ ‫المام علي بن أبي طالب كرم ال وجهه ‪ ،‬وتم ّ‬ ‫جماعة وهو الراجح عندي لوجوه‪.‬‬ ‫جحه أيض ًا الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة ‪ ،‬فإحنه قال‪ :‬قال الحسن بن أبي الحسن البصري عن‬ ‫وقد ر ّ‬ ‫علي وقيل لم يسمع منه وتبعه على هذه العبارة الحافظ ابن حجر في أطراف المختارة‪.‬‬ ‫الوجه الول‪ :‬أن العلماء ذكروا في الصول في وجوه الترجيح أن المثبت لُممُهَقَتَّدم على النافي ‪ ،‬لن معه زيادة علم‬ ‫عمُهَمر باتفاق ‪ ،‬وكاحنت أمه خيِّيرة مولة أم سلمة رضي ال تعالى عنها‬ ‫الثاحني ‪ ،‬أن الحسن ولد لسنتين بقيتا من خلفة لُ‬ ‫خْمِرجه إلى الصحابة يباركون عليه وأخرجته إلى عمر رضي ال عنه فدعا له‪ :‬اللهم فقهه في‬ ‫فكاحنت أم سلمة لُت ا ْ‬ ‫الدين وحببه إلى الناس ‪ ،‬وذكر ذلك الحافظ جمال الدين المزي في )التهذيب( وأخرجه العسكري في ) كتاب‬ ‫المواعظ( بسنده وذكر المزي أحنه حضر يوم الدار وله أربع عشرة سنة‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أحنه من حين بلغ سبع سنين لُأْمِممُهَر بالصلة فكان يحضر الجماعة ويصلي خلف عثمان إلى أن لُقتل‬ ‫عثمان رضي ال عنه وعلي رضي ال عنه إذ ذاك بالمدينة ‪ ،‬فإحنه لم يخرج منها إلى الكوفة إل بعد مقتل عثمان ‪،‬‬ ‫فكيف يستنكر سماعه منه وهو كل يوم يجتمع به المسجد خمس مرات من حين م ّيز إلى أن بلغ أربع عشرة سنة‪.‬‬ ‫وزيادة على ذلك أن علي ًا رضي ال عنه كان يزور أمهات المؤمنين‬ ‫ومنهن أم سلمة والحسن في بيتها هو وأمه‪.‬‬ ‫الوجه الثالث‪ :‬أحنه ورد عن الحسن ما يدل على سماعه منه ‪ ،‬أورده المزي في التهذيب من طريق أبي حنعيم قال أبو‬ ‫القاسم عبدالرحمن بن العباس بن عبدالرحمن بن زكريا حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي حدثنا محمد بن‬ ‫موسى الجرشي حدثنا ثمامة بن عبيدة حدثنا عطية بن محارب عن يوحنس بن عبيد قال سألت الحسن قلت يا أبا‬ ‫سعيد إحنك تقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وأحنك لم تدركه ‪ ،‬قال يا بن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني‬ ‫عنه أحد قبلك ولول منزلتك مني ما أخبرتك ‪ ،‬إحني في زمان كما ترى وكان في عمل الحجاج كل شيء سمعتني‬ ‫أقوله قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فهو عن علي بن أبي طالب رضي ال تعالى عنه غير أحني في زمان ل‬ ‫أستطيع أن أذكر علي ًا رضي ال تعالى عنه‪.‬‬ ‫) قلت( وذكر الحافظ السيوطي رحمه ال تعالى عدة أحاديث صحيحة وبعضها حسان عن جمع من الحفاظ منم‬ ‫الترمذي والنسائي والحاكم والضياء المقدسي والزين العراقي وأبو زرعة والطحاوي والدراقطني وأبو حنعيم‬ ‫والخطيب البغدادي والحافظ بن حجر العسقلحني والقرطبي والللكائي وغير واحد كلهم يروي حديث ًا أو خبر ًا عن‬ ‫الحسن البصري عن علي رضوان ال عليه‪.‬‬ ‫ت أبا عبدال‬ ‫ثم قال الجلل السيوطي رحمه ال تعالى ‪ ،‬قال الحافظ أبو بكر بن مستدى في مسلسلته ‪ :‬صافح لُ‬ ‫ت أبا الحسن علي بن يوسف الحصري بالسكندرية‬ ‫محمد بن عبدال بن عشوى التفراوي بها ‪ ،‬قال ‪ :‬صافح لُ‬ ‫وصافحت أيض ًا أبا القاسم عبدالرحمن بن أبي الفضل المالكي بالسكندرية ‪ ،‬قال ‪ :‬صافحت شبل بن أحمد بن شبل‬ ‫قدم علينا ‪ ،‬قال‪ :‬كل منهما صافحت أبا محمد عبدال بن مقيل بن محمد ‪ ،‬قال صافحت محمد بن الفرح بن الحجاج‬ ‫الشكسلي ‪ ،‬قال‪ :‬صافحت أبا مروان عبدالملك بن أبي ميسرة قال‪ :‬صافحت أحمد بن محمد النقزي بها ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫صافحت أحمد السود ‪ ،‬قال‪ :‬صافحت ممشاد الدينوري ‪ ،‬قال صافحت علي بن الرزيني الخراساحني ‪ ،‬قال‬ ‫صافحت عيسى القصار ‪ ،‬قال‪ :‬صافحت الحسن البصري ‪ ،‬قال‪ :‬صافحت علي بن أبي طالب رضي ال عنه ‪ ،‬قال‬ ‫ت ك ّفي هذه سرادقات عرش ربي عَتَّز وجل ‪ ،‬احنتهى‪.‬‬ ‫صافحت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال صافح ا ْ‬ ‫ومن هذه البراهين القاطعة لُيعلم علم ًا يقين ًا أخذ المام الحسن البصري عن سيدحنا أمير المؤمنين المام العظم علي‬ ‫لمة‬ ‫ت شيخي قطب الزمان وغوث الوان ع ّ‬ ‫ي أحني صافح لُ‬ ‫المرتضى كرم ال وجهه ‪ ،‬ومن فضل ال تعالى عل َتَّ‬ ‫الوجود مولحنا السيد بهاءالدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي الشهير بالرواس رضي ال عنه وع ّنا به‬

‫وهو قال لي أربع أساحنيد‬ ‫في المصافحة الولى ‪ :‬عن ابن عمي السيد إبراهيم الرفاعي المفتي وسنده في المصافحة سنده في الجازة إلى‬ ‫المام الكبر سلطان الولياء مولحنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي ال عنه وهو صافح جده يوم ميِّد اليد‬ ‫والقصة أشهر من أن لُتذكر‪.‬‬ ‫والثاحني ‪ :‬عن ابن عمي وشيخي السيد عبدال الراوي الرفاعي وسنده أيض ًا إجازته وهو يتصل بالمام الكبير‬ ‫ع ّنا به وهو قد صافح جَتَّده عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫الرفاعي رضي ال عنه و مُهَ‬ ‫جة ال المام المهدي ابن المام العسكري رضوان ال وسلمه عليهما في طيبة الطيِّيبة تجاه‬ ‫ح ّ‬ ‫والثالث ‪ :‬عن لُ‬ ‫ت رسول ال صلى ال عليه وسلم ودعا لي بخير‪.‬‬ ‫المرقد الشرف المصطفوي وقال صافح لُ‬ ‫قال شيخنا )رضي ال عنه( ثم دعا لي المام المهدي رضوان ال عليه بخير ‪.‬‬ ‫قال والرابع ‪ :‬عن الخضر عليه السلم صافحته سبع ًا وثلثين مرة آخر مرة منها في مقام الشيخ معروف الكرخي‬ ‫سم لي صلى ال‬ ‫ت رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فتب ّ‬ ‫جلُمعة ‪ ،‬فقال صافح لُ‬ ‫) رضي ال عنه( ببغداد عصر يوم لُ‬ ‫سرادقات عرش ربي عَتَّز وجل‪.‬‬ ‫ت ك ّفي هذه لُ‬ ‫عليه وسلم وقال لي‪ :‬صافح ا ْ‬ ‫احنتهى كلم شيخنا رضي ال عنه‪.‬‬ ‫ي البركة‬ ‫وقد صافحته )رضي ال عنه( ودعا لي بخير وآخر مرة صافحته ذكر لي هذا الحديث الشريف وت ّمت ل مُهَ‬ ‫والسعادة بعوحنه تعالى والحمدل رب العالمين‪.‬‬ ‫) الطريقة الرفاعية( إعظام شأن مؤسسها وحناشر إعلمها ومحكم حنظامها سلطان الولياء برهان الصفياء لثم يد‬ ‫جده سيد الحنبياء صلى ال عليه وسلم أل وهو الغوث الكبر والكبريت الحمر شيخ الدوائر ملحق عواجز‬ ‫الصاغر بأعاظم الكابر المغيث بإذن ال والنائب عن جيِّده رسول ال في لُما ْلك ال حناصر السنة خاذل البدعة ركن‬ ‫الحقيقة عماد الطريقة برهان الشريعة السيد أحمد محيي الدين الكبير الرفاعي )رضي ال عنه( وع ّنا به وحنفعنا‬ ‫ولُأَتَّممُهَة جيِّدْمِه بعلومه وبركاته وطاهر حنفحاته آمين‪.‬‬ ‫ضاح الذي طلع في سماء‬ ‫وإعظامه لسباب كثيرة منها أحنه بضعة من رسول ال صلى ال عليه وسلم بالنسب الو ّ‬ ‫خمُهَبلُر سيادته الفاطمية على كل لسان ‪ ،‬وسيأتي ذكر حنسبه‬ ‫السيادة طلوع الصباح ‪ ،‬اشتهر في عالم المكان ودار مُهَ‬ ‫الشريف مسلسل إلى النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫سَتَّنة المصطفى صلى ال عليه وسلم وتحققه بالتخلق بأخلقه وقيامه بنصرة شريعته‬ ‫سك ب لُ‬ ‫سكه كل التم ُّ‬ ‫ومنها تم ُّ‬ ‫بالطوار والحوال والقوال والفعال‪.‬‬ ‫ومنها شدة شفقته على خلق ال تعالى على اختلف طبقاتهم وأجناسهم ومذاهبهم ومشاربهم ومنها تواضعه وذله‬ ‫واحنكساره ل تعالى وشدة كرمه وجوْمِدْمِه وعلو هممه وتواضعه للناس وقهره حنفسه وعدم رؤيته حنفسه على غيره‬ ‫مزية‪.‬‬ ‫ومنها صبره على الذى وتح ّمله أثقال الناس ووقوفه في ذلك مع الحق وترفعه عن هذه الدحنيا الدحن ّية وتعاليه عليها‬ ‫جْمِرهم وحسن خلقه‪.‬‬ ‫وعلى المغلوبين المفتوحنين بها واتضاعه للفقراء والمساكين وإيثاره ولين قوله للناس ْمِبيِّرْمِهم وفا ْمِ‬ ‫ن تربيته للناس بالحكمة الكاملة والمعارف الشاملة والطوار المحمدية والمناهج النبوية وكثرة كراماته‬ ‫س مُهَ‬ ‫ح ا ْ‬ ‫ومنها لُ‬ ‫وعظيم خوارقه وصدق حاله وجليل كماله وباهر أقواله وشريف خلله وجميل خصاْمِله وهذا كله ثابت بالبراهين‬ ‫الطافحة والنصوص الراجحة ومؤيد برائق كلماته ومستمر كراماته ودائم بركاته وقد احنبت ال تعالى في بيته‬ ‫حكماء‬ ‫شمُهَرفاء العظماء والسادات اللُكمُهَبمُهَراء وال لُ‬ ‫لء وال لُ‬ ‫الولياء كما ينبت الربيع البقل كما حنص ذلك وتبعه العلماء الج ّ‬ ‫خَتَّلص من صدور الولياء واحنتهت إليه حنوبة الفضائل في عصره ولم يخلفه دور اليام ولم تقم حنوبة‬ ‫واللُعمُهَرفاء وال لُ‬ ‫ي كما قامت له في السلم‪ ،‬وسيأتي بيان ذلك إن شاء ال‪.‬‬ ‫لول ّ‬ ‫أما حنسبه الشريف المتواتر المستفيض فهو السيد أحمد بن السيد السلطان علي المكي الرفاعي الحسيني دفين بغداد‬ ‫بجاحنبها الشرقي ابن السيد يحيى حنقيب البصرة ودفينها ابن السيد ثابت بن السيد الحازم علي أبي الفوارس‬ ‫ابن السيد أبي علي أحمد المرتضى بن السيد علي أبي الفضائل بن السيد الحسن الصغر المعروف برفاعة‬ ‫الهاشمي المكي حنزيل المغرب ابن السيد المهدي بن السيد أبي القاسم محمد بن السيد الحسن اللُمكنى بأبي موسى‬ ‫رئيس بغداد حنزيل مكة ابن السيد الحسين عبدالرحمن الرضي المحدث ابن السيد احمد الصالح بن السيد موسى‬ ‫الثاحني بن السيد المير إبراهيم المرتضى المجاب ابن المام موسى الكاظم ابن المام جعفر الصادق ابن المام‬ ‫محمد الباقر ابن المام زين العابدين علي ابن المام الشهيد السعيد أمير المؤمنين الحسين صاحب كربلء ابن‬ ‫المام علم السلم أسد ال الغالب أمير المؤمنين سيدحنا علي بن أبي طالب رضي ال عنه وكَتَّرم ال وجهه واتحفه‬ ‫بسلمه وتحياته‪.‬‬

‫وأم سيدحنا المام الحسين سيدتنا ولُقَتَّرة عيوحننا السيدة فاطمة الزهراء النبوبة بنت روح الوجود وسيد أهل الوحي‬ ‫واللهام والشهود وحبيب ال وإمام أحنبياء ال سيدحنا محمد المصطفى صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫وحنسب حضرة الحبيب العظم صلى ال عليه وسلم في آل سيدحنا الخليل إبراهيم عليه السلم ثابت بالنصوص‬ ‫القطعية والجماع الذي يعلو عن النزاع والحمدل رب العالمين‪.‬‬ ‫ولسيدحنا المام أحمد الرفاعي الحسيني رضي ال عنه وعنا به حنسب من‬ ‫جهة أمهاته للصحابي الجليل سيدحنا أبي أيوب الحنصاري رضي عنه الباري ولسيدحنا الحسن السبط ولسيدحنا‬ ‫سابون المحققون ورواة الخبار من ذوي الفضل الوفير‬ ‫الصديق الكبر رضي ال عنهم أجمعين يعرف ذلك الن ّ‬ ‫والعلم الغزير وحسبنا ال وحنعم الوكيل‪.‬‬ ‫خا ْلق فإحنه تواتر في طبقات القوم وكتبهم بالروايات الموثوقة والنقول الثابتة الصحيحة ‪ ،‬أحنه كان‬ ‫وأما شفقته على ال مُهَ‬ ‫يترك رواقه الشريف ويحتطب في بعض الحيان ويحمل الحطب على ظهره إلى بيوت الفقراء والمساكين الذين‬ ‫ل يقدرون على الخروج ‪ ،‬ويحمل لهم الماء والطعام ويفعل الكثير من أمثال ذلك من البر والمعروف مع‬ ‫المجذومين والزمنى من أهل العاهات والشيوخ المقعدين والضعفاء والرامل واليتام من المسلمين والنصارى‬ ‫واليهود والصابئين حتى أسلم على يديه منهم خلق كثير‪ ،‬وكان يقف في طرق العميان فيقودهم إلى المكنة التي‬ ‫يريدوحنها ‪ ،‬وإذا رأى ذا شيبة عاجز ًا خدمه بنفسه وقضى له حاجته وق ّبل يده وسأله الدعاء وإذا تجرأ عليه‬ ‫متجريء فآذاه صبر عليه وتح ّمله ‪ ،‬ولم يجاز مسيئ ًا بإساءة قط وكان لُيحسن إلى من يسيء إليه ويعفو ع ّمن ظلمه‬ ‫ع ّز كما قال فيه سيدحنا المام سراج الدين‬ ‫خا ْلق ل عن حاجة بل هو خضوع عن ْمِ‬ ‫لوجه ال تعالى ويتواضع لل مُهَ‬ ‫الرفاعي ثم المخزومي شيخ السلم والذي هو في‬ ‫عصره أستاذ الخواص والعوام بما حنصه‪:‬‬ ‫ل أقام رسم ًا‬ ‫تواضمُهَع كالهل ْمِ‬ ‫ع جاء عن عٍّز مني ٍع‬ ‫خضو ٌ‬ ‫يلوح الماء من بيض الْمِقبا ْمِ‬ ‫ب‬ ‫كذلك طولُر آل أبي لُترا ْمِ‬ ‫ب‬ ‫وأما عدم رؤيته لنفسه وعدم تعاليه على غيره فقد تواتر واستفاض ‪ ،‬وقد كان لُيضرب به المثل وقد كان كثيرا ما‬ ‫يقول إيش أحنا ومن أحنا ويأخذ بيده شيئ ًا من التراب ويقول من كان من هذا وغايته إليه من يكون؟‬ ‫وأما كرمه وجوده فقد ثبت بروايات العدول وصحيح النقل أن رواقه الشريف كان يجمع كل يوم عشرين ألف ًا ويمُّد‬ ‫لهم السماط صباح ًا ومساء وليلة محيا السبوع يجتمع عنده أكثر من مائة ألف إحنسان ويقوم بكفاية الجميع ولم يرو‬ ‫لنا التاريخ وقوع مثل ذلك لغيره من أولياء السلم وهذا باتفاق الخواص والعوام وبإجماع الطوائف من مواف ٍ‬ ‫ق‬ ‫ولُمخالف ‪ ،‬وأما تربيته للناس بالحكمة وآدابه الشريفة في طريقته المحمدية التي جل بها اللُغ ّمة فمن بعضها ما‬ ‫سيِّره اللُمطلسم البحر اللُمطمطم ‪ ،‬القطب الغوث الجواد مولحنا السيد عزالدين أحمد‬ ‫ذكره سبطه العظم ووارث ْمِ‬ ‫الصياد الرفاعي رضي ال تعالى عنه وع ّنا به في كتابه ” الطريق القويم” بما حنصه‪:‬‬ ‫أن طريق سيدحنا المام السيد أحمد الرفاعي رضي ال تعالى عنه بين جداري الفراط والتفريط ل غلو ول علو‬ ‫جح بالشطحات المخالفة للمعقول والمنقول‪،‬‬ ‫ول هبوط ول سقوط‪ ،‬هدم صومعة القول بالوحدة والحلول‪ ،‬ورد التب ّ‬ ‫ي بما يجذب إلى‬ ‫ي أو تهذيب ّ‬ ‫حكم ّ‬ ‫وحن ّزه جاحنب التوحيد عن الشرك والتعطيل والتشبيه ‪ ،‬ووقف في كل شأن لُ‬ ‫ع ّلم أفاد ما‬ ‫الوسطية‪ ،‬كل أطرافه وحواشيه ‪ ،‬إذا فاض عليه بحر الكرم تح ّدث بالنعمة‪ ،‬وما تعدى الحدود‪ ،‬وإذا مُهَ‬ ‫ل عليه وجذب قلوب السالكين إليه ‪،‬‬ ‫يقضي بالوفاء بالعهود وإذا أرشد أوضح حال النبي صلى ال عليه وسلم ود َتَّ‬ ‫ظ الوفلُر من حناطقْمِة جده صلى ال عليه وسلم‬ ‫ض كلماْمِتْمِه كظواهرها ودقائق تعبيراته كسهلها‪ ،‬لُأعطى الح لُ‬ ‫فغوام لُ‬ ‫حسن الدب مع المخلوقين على‬ ‫ع أولي العليِّو بش ّدة تواضعه ل واحنكساره لعظمته ولُذيِّلْمِه لمجده وقدسه و لُ‬ ‫ف جمو مُهَ‬ ‫وأوق مُهَ‬ ‫سفلية‪ ،‬ولكل منهم لديه‬ ‫جيِّنهم وصنوفهم الناطقة والصامتة ذوات الرواح وغيرها العلو ّية وال لُ‬ ‫طبقاتهم إحنسهم و ْمِ‬ ‫) رضي ال عنه ( مقا ٌم معلوم كما أقامه ال وعلى ما رَتَّكبلُه وفيما أظهمُهَرلُه وحسبما أبرزه واستودع فيه من سر‬ ‫الصنع والمُهَها ْدي المفاض بعد الخلق إلى كل شيء ‪ ،‬هذا مع الزهد بالكل وإرجاع المر كله إلى ال ‪ ،‬إحنا ل وإحنا إليه‬ ‫راجعون‪ .‬احنتهى كلم المام الصياد رضوان ال تعالى عليه‪.‬‬ ‫وأما كراماته فهي خارجة عن الحصر لكثرتها‪ ،‬شهد له بذلك الكبار والصغار وتواتر هذا في الجيال والدوار ‪،‬‬ ‫ب له‬ ‫أحيا ال له الميِّيت وأقام له اللُمقعدين وعافى ببركة جاهه أصحاب العاهات وأبرز على يديه البركة العامة ومُهَقمُهَل مُهَ‬

‫ض الكرم وأعطاه اللسان الناطق‬ ‫ح ْمِ‬ ‫خا ْلق وقد أفاض له الْمِنمُهَعم وأسبغ عليه مزيد الفضل من مُهَم ا ْ‬ ‫صَتَّرفلُه في ال مُهَ‬ ‫العيان و مُهَ‬ ‫حفه بالمواهب الغريبة ولم تزل كراماته الشريفة لُتحكى بألسنة الجلل في محافل أهل‬ ‫بالحكمة العجيبة ‪ ،‬وأت مُهَ‬ ‫ل عظيم ولقد سارت بها‬ ‫ي صلى ال عليه وسلم لجنابه الكريم في محف ٍ‬ ‫الفضل والكمال ‪ ،‬وحناهيك منها بميِّد مُهَيْمِد النب يِّ‬ ‫الركبان وتناقلها أفاضل كل زمان ‪ ،‬ول لُدَتَّر سيدحنا القطب العظم السيد محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي‬ ‫الشهير بالر ّواس رضي ال عنه وع ّنا به فإحنه قال‪:‬‬ ‫ن الفواطْمِم سيِّي ٌد‬ ‫ن ب مُهَ‬ ‫أبو المُهَعمُهَلمُهَمي ْمِ‬ ‫ب البريِّية كيِّلها‬ ‫تواضمُهَع أقطا لُ‬ ‫ل له اليلُد‬ ‫ت الرجا ْمِ‬ ‫ل سادا ْمِ‬ ‫على ك يِّ‬ ‫ت الوليْمِة أحملُد‬ ‫س ْمِ‬ ‫إذا قام في مُهَد ا ْ‬ ‫لمة الكبير محمد العاقولي الشافعي قدس سره بيتين يمدح بهما المام أبا‬ ‫ي في الوثيقة الوسطى عن الع ّ‬ ‫ولُرو مُهَ‬ ‫العلمين رضي ال عنه وع ّنا به وهما‪:‬‬ ‫عبيدْمِة‬ ‫مولي يا سلطان أَتَّم لُ‬ ‫خ في‬ ‫ل للُه مُهَقمُهَد ٌم من الشيا ْمِ‬ ‫ك ٌّ‬ ‫ل ولُيا ْعمُهَقلُد‬ ‫ح ُّ‬ ‫يا مُهَمن بْمِهَتَّمْمِتْمِه لُي مُهَ‬ ‫ك ليس له يلُد‬ ‫سوا مُهَ‬ ‫ج اللُهدى و ْمِ‬ ‫حنه ْمِ‬ ‫وأما أتباعه فقد زادت عن العد وط ّمت عن الح ّد ‪ ،‬تخرج به أعاظم‬ ‫لء الطايب من علماء المذاهب‬ ‫الولياء الحنجاب واحنتمى إليه أكابر القطاب وتب ّرك تشُّرف ٌا بخرقته الطاهرة الج ّ‬ ‫سُّره فيه رضي ال عنه وحنصه‪:‬‬ ‫وما ألطف قول أبي المظ ّفر الواسطي الشافعي لُقيِّدس ْمِ‬ ‫ك العلى النواسي لُ‬ ‫ت‬ ‫حارت بناسوْمِت مُهَ‬ ‫سر ًا‬ ‫تلُمنك ْمِ‬ ‫ك ل ّما لُقم مُهَ‬ ‫عيِّز مُهَ‬ ‫ن ْمِ‬ ‫ضا ْم مُهَ‬ ‫و ْمِ‬ ‫تبارك ال لم تنطق وقد رجفت‬ ‫ك الحلى المواقي لُ‬ ‫ت‬ ‫ورَتَّدمُهَدت ْمِذكر مُهَ‬ ‫بازالُتها لك داحنت والفواخي لُ‬ ‫ت‬ ‫ض المصالي لُ‬ ‫ت‬ ‫برحب حضرتك البي لُ‬ ‫توفي رضي ال عنه في أم عبيدة بواسط العراق سنة ثمان وسبعين وخمسمائة راضي ًا مرضي ًا حنائب ًا حنبوي ًا وقد ج ّدد‬ ‫ال به أممُهَر الدين وأَتَّيمُهَد بمنهاجه مذهب أهل الشرع المبين وصان ببركة عزمه وعزيمته في ال عقائد المسلمين‬ ‫ع والح ّيات والفاعي وأخضع لهم‬ ‫سبا مُهَ‬ ‫ل لهم ال ْمِ‬ ‫وأبرد لتباعه النيران وأزال لهم فاعلية السموم وألن لهم الحديد وأذ ّ‬ ‫ن وصرفهم في العوالم وأطلعهم على عجائب السرار‪.‬‬ ‫ج يِّ‬ ‫طغامُهَة ال ْمِ‬ ‫لُ‬ ‫ل في بيته المبارك الكابر من أعاظم الو ّراث المحمديين والعلماء العاملين والسادات الوارثين والفاضل‬ ‫س مُهَ‬ ‫وقد تسل مُهَ‬ ‫اللُمرشدين وهذا الفضل ل ينقطع إن شاء ال إلى يوم الدين ببركة جيِّده سيد المرسلين عليه صلوات ال الملك‬ ‫المعين والحمد ل رب العالمين‪.‬‬ ‫وهنا سأتشرف وأقول أحنا الفقير إلى ال تعالى محمد أبو الهدى بن السيد‬ ‫أبي البركات حسن وادي آل خزام الصيادي الرفاعي بن السيد علي بن السيد خزام بن السيد علي آل خزام بن‬ ‫لم بن السيد عبدال شهاب الدين ابن‬ ‫المام السيد حسين برهان الدين البصري حنزيل بني خالد بن السيد عبدالع ّ‬ ‫السيد محمود الصوفي بن السيد محمد برهان بن السيد حسن أبي محمد الغواص دفين دمشق بن السيد الحاج محمد‬ ‫شاه بن السيد محمد خزام بن السيد حنورالدين بن السيد عبدالواحد بن السيد محمود السمر بن السيد حسين العراقي‬ ‫بن السيد إبراهيم العربي بن السيد محمود بن السيد عبدالرحمن شمس الدين بن السيد عبدال قاسم حنجم الدين بن‬ ‫السيد محمد خزام السليم بن السيد شمس الدين عبد الكريم بن السيد صالح عبد الرزاق بن السيد شمس الدين محمد‬ ‫بن السيد صدر الدين علي بن الشيخ القطب الغوث المام السيد عزالدين أحمد الصيادي الرفاعي سبط الحضرة‬ ‫الرفاعية بن السيد ممهد الدولة عبد الرحيم بن السيد سيف الدين عثمان بن السيد حسن بن السيد محمد عسلة بن‬ ‫السيد الحازم علي أبو الفوارس الرفاعي الشبيلي الذي تقَتَّدم ذكره العالي بنسب سيدحنا المام الرفاعي وتقَتَّدم ذكر‬ ‫حنسبه الطاهر إلى النبي صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫وأم سيدحنا السيد عزالدين أحمد الصيادي رضي ال عنه سيدتنا السيدة زينب ذات النور أم القطاب بنت المام‬

‫الكبر السيد أحمد الرفاعي‬ ‫رضي ال عنه‪ ،‬وأبوه القطب السيد ممهد الدولة عبدالرحيم فأمه السيدة ست النسب أخت سيدحنا المام الرفاعي‬ ‫حُّدث ًا بنعمة ال والحمد ل رب العالمين‪.‬‬ ‫لبويه رضي ال عنهم اجمعين‪ .‬أا ْذلُكلُر هذا مُهَت مُهَ‬ ‫ل بإجلل المام الرفاعي رضي ال عنه على إخواحنه الولياء رجال الخرقة كلهم‬ ‫) ومن الطريقة الرفاعية( القو لُ‬ ‫مع حفظ حقوقهم ومقاديرهم والعتراف بكوحنهم إخواحنه وكلهم على لُهدى ‪ ،‬دوائر مجدهم وسيعة ‪ ،‬ومقاماتهم عالية‬ ‫رفيعة ‪ ،‬والولياء لبعضهم أكفاء ل حنفرق بين أح ٍد منهم رضي ال تعالى عنهم ول حنرُّد على أحد من أتباع رجال‬ ‫الخرقة إذا اعتقد مثل اعتقادحنا بإمام طريقته ولم لُيف ّرط فيهضم مقادير القوم بل حندعو له بالثبات على محبته لشيخه‬ ‫إمام طريقته وهذه القاعدة المتفق عليها في المذاهب والطرائق وكفى بال ولي ًا‪.‬‬ ‫)استطرادان( لي ول الحمد والشكر حنسبة من جهة المومة تنتهي إلى الباز الشهب والطراز اللُممُهَذَتَّهب بحر‬ ‫المعارف ‪ ،‬ف ّياض العوارف القطب الغوث الجامع الرباحني أبي محمد مولي السيد الشيخ عبد القادر الجيلحني‬ ‫رضي ال عنه وحنفعنا به آمين وهي من طريق جيِّدحنا المام العارف بال تعالى السيد محمود بن السيد عبد الرحمن‬ ‫شمس الدين‪.‬‬ ‫فإن أم السيد محمود الشريفة برق بنت السيد الشيخ محمد الحيالي بن‬ ‫السيد أحمد بن السيد علي بن السيد حسين بن السيد محمد بن السيد الشيخ محمد شرشيق بن السيد محمد بن ولي‬ ‫ال العارف بال السيد الشيخ عبد العزيز دفين جبل الحيال من أعمال الموصل ابن القطب الغوث الفرد الجامع‬ ‫المام الكامل معدن الكرامات والفضائل محيي الدين أبي صالح السيد الشيخ عبد القادر الجيلحني قَتَّدس ال سره‬ ‫النوراحني وأفاض علينا وعلى المحبين من بركاته وجليل حنفحاته آمين‪.‬‬ ‫وهو رضي ال عنه ابن موسى أبي صالح جنكي دوست بن عبد ال بن يحيى بن محمد بن داود بن موسى بن عبد‬ ‫ال بن السيد الجليل موسى الجون بن السيد عبد ال المحض بن السيد الكبير الحسن المثنى بن المام علم السلم‬ ‫خَتَّلد سيدحنا المام الحسن أبي محمد سبط النبي صلى ال عليه‬ ‫ثاحني الئمة المستغاث بهم في المهمة ذي المجد اللُم مُهَ‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫ي هو من أعاظم القطاب الربعة وهم قد شاعت في القرون‬ ‫سُّرلُه النوراحن ّ‬ ‫س ْمِ‬ ‫ف أن المام الجيلحني لُقيِّد مُهَ‬ ‫وغير خا ٍ‬ ‫لمة مزيد الْمِمَتَّنة وهم مولحنا‬ ‫س ّنة وأفاض بهم على ا لُ‬ ‫الوسطى وليتهم واستفاضت كراماتهم ومناقبهم وجَتَّدد ال بهم ال لُ‬ ‫المام السيد أحمد الرفاعي الحسيني ومولحنا السيد الشيخ عبد القادر الجيلحني الحسني ومولحنا السيد أحمد البدوي‬ ‫الحسيني ومولحنا السيد إبراهيم الدسوقي الحسيني رضي ال تعالى عنهم‪.‬‬ ‫ساد من‬ ‫ح ّ‬ ‫ي ول لُيلتمُهَفت لما تكلم به بعض ال لُ‬ ‫ي وكلهم من البيت العامر المحمد ّ‬ ‫سن ّ‬ ‫ح مُهَ‬ ‫فالثلثة حسينيون والمام الجيلي مُهَ‬ ‫ذوي الغراض في أحنساب البعض منهم فإن الحسد أو اللُمخالفة في المذهب تجر الجسور للكلم الذي ل لُيقال فيعثر‬ ‫ج ًة على من لم يحفظ ومع ذلك فنور النبوة ساط ٌع‬ ‫ح َتَّ‬ ‫عثرات ل لُتقال ول بدع فاللُمثبتة لُمقَتَّدمة على النافية ومن حفظ لُ‬ ‫في مظاهر هؤلء السادات الربع رضي ال عنهم وحنفعنا بهم ورحم ال القائل‪:‬‬ ‫ي علم ًة‬ ‫جعلوا لبناْمِء النب يِّ‬ ‫حنولُر النبَتَّوْمِة في وسيْمِم وجوْمِههم‬ ‫ن مُهَمن لم يشهْمِر‬ ‫ن العلممُهَة شأ لُ‬ ‫إ َتَّ‬ ‫ف عن الطراْمِز الخضْمِر‬ ‫يغني الشري مُهَ‬ ‫صت العلملُة الخضرالُء للسادات والشراف حنفعنا ال بهم‪.‬‬ ‫ص مُهَ‬ ‫خ يِّ‬ ‫ل الذي قال حين لُ‬ ‫ل قاب مُهَ‬ ‫ت( هذا القائ لُ‬ ‫*)قل لُ‬ ‫سنلُد ٍ‬ ‫س‬ ‫طيِّرمُهَزت ْمِمن لُ‬ ‫ض ٍر لُ‬ ‫خ ا ْ‬ ‫ن لُ‬ ‫تيجا لُ‬ ‫صلُهلُم بها‬ ‫ن خ َتَّ‬ ‫ف السلطا لُ‬ ‫الشر لُ‬ ‫ببراق ٍع لُهْمِدمُهَيت إلى الشرا ْمِ‬ ‫ف‬ ‫شرف ًا ليفرقهم عن الطرا ْمِ‬ ‫ف‬ ‫لمة الوجود القطب الغوث السيد بهاءالدين محمد مهدي آل خزام الصيادي‬ ‫خنا ع ّ‬ ‫ل شي ْمِ‬ ‫ب من القولين قو لُ‬ ‫وأعذ لُ‬ ‫الرفاعي الشهير بالر ّواس رضي ال عنه في هذا المقام وحنصه‪:‬‬ ‫ل جلل ٌة‬ ‫ت الرجا ْمِ‬ ‫ت سادا ْمِ‬ ‫علما لُ‬ ‫صْمِة مجْمِدْمِه‬ ‫ل في من َتَّ‬ ‫يزيد جما ً‬ ‫لمقداْمِرهم ل لشتهاْمِر ذويْمِه‬

‫ب أبيْمِه‬ ‫ح ثو مُهَ‬ ‫س الجحجا لُ‬ ‫إذا مُهَلْمِب مُهَ‬

‫)عو ٌد حسن( قد تبَتَّين لذي اللب النيِّير والعلم الكريم أن حنسبنا من جهة المومة ينتهي لمولحنا المام الكبير الجيلحني‬ ‫طر ال مرقده النوراحني فهو من قباب مجدحنا ومن أقمار سعدحنا وقد يرى الناظر في بعض كتبنا عبارات ترد ما‬ ‫ع َتَّ‬ ‫ض في قلوبهم وحق ٍد في أحنفسهم فيظن‬ ‫سب لجنابه العالي من الشطحات فربما يزلق كما زلق بعض الجهلء لغر ٍ‬ ‫لُين مُهَ‬ ‫بوهمه قبل التحقيق وفهم المقصد ما أشاعه أولئك الطغام الذين هم لجهلهم في صنف العوام كالهوام من أحننا والعياذ‬ ‫ط من لُرتبة المام الكبير الجيلحني قنديل الكمالت النوراحني رضي ال عنه فلذلك أتينا بهذه‬ ‫بال وحاشا ل حنح َتَّ‬ ‫صة الحنصاف والعلم لكيل يزلق زلق الجاهلين ويخوض مع‬ ‫الكلمات الوجيزة شفق ًة على المتصدر في مُهَممُهَن َتَّ‬ ‫الخائضين‪.‬‬ ‫ل وفعل وحنتحقق من لُحنلُقول الئمة الكابر‬ ‫فنقول مذهلُبنا في طريقنا مذهب الشرع الشريف حنرُّد ما ر ّده الشرع من قو ٍ‬ ‫ي ما لم يصدر منه إليه وهو‬ ‫عيِّز مُهَ‬ ‫ي عليه و لُ‬ ‫من العلماء والولياء أن مولحنا المام الجيلحني رضي ال عنه افلُتْمِر مُهَ‬ ‫سلين صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫س ّنة جيِّده سيد المر مُهَ‬ ‫ل التمكين اللُممُهَتشيِّرعين الناصرين ل لُ‬ ‫ل أه ْمِ‬ ‫رضي ال عنه من لُكَتَّم ْمِ‬ ‫ل الكابر أهل الباطن والظاهر وحناهيك منهم بإمام الرجال وسلطان الولياء والعارفين‬ ‫وقد شهد له بذلك لُكَتَّم لُ‬ ‫البطال أبي المُهَعمُهَلمُهَمين وإمام‬ ‫الطائفتين مولحنا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي ال عنه وع ّنا به فإحنه قل حين ذكر المام الجيلحني رضي ال‬ ‫ل بحْمِر الشريعْمِة عن يمينه ‪ ،‬وبحلُر الحقيقْمِة عن يساره ومن أيهما شاء غرف‪.‬‬ ‫عنه ‪ ،‬هو رج لُ‬ ‫ق عنه أحنه يقول ما ل تقبله العقول ول تؤيده النقول وهو صاحب العلوم‬ ‫صَتَّد لُ‬ ‫فهل من كان كذلك وهو وال كذلك لُي مُهَ‬ ‫الزاخرة والمعارف الباهرة والحوال الصالحة والمقامات الراجحة والتعالي في مرتبة الغوثية والتمُّكن في مقام‬ ‫ي اللُمزهر واللسان العذب والطبع‬ ‫ي النيِّير والطراز المحمد ّ‬ ‫القطبية والشرف الباذخ والمُهَقمُهَدم الراسخ والكمال الشرع ّ‬ ‫الشريف والطور العالي والكرامات الجليلة التي ل لُتمُهَعد والخلق الطاهرة المرضية والحقائق العلوية السنية فكل‬ ‫ل‪،‬‬ ‫ج ّ‬ ‫ل والنقل مُهَقلَتَّ أو مُهَ‬ ‫ق للعق ْمِ‬ ‫ك ‪ ،‬مطاْمِب ٌ‬ ‫ل مبار ٍ‬ ‫ف عا ٍ‬ ‫ح شري ٍ‬ ‫ل ومقا ٍم صال ٍ‬ ‫ل وحا ٍ‬ ‫عل ٍم وعم ٍ‬ ‫سب لجنابه المبارك من ْمِ‬ ‫ما لُين مُهَ‬ ‫ح وهو محل المفاخر وشيخ أهل الباطن والظاهر ول يجحد ذلك إل الحاسد المكابر‪.‬‬ ‫فهو صحي ٌ‬ ‫وكذلك حنقول بإخواحنه أولياء ال أجمعين فما لُينقل عنهم من الكمال وشامخ القوال والفعال وجليل الحوال فكله إن‬ ‫كان مطابق ًا للشرع الشريف مرضي ًا لدى اللُعقلء من أهل الحق الذين ل يعتمون عقولهم بالهوى أو يطيشون مكنتها‬ ‫ل أجزائنا‬ ‫ي حنصيِّدقه بك يِّ‬ ‫ل مرض ٌ‬ ‫بالغرض ‪ ،‬فهو مقبو ٌ‬ ‫ل السليم وحنعتقد أحنه‬ ‫ع الشريف والعق لُ‬ ‫وإل فلثبات منزلة الولية الحَتَّقة لهلها رضي ال عنهم ‪ ،‬حنلُرُّد ما لم يقبله الشر لُ‬ ‫ل عما يعمل الظالمون‪.‬‬ ‫ظلم ًا الجاهلون وما ال بغاف ٍ‬ ‫موضوع ‪ ،‬وضعه عليهم الك ّذابون وحنسبه إليهم لُ‬ ‫وفي هذا المقام ففي ما أوضحناه كفاية وال ولي المر على أن الزحنادقة وأهل الغراض وضعوا على رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم أربعة عشر ألف حديث ‪ ،‬فمنهم من وضع احنتصار ًا لمذهبه ومنهم من وضع مداهن ًة لبعض‬ ‫ف عند أهل الحديث في‬ ‫المراء ‪ ،‬ومنهم من وضع ليكتسب بذلك من أوساخ الدحنيا والعياذ بال ‪ ،‬والمر معرو ٌ‬ ‫القديم والحديث وال مع الحق وهو الناصر للحق وكفى به ولي ًا وحنصيرا‪.‬‬ ‫حسن الخاتمة ‪ ،‬قال سيدحنا المام السيد أحمد الرفاعي رضي ال عنه وع ّنا‬ ‫)خاتمة( حنسأل ال تعالى لنا وللمسلمين لُ‬ ‫ق عن‬ ‫ح ّقة زل ٌ‬ ‫ل لها حنوع من الجحود ‪ ،‬وصعودك بذكر النعمة عن رتبتها ال مُهَ‬ ‫به ‪ ،‬سكوتك عن ذكر حنعم ال استقل ً‬ ‫الحدود ‪ ،‬فاشكر إذا ذكرت ول تزلق إذا شكرت‪.‬‬ ‫ي وله الفضل بالحندراج بسلك مولحنا وسيدحنا المام السيد‬ ‫ن ال عل َتَّ‬ ‫) قلت( واتباع ًا لهذا النص الجليل أقول قد امت َتَّ‬ ‫ت بسلوك طريقته التي هي منبر الكمال ومحراب قلوب‬ ‫خَتَّداْمِمْمِه وعبيد بابه وتشرف لُ‬ ‫ف لُ‬ ‫ت بص يِّ‬ ‫أحمد الرفاعي واحنتظم لُ‬ ‫خَتَّلص الرجال ومنهاج أهل المقامات الرفيعة والحوال ‪،‬‬ ‫لُ‬ ‫جة المرضَتَّية هي يد سيدي ووالدي ولُقَتَّرة عيني‬ ‫فأول يد بايعلُتها وأعطيلُتها يدي في هذه الطريقة العلَتَّية والمح َتَّ‬ ‫ي ال تعالى وادي المكارم أبي البركات السيد الشيخ‬ ‫وملذي وأستاذي العارف الكبير صاحب القلب المنير ول ّ‬ ‫ل مرقده وحنَتَّور ضريحه وحنفعني وأولدي وأخي وأقاربي ومن تحويه‬ ‫طر ا لُ‬ ‫حسن آل خزام الصيادي الرفاعي ع َتَّ‬ ‫شفقة قلبي ببركاته وأعاد علينا من شريف حنفحاته آمين‪.‬‬ ‫عيِّمي وبركتي وحنظام احنشراح روحي العارف الواصل والولي الصيل الكامل أبو المفاخر‬ ‫والثاحني فهو شيخي وابن مُهَ‬

‫السيد علي بن السيد خيرال الصيادي الرفاعي الحسيني شيخ المشايخ بحلب الشهباء حنَتَّور ال مرقده وأطلع في‬ ‫ت بأخذ الطريقة تأكيد ًا منه‬ ‫ت وتنَتَّور لُ‬ ‫سموات المجد فرقده آمين ‪ ،‬فإحني بأمر من والدي قَتَّدس ال روحه تبرك لُ‬ ‫ت سنمُهَدها عنه‪.‬‬ ‫وروي لُ‬ ‫والثالث فهو شيخ الوقت والزمان غوث العصر والوان إمام أهل العلوم والعرفان وأحد أرباب الكمال الروحاحني‬ ‫سيد أصحاب المواجيد العالية والمعاحني ‪ ،‬كعبة المعارف ‪ ،‬سلطان الولياء أولي العوارف خاتمة الصيِّديقين ‪،‬‬ ‫حنشطة أرواح أهل الصدق واليقين ‪ ،‬لُقَتَّرة عيني وتاج رأسي وإمامي وأستاذي وفخري وعياذي ولُركن اعتمادي‬ ‫ل اعتقادي سيدي السيد بهاء الدين محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي الحسيني الحسني‬ ‫ومح ّ‬ ‫الشهير بالرواس رضي ال عنه وعنهم أجمعين‪.‬‬ ‫فهو والحمد ل تعالى صار لي شيخ الفطام وباب الترقي في كل حال ومقام ‪ ،‬أعزحني ال بعلومه وحنَتَّومُهَرحني بإرشاداته‬ ‫سَتَّنته ‪ ،‬وإحنه‬ ‫وفهومه وجعلني خادم ًا لجنابه في مرتبته قائم ًا بإحياء مناهجه وجلئل طريقته وحنشر كلمته وإعلء لُ‬ ‫س ّنة المحمدية وبركة الحقيقة الرفاعية الحمدية ‪ ،‬وواحد الزمان بل حنزاع وشيخ العرفان المحمدي اللُممُهَنَتَّزه‬ ‫لناصر ال لُ‬ ‫عن لوث البتداع ‪ ،‬وسلطان العارفين دون مدافع والغوث المتحيِّلي بالختمية من غير ْمِحنٍّد في العصر ول منازع ‪،‬‬ ‫ت افتخار ًا‬ ‫وقد احنطوت في قلبي والحمدل مناشير إشاراته ولُحنشرت على رأسي بالفتخار ألوية بشاراته حتى قل لُ‬ ‫بجنابه مبتهج ًا بخدمة أعتابه‪.‬‬ ‫ك ضاء لي ْمِحنبرا لُ‬ ‫س‬ ‫ْمِمن حنوْمِر وجْمِه مُهَ‬ ‫ب لُمناْمِزع ًا‬ ‫ت رأس ًا ل أها لُ‬ ‫وغدو لُ‬ ‫ي الحنفا لُ‬ ‫س‬ ‫طمُهَرت من حنفس مُهَ‬ ‫وتع َتَّ‬ ‫ْمِلمُهَم ل وشيخي السيلُد الرَتَّوا لُ‬ ‫س‬ ‫ورأيت مر ًة سيدتنا فاطمة الزهراء النبوية عليها الرضوان والسلم والتحية فقالت يا ولدي يا أبا الهدى أحنا وال من‬ ‫ت أحبك أكثر وأكثر لحنه شيخ‬ ‫ت إلى ولدي السيد محمد مهدي الرواس صر لُ‬ ‫ت أحبك لكن بعد أن احنتسب مُهَ‬ ‫الول كن لُ‬ ‫أهل بيتي اليوم وصاحب العلم الطويل السيد محمد مهدي محبوبي ومحبوب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫ت مر ًة أخرى سيدحنا أبا بكر الصديق وسيدحنا عمر الفاروق‬ ‫ورأي لُ‬ ‫ت يمُهَد كل منهما فقال لي سيدحنا عمر رضي‬ ‫ت وقبل لُ‬ ‫رضي ال عنهما كأحنهما يمشيان في الجامع الكبير بحلب فتقدم لُ‬ ‫ت يا سيدي هو قد توفي فتبسم لي رضي‬ ‫ت تأخلُذ مكاتيب من شيخك السيد محمد مهدي الرفاعي ‪ ،‬فقل لُ‬ ‫ال عنه مازل مُهَ‬ ‫ن الولياء وسيد‬ ‫ال عنه ووضع يده الشريفة على ظهري وقال السيد محمد مهدي من الذين ل يموتون ‪ ،‬هذا عي لُ‬ ‫ت مر ًة سيدحنا علي المرتضى الكمُهََتَّرار رضوان ال وسلمه عليه فقال لي افتح‬ ‫أهل البيت اليوم ‪ ،‬هنيئ ًا لك به ‪ .‬ورأي لُ‬ ‫خك السيد محمد مهدي آل‬ ‫ت فمي فنفخ فيه وقال يا ولدي أحنت سعي ٌد مبارك ولكني أوصيك بمحبة شي ْمِ‬ ‫فمك ففتح لُ‬ ‫خزام فهو حنولُر العارفين وواحد أولدي اليوم ل تغفل عن محبته وملحظة طاْمِلْمِعْمِه والسلم عليكم ‪ .‬احنتهى‪.‬‬ ‫ت هذه البشارات خاتمة لكتابي هذا وبال التوفيق‪.‬‬ ‫وقد جعل لُ‬ ‫وسل ٌم على المرسلين والحمد ل رب العالمين ‪ .‬آمين‪.‬‬